مرآة تونس - إشراق بن حمودة

شجرة المورينغا أو شجرة الحياة تستوطن أرض مرناق وتتحول إلى علامة لها بعد أن تمكّن الشاب التونسي أحمد المانسي وهو فلاح من منطقة سيدي مسعود من مرناق بالضاحية الجنوبية بالعاصمة من استنبات "شجرة المورينجا" في 2014

شجرة "المورينجا": شجرة الحياة..شجرة المعجزات تغنَى الشعراء بها وأطلقوا عليها اسم شجرة الحب أو شجرة غصن البان لأن قامتها طويلة ممشوقة، وتوصف المرأة عند العرب بأنها كغصن البان لو كانت طويلة وعودها مفرود.

تزرع المورينغا خاصة في الهند، موطنها الأصلي، وباكستان وبنغلادش والسودان وأثيوبيا. تنمو في الأراضي القاحلة والحارة حيث تتحمل الجفاف وتمتاز بسرعة النمو، وهي تعتبر من أسرع الأشجار في النمو حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين في أقل من شهرين وأكثر من ثلاثة أمتار في أقل من عشرة أشهر من زراعة البذور وقد يصل ارتفاعها إلى ما بين 9 و12 مترا خلال ثلاث سنوات. كما لها قدرة على التكيف مع أي بيئة وتحتمل قلة الماء وتنمو حتى في الأراضي القاحلة، لكن هذا النوع من النباتات غير معروف في تونس.

وفي تونس، بدأ انتشار "المورينغا" مع الشّاب الفلاح، أحمد المانسي، الذي أصبح منتجا لهذه الشجرة. وقد خامرته الفكرة بعد ارتفاع نسبة الكوليسترول لأمه، ولم تجد علاجًا كيميائيا ولكن بفضل المورينغا تمكنت أمه بعد أشهر قليلة من القضاء على هذا المرض،ومن هنا بدأت قصته مع هذه الشجرة. ففي أرض مرناق الخصبة، استثمر المانسي في النباتات الطبية، هناك حيث بدأ سنة 2014، بزراعة شجرة "مورينغا". وأنشأ أول شركة في تونس لتوزيع وإنتاج المورينغا.

"المورينغا" عشبة طبيَة

أصبحت المورينغا مبدأ من مبادئ العلاج بالنباتات الطبية، حيث أصبح المريض يُخيَر العلاج بالأدوية الطبيعية لكثرة استعماله الأدوية الكيميائية. صحيح أن لدينا نباتات خُلقت لعلاج علَة واحدة ولكن المورينغا تُعالج أكثر من علَة، فالمورينغا شجرة المعجزات ورق عشبي يتميز باحتوائه على الزياتين  zeatin اكسير الحياة..فوائد لا تحصى ولا تُعد..لا يمكن تعداد فوائده. أوراق الشجرة تحتوي على الكالسيوم ما يوازي محتوى أربعة أمثال من الحليب ومن البوتاسيوم مايوازى ثلاثة أضعاف محتواه في الموز. كما تحتوي هذه الأوراق على فيتامين (ج) مايوازى محتواه في سبعة مرات من عصير البرتقال وفيتامين (أ) ما يوازي أربعة أضعاف محتواه في الجزر ومن الحديد مايوازى ثلاثة أضعاف محتواه في السبانخ ومن البروتين ما يعادل مرتين في الحليب أو ما يعادل بيضة. 

ولهذا السبب نالت الشجرة اهتمام الباحثين حيث صُنَفت من قبل منظمة الصحة العالمية كغذاء متكامل لاحتوائها على عديد الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة..وإلى اليوم مازالت الأبحاث حولها.