post

رفضتها التلفزة الوطنية ونشرتها بي بي سي.. ماذا قال بن علي في تسجيلات منسوبة له أثناء هروبه من تونس؟

صحافة الجمعة 14 جانفي 2022

نشرت قناة ''بي بي سي'' اليوم الجمعة، على موقعها تسجيلات لمكالمات هاتفية نسبتها للرئيس الراحل زين العابدين بن علي أثناء مغادرته تونس سنة 2011.

وقالت قناة "بي بي سي" انها عرضت التسجيلات على خبراء صوت لتحليلها والتحقق من مصداقيتها. ولم يعثر الخبراء على أي دليل على حدوث أي تلاعب أو عبث فيها.

والتسجيل الأول هو مكالمة مع أحد المقربين من الرئيس، يعتقد أنه رجل الأعمال المستثمر في المجال السينمائي والاعلامي طارق بن عمار.

ويقول المعني بالأمر في التسجيل: "لقد كنت رائعا، هذا هو بن علي الذي نحبه !"، لكن هذا الأخير انتقد نفسه مبينا أن خطابه افتقر إلى الطلاقة لكن الشخص الثاني في المكالمة طمأنه قائلا: "لا على الإطلاق... إنها عودة تاريخية. أنت رجل الشعب... أنت تتحدث لغته.''

وبالنسبة إلى التسجيل الثاني فقد تم اجراؤه حسب بي بي سي يوم 14 جانفي عندما اشتدت الاحتجاجات أمام مقر وزارة الداخلية، ما اضطر السلطة حينها لاتخاذ الترتيبات الضرورية لنقل أسرة بن علي جوا إلى خارج البلاد، وتحديدا إلى المملكة العربية السعودية، وقد تم اقناع بن علي بمرافقتهم كما يقول، وفق المصدر ذاته.

وبدأ بن علي المكالمة بسؤال شخص قالت بي بي سي انه وزير الدفاع حينها رضا قريرة، حول ما يجري في تونس فأخبره ''قريرة'' بأن محمد الغنوشي الوزير الأول في ذلك الوقت أعلن بأنه سيتولى زمام الأمور في البلاد، لكن بن علي طلب من قريرة تكرار هذه المعلومة ثلاث مرات، قبل أن يرد بأنه سيعود إلى تونس "في غضون ساعات قليلة".

وسجلت المكالمات وفق بي بي سي عندما كان بن علي يستقل الطائرة، ويعتقد مع وزير دفاع حينها رضا قريرة، ورجل الأعمال كمال لطيف.

واتصل بن علي بوزير دفاعه مرة أخرى، وسأله مرة أخرى عما إذا كان يجب أن يعود إلى تونس، ولكن قريرة كان أكثر صراحة هذه المرة، إذ قال لبن علي إنه "لا يمكنه ضمان سلامته" إذا فعل ذلك.

وبعد منتصف الليل بقليل، هبطت طائرة الرئيس بن علي في جدة بالمملكة العربية السعودية. وأمر الرئيس التونسي الطيار بالاستعداد لرحلة العودة، نقل بعدها وأفراد أسرته إلى قصر ضيافة الملك فيصل في جدة، ولكن الطيار عصى الأمر، إذ ترك بن علي وعاد أدراجه إلى تونس.

واتصل بين علي بوزير دفاعه مرة أخرى صباح اليوم التالي. وفي تلك المكالمة، اعترف له قريرة بأن الحكومة فقدت السيطرة على ما يحدث في الشوارع، وأخبر بن علي أن ثمة أقاويل عن حدوث انقلاب، ولكن بن علي رفض ذلك معتبرا هذه الاقاويل من عمل "الإسلاميين" حسب تعبيره، وذلك قبل أن يعود للحديث عن عودته إلى تونس.

وتطرق بن علي مرة أخرى إلى موضوع عودته، ولكن قريره بدا وكأنه يحاول التحدث مع رئيسه بمنتهى الصراحة هذه المرة، إذ قال له: "يسود الشارع غضب لا أستطيع وصفه". وبدا حريصا على أن يكون واضحًا مع الرئيس، وأضاف: "أقول لكم ذلك لكي لا تقولوا إني ظللتكم، ولكن القرار لكم".

وحاول بن علي الدفاع عن سمعته بالقول: "ماذا فعلت للشارع؟ لقد خدمته". ولكن قريرة قال له: "أنا أطلعكم على الموقف، وهذا ليس تفسيرا". وفي غضون ساعات، شكلت حكومة جديدة في تونس احتفظ فيها العديد من الوزراء السابقين بمناصبهم، بمن فيهم قريرة.

وقال الصحفي منجي الخضراوي في تدوينة له اليوم الجمعة، على موقع فايسبوك إنه قدّم منذ سنتين للتلفزة الوطنية مشروع فيلم وثائقي يتضمن تسجيلات ومعطيات استثنائية حول ما جرى أيام 13 و14 و15 جانفي 2011، لكن للأسف لم تتم الإجابة والآن يتم البث على قناة 'بي بي سي'. وأضاف الخضراوي "المرفق العمومي الوطني رفض الحصول على وثائق تدخل في باب التراث الوطني.. مؤسف حقا".

وكشف الخضراوي انه سيتم قريبا بث الفيلم الاستقصائي الوثائقي الذي أعده حول أحداث أيام 13 و14 و15 جانفي 2011 على قناة بي بي سي بعد أن رفضت التلفزة الوطنية منذ سنتين بثه مجّانا.

وأفاد الخضراوي أن الفيلم الذي نشرت منه بي بي سي اليوم تسجيلات صوتية لبن علي يتضمن معطيات ووثائق لأول مرة يتم الكشف عنها. ولفت الى أن قناة بي بي سي كانت ستبثه السنة الفارطة ولكن أجّلت ذلك لأسباب قانونية مختلفة من بينها رفض شخصيات تمرير أصواتها في الفيلم.

وأضاف الخضراوي أن أخطر ما تضمنه الفيلم هو شخصية مجهولة كانت تدير كواليس الدولة أيام 13 و14 و15 جانفي 2011، وأكد انه يتم الاتصال بها من قبل جميع النافذين في الدولة بمن فيهم وزير الدفاع آنذاك.

وقال انه تم عرض صوت هذه الشخصية على كل من علي السرياطي وعبير موسي ومحمد الغرياني والقيادات الأمنية آنذاك ولكن لم يعرفها أحد. وبين أن هذه الشخصية المجهولة تقول في التسجيلات 'جاوب باختصار... جاوب... باهي... أي نعم.. أوك... باهي..' بينما يقدم لها جميع النافذين كل المعطيات.

انتهت-اللعب.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً