post

شهرزاد الرمادي: لا نولد بأجنحة، الأجنحة نصنعها

تكنولوجيا الثلاثاء 08 مارس 2022

شهرزاد الرمادي ، 29 سنة ، حاصلة على شهادة جامعية في إدارة المؤسسات الصغرى والمتوسطة ، وتواصل دراستها للحصول على الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة خاصة. أكملت مشروع نهاية ختم الدروس الجامعية في الهند ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عن السفر في جميع أنحاء العالم.

لم تنتظر رائدة الأعمال الشابة، إنهاء دراستها حتى تصبح جاهزة للعمل ، فغالبا ما كانت تشتغل مهنا صغرى لتجمع الأموال اللازمة لسفرها

اعتمدت على نفسها، بصرف النظر عن الدعم غير المشروط من أسرتها وكافحت دائما بشجاعة تحرك الجبال حتى تحقق ما وصلت إليه الآن.

من رائدة أعمال مبتدئة إلى رائدة أعمال ناجحة

هي ابنة لرائدة أعمال ، غرست بها بذرة ريادة الأعمال منذ صغرها، تقول شهرزاد " كانت والدتي قدوة لي وكنت كثيرا ما أحاول تقليدها، عندما كنت صغيرة جدا، من خلال إنشاء" شركات صغيرة "داخل عائلتنا ، عبر وضع قائمات وأسعار لجميع مشترياتنا وحاجياتنا".

وتتابع ، " كبر هذا الشغف بريادة الأعمال بداخلي سنة بعد سنة و قمت بإنجاز أول مشروع لي، عندما كنت تلميذة في المعهد وكان مشروعا للطباعة على القمصان. بعد ذلك ، بمجرد أن أنهيت مشروع ختم الدروس الجامعية، الخاص بي، في الهند، عدت إلى تونس أين أطلقت ، مع مكرم هرماسي ، شريكي في السفر والحياة ، مشروعا للاستشارات والخدمات ومشروع مطعم لتقديم الوجبة المدرسية.

ثم في سنة 2017، قررت أنا ومكرم ترك كل شيء والسعي وراء حلم قديم، وهو السفر حول العالم لفترة غير محددة.

لم يزعجنا المال لأننا اخترنا العمل أثناء السفر. بدأنا في مشاركة تجاربنا في السفر من خلال مدونة السفر عبر الإنترنات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة."

"بمرور الوقت، بدأت مجموعة تتكون حول مدونتنا وهذا أدى بنا إلى المرحلة الموالية، تنظيم رحلات مفتوحة حتى تنضم إلينا تلك المجموعة في رحلاتنا غير النمطية. وهذه هي الطريقة التي قررنا من خلالها تحويل شغفنا إلى مشروع، و من بصيص هذا الضوء فقط، ولدت "وانتوتريب"".

في سنة 2019 تم إنشاء " وانتوتريب" المتمثلة في منصة سفر تستخدم قوة التسويق المؤثر للترويج للرحلات ذات الطابع الخاص، ضمن مجموعات صغيرة ، تديرها وكالات أسفار شريكة ويرافقها قادة المجموعة.

لكن هذا ليس كل شيء ، فشهرزاد شاركت ،أيضا، في تأسيس " بينابل استوديو" وهي الورشة الأولى والوحيدة المخصصة لتصفيف الشعر المجعد، إذ تقول "أحب حل مشاكلي الخاصة بالمشاريع ، وبما أن شعري مجعدا وأعتقد دائما أنه يمكن أن تكون جميلا ورائعا دون أن يكون لديك شعر مفرود بالضرورة ، فقد تصورت أن تكون هذه الورشة في خدمة كل من يشاركوني رؤيتي".

مدفوعة بطاقة خلاقة، إذ لا تنوي شهرازد التوقف عند هذا الحد، حيث تقول " لن أتردد مطلقا في تنفيذ أي فكرة تتبادر إلى ذهني يمكن أن تكون لها قيمة مضافة على نطاق صغير أو كبير".

