post

“دعم الديكتاتوريات لن يجلب الديمقراطية للعرب”.. هذه أبرز رسائل المرزوقي لبايدن

صحافة الأربعاء 08 ديسمبر 2021

(القدس العربي) - وجه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي مجموعة من الرسائل للرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك خلال مؤتمر صحافي بعنوان “الديمقراطية أولا في العالم العربي”، عقدته شخصيات عربية في واشنطن ردا على “قمة الديمقراطية والحريات” التي دعا إليها بايدن وتجاهل فيها جميع الدول العربية، باستثناء العراق.


وقال المرزوقي، خلال خطاب ألقاه في المؤتمر “نثمّن مجهودات الرئيس بايدن للدفاع عن الديمقراطية في العالم، ونتمنى كل النجاح للقمة التي دعا إليها. ونوافق على ما قاله الرئيس بايدن أن (الديموقراطية لم تأت عرضا، وواجب علينا الدفاع عنها، والمحاربة من أجلها، وتقويتها، وتجديدها). لكن ما نريد التركيز عليه أن فرض النظام الديمقراطي والدفاع عنه يجب أن تبقى مهمة داخلية بحتة لشعوبنا نحن قادرون لوحدنا على إنجازها. ولا نقبل بفرضها من الخارج. والحالة العراقية أكبر مثال على فشل ذلك”.
وأضاف “كل ما نطالب به الدول الغربية عموما والولايات المتحدة خصوصا التوقف عن مساندة الأنظمة الاستبدادية التي تمنع شعوبنا من حقها في الديمقراطية، وعدم السكوت عما تفعله دول زبائن لها أساسا دولة الإمارات العربية المتحدة التي حاربت ولا تزال بإصرار كل الثورات الديمقراطية العربية. مثل هذه السياسة التي تهدف لتحقيق مصالح ظرفية تضرب مصداقية كل خطاب غربي عن الديمقراطية. الأخطر من هذا أنها، بدعمها لدول مثل مصر والامارات والسعودية، تشجع على انتشار نموذج الحكم الذي يمزج بين الليبرالية والدكتاتورية، وهو النموذج المنافس اليوم بقوة للنموذج الديمقراطي الذي يمزج بين الحريات السياسية والنموّ الاقتصادي في خدمة الجميع”.

 

واعتبر المرزوقي أن غياب واحد وعشرين دولة عربية من الاثنين والعشرين الموجودة لا يعكس الوضع الحقيقي للديمقراطية في العالم العربي، “فمنذ استقلال دولنا في منتصف القرن الماضي وشعوبنا تناضل من أجل فرض الحريات السياسية والعدالة الاجتماعية. والثورة السلمية الديمقراطية التي سميت بالربيع العربي والتي انطلقت من تونس سنة 2011 وامتدت سريعا لمصر وليبيا واليمن وسوريا لم تكن إلا أهم مراحل هذا النضال المتواصل”.
كما تحدث عن موجة ثالثة من الربيع العربي “ستنطلق قريبا، ربما من تونس للردّ على انقلاب 25 جويلية 2021 الذي ألغى الدستور وجمّد البرلمان ومؤسسات الديمقراطية التي جاءت بها ثورة الياسمين. ربما من بلد آخر، لكن المؤكّد أن موجات الربيع العربي ستتواصل في السنين والعقود المقبلة إلى أن تحقق شعوبنا هدفها الأساسي في أن تكون شعوبا من المواطنين لا من الرعايا، وأن تبني دول قانون ومؤسسات تكون في خدمتها لا أداة قمع بأيدي أقليات فاسدة وعنيفة”.


وقال المرزوقي إن الشعوب العربية تدفع ثمنا باهظا لنضالها هذا من أجل الديمقراطية، وهناك “عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في اليمن وليبيا وسوريا يضاف إليهم ملايين المهجرين منهم من يموتون جوعا في اليمن أو في المخيمات في لبنان، ومئات الإعدامات في مصر. وهناك آلاف المساجين السياسيين، مثل الدكتور سلمان العودة في السعودية أو النائبين التونسيين سيف الدين مخلوف ونضال سعودي، الذين يقبعون في السجون العربية بالآلاف ذنبهم الوحيد المطالبة بالإصلاح واحترام الحريات الأساسية. ولا ننسى المأساة الإنسانية لمليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار منذ أكثر من عشر سنوات في غزة”.
وطالب الدول الديمقراطية بـ”حسن استقبال المهجرين وإغاثة العالقين في المخيمات بانتظار عودتهم إلى أوطانهم، والضغط على الأنظمة الاستبدادية لإطلاق سراح المساجين السياسيين ووقف الإعدامات، كل هذا ليس فقط بحثا عن العدالة وإنما أيضا وقاية من تفاقم عدم الاستقرار السياسي بما يتبعه من حروب أهلية وإرهاب وموجات نزوح لن يقدر أي بلد على احتوائها”.
وأشار إلى أن المؤتمر الحالي يمثل خطوة أولى للتمهيد لمؤتمر عام للديمقراطية العربية سيعقد قريبا، “وسنسعى ليضم هذا المؤتمر أحزابا سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اعتبارية. والهدف بناء شبكة عربية ديمقراطية تكون مهمتها التآزر وتبادل الخبرات واستثمار كل التجارب التي مرت بها شعوبنا لخلق نظام عربي جديد يؤدي من جهة لبناء دول قانون ومؤسسات على أنقاض الدولة الاستبدادية وإلى اتحاد عربي لدول مستقلة وشعوب حرة على شاكلة الاتحاد الذي بنته الشعوب الأوروبية بعد تخلصها من الأنظمة الدكتاتورية الشيوعية والفاشية والنازية”.

 

وكان المرزوقي دعا في وقت سابق إلى استئناف الحراك السلمي لاستعادة الشرعية الدستورية في تونس، مطالب بإغلاق ما سماه “الفصل المشين من تاريخنا المعاصر”، في إشارة إلى التدابير الاستثنائية للرئيس قيس سعيد، والتي تثير جدلا واسعا في البلاد.

galleries/دعم-الدكتاتورات-لن-جلب-الدمقراط-للعرب-هذه-برز-رسال-المرزوق-لبادن.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً