عرفة : خير يوم طلعت فيه الشمس والحجّ عرفة ، وعرفة يوم الرحمة ، اوصاف ورسائل واحاديث اكدث عظمة هذا اليوم في التاريخ الاسلامي 

لماذا كل هذه الهالة وهذه "الحضوة لهذا اليوم"؟

 يوم عرفة أحد أكثر الأيام التي يعتق الله فيه عباده من النار والتي يعلمها المسلم ،حيث جاء في «موطأ مالك» أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ، دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا، وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ».

من فوق جبل "الرحمة"، أكبر تجمع بشري يناجي ربّه ، حيث سنتظر الحجاج ساعات العصر الى المغرب ليتضرعوا بالدعاء  .

وتتعالى أصوات تلبية الحجاج بلباس الإحرام الأبيض، حين وقوفهم منذ ساعات صباح اليوم بمشعر عرفات، وبالقرب من "جبل الرحمة"، مرددين "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

وجبل "الرحمة" الذي يسمى جبل "عرفات"، من أشهر جبال مكة المكرمة الدينية والتاريخية، ويتدفق إليه صباح الوقفة حجاج بيت الله الحرام، ليشهدوا الوقفة الكبرى، ويحرصوا على الدعاء من فوقه.

حكمة المكان تتجلى عندما يمتزج الجنس الاصفر والاسود والابيض والاحمر دون ان تخطر على بالهم فكرة العنصرية والميز العنصري ، يستشعرون انسانيتهم و ضعفهم  ويوحدهم خالق واحد فيتلون القرآن بأكثر من عشرين لغة ويهتفون لبيك اللهم لبيك ويبكون ويذوبون شوقًا وحبًا

اما هذا الجمع الغفير من الخلق وأمام ذلك الفناء والخشوع أمام الإله العظيم، مالك الملك الذي بيده مقاليد كل شيء يجد الانسان معاني واجوبة طالما بحث عنها .

حكمة الحجّ تعيد الحجيج الى بلدانهم بعد ان ازاحوا اثقال حقدهم على من يحمل اللغة الاخرى واللون الآخر وبعدما علموا مغزى ان يجتمع الجنس البشري في نفس الزمان والمكان ليطلبوا الرحمة من خالقهم .

دين البشرية يتجلى في بساطة الشعيرة وعمق التأثير  حيث يتوحد الآدميين في دعواهم ويبرز ما يجمعهم فوق كل الخلافات الدنيوية 

في نفس المكان ختم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خطبته بقوله " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا  "، جملة تلخص معنى الفطرة السليمة  والحنفية للانسانية جمعاء  وتعكس رحمة النبيء صلى الله عليه وسلم