" وانتوتريب" ضد الرياح والمد والجزر

تعتبر شهرزاد نفسها محظوظة لمقابلة الأشخاص المناسبين في طريقها ومعرفة من تلجأ إليه كلما واجهت مشكلة لحلها، فيما يتعلق بأعمالها.

وبالرغم من تزامن بعث مشروعها مع بداية ظهور جائحة كوفيد- 19 وتبعات ذلك على النشاط السياحي عبر العالم، اختارت شهرزاد والمتعاونون معها المغامرة من جديد من خلال إحداث لعبة إلكترونية تتجول بالمتابع في أرجاء العالم، وقد حققت نجاحا كبيرا وساهمت في تجاوز تداعيات الأزمة

كما استفاد مشروعها من البرامج الخاصة ببعث الشركات الناشئة في تونس والتي من بينها برنامج "سايف" المتعلق بمساعدة الشركات الناشئة المتضررة من أزمة فيروس كورونا بالإضافة إلى الاستفادة من الإعفاء من ضريبة الشركات وتكفل الدولة بمساهمات أصحاب العمل والموظفين في نظام الضمان الاجتماعي ، كما تمكنت شهرزاد من فتح حساب خاص بالعملة الأجنبية لفائدة شركتها

واستطاعت "وانتوتريب" ، بفضل التصميم الراسخ لمؤسسيها، مضاعفة حجم مبيعاتها في سنة 2021مقارنة بسنة 2020 وتطوير فريقها الذي أصبح يضم 20 شخص حاليا

وتمكنت هذه المؤسسة اليوم من فتح فروع لها في فرنسا وإندونيسيا. وسيتم قريبا افتتاح شركة فرعية ثالثة في منطقة الخليج.

"إنها رحلة محارب حقيقية، لكننا نؤمن بقدرتنا على تجاوز الأزمة. أعتقد أن الجزء الأصعب أصبح وراءنا. ومع استئناف السفر حول العالم ، أعتقد أن الوقت قد حان للإقلاع" بهذه الكلمات وصفت شهرزاد تجربتها مع المغامرة.

وبفضل التقدم الذي أحرزته منذ سبتمبر 2019 ، تم انتخاب شهرزاد سيدة أعمال لسنة 2021 في قطاع الخدمات وتم اختيارها للمشاركة ، في أكتوبر الماضي ، في برنامج للتبادل ، تموله سفارة الولايات المتحدة في تونس ، التي تتيح للشركات الناشئة التونسية المختارة فرصة السفر إلى الولايات المتحدة للتعرف على مجال ريادة الأعمال في نيويورك وواشنطن والاستفادة من فرص التواصل والتوجيه المستهدفة.

ومع تحقيق حلمها بالسفر حول العالم ، نجحت شهرازد أيضًا في جعل حلمها وظيفتها. لم تفكر أبدًا في عدد البلدان التي تمكنت من زيارتها لأن أكثر ما يهمها التجارب التي عاشتها في كل بلد زارته، هذه التجارب التي تتقاسم تفاصيلها على شبكات التواصل الاجتماعي على حسابها المشترك مع شريكها مكرم هرماسي

"لقد جعلت مني هذه الرحلات الشخص الذي أنا عليه اليوم فبفضلها تعلمت إدارة الميزانية والتحكم في الوقت و تحمل المسؤولية والالتزام بالمواعيد والاحترام ، والتسامح ، والدبلوماسية ، وقبول الاختلافات ، والتصرف في الصعوبات ..."

ويستمر حلم شهرزاد ويكبر معها وهي اليوم تطمح الى توسيع نطاق نشاطها والوصول به الى مختلف بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا وبقية بلدان العالم. وترنو شهرزاد متسلحة بارادة فولاذية، الى خوض تجربة ريادة الأعمال الاجتماعية وتعتقد بكل تواضع أن لديها الكثير من الأفكار التي يمكنها تقديمها لمن يبحث عن فرصة لدخول عالم ريادة الأعمال

وات

galleries/شهرزاد.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً