post

عبد الله الرابحي: لا خيار أمام تونس سوى الإعلان الرسمي عن حالة الجفاف

اقتصاد وأعمال الجمعة 03 فيفري 2023

شدّد كاتب الدولة الأسبق للموارد المائية وخبير المياه عبد الله الرابحي في تصريح إذاعي، اليوم الجمعة، على أنّه لا خيار أمام تونس سوى الإعلان الرسمي عن حالة الجفاف. ودعا إلى ضرورة أن تكون الحكومة استباقية وتتخذ إجراءات في مستوى التحديات التي ستواجهها.

وكشف أنّ معدل تساقطات الأمطار على البلاد التونسية تقدر بـ30 بالمائة فقط وهو رقم ضئيل مقارنة بالمعدّلات العادية، إضافة إلى ضعف ايرادات السدود، حيث تبلغ نسبة امتلاء سد سيدي سالم وهو من أكبر وأهم السدود في تونس 15 بالمائة فقط.

وأوضح أنّ الحكومة مطالبة بتحديد النقاط الحساسة للمياه من أجل حفر أبار وتهيئة الأخرى الموجودة، إضافة إلى التحكم في المخزون الحالي.

وكان كاتب الدولة الأسبق للموارد المائية وخبير المياه عبد الله الرابحي أوصى أمس الخميس في حوار صحفي، بـ"الإعلان رسميا عن حالة الجفاف في تونس".

وشدد على ضرورة التفاعل السريع مع الوضع قبل نهاية شهر فيفري نظرا لضيق الوقت وعدم وجود هامش كاف للتصرف. وقال إن موسم 2022-2023 حتى الآن كان موسما استثنائيا حيث اتسم بقلة التساقطات، وما زاد الوضع حدة، استمرار حالة الجفاف لثلاث سنوات متتالية.

وقال: "يعد وضع السدود اليوم خطيرا، فحتى نهاية شهر جانفي لم يتجاوز المخزون الجملي للسدود 708 مليون متر مكعب مقابل 1147 مليون متر مكعب خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية، أي بانخفاض يقدر ب2ر38 بالمائة، وهو أدنى مستوى تم تسجيله خلال العشرية الماضية وذلك ما ينذر بخطورة الوضع".

أما في ما يخص إمدادات المياه التي توفرها السدود فلم تبلغ سوى 217 مليون متر مكعب في حين أن معدل هذه الامدادات خلال هذه الفترة من السنة تقدر ب875 مليون متر مكعب، أي بانخفاض يقدر ب2ر75 بالمائة.

وقال إن نقص التساقطات أثر في الاحتياطي من المياه الجوفية التي تبقى تغذيتها غير كافية، ففي بعض الجهات في الوسط مثل زغوان والقصرين، أين بلغ معدل التساقطات على التوالي 20 بالمائة و15 بالمائة من المعدل الموسمي، انخفض تدفق مياه الآبار و يكاد موسم الشتاء أن ينقضي ولم يتبق سوى شهري فيفري ومارس لإنقاذ الموسم.

وبخصوص العوامل الجوية التي أدت إلى هذا الجفاف، بين الرابحي، أن تونس شهدت تأخيرا ملحوظا في تساقط الأمطار طيلة موسم الخريف (من سبتمبر إلى نوفمبر)، وشهدت أشهر أكتوبر ونوفمبر ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة وكانت هذه من بين أسباب استمرار تمركز المرتفع الأصوري على بلادنا خلال عدة أشهر، (يعرف هذا المرتفع على أنه دوران عكسي لا مداري شاسع، يسبب عادة موجات الجفاف خلال فصل الشتاء، بحيث يمنع وصول الرياح الرطبة باتجاه البلاد وعند زواله تأتي الأمطار).

إضافة إلى عدم تساقط الأمطار في هذه المنطقة من الغلاف الجوي الواقعة في المحيط ومنع هذا المرتفع الأصوري وصول كتلة الهواء البارد الرطب والأطلسي.

وقال في ظل هذا الوضع، لا نملك خيارا سوى الإعلان الرسمي عن حالة الجفاف التي تعيشها البلاد، وشدد على ضرورة أن تكون الحكومة استباقية وتتخذ إجراءات في مستوى التحديات التي نواجهها. وذكر 'إذا انتظرنا حتى نهاية شهر فيفري لن يكون الوقت كافيا للتصرف لتدارك الوضع الحالي'.

جفاف.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً