بعد مرور 74 عاما على الفراق، التأم شمل شقيقين انفصلا في الهند بعد تقسيم البلاد، وكان لقاؤهما الأول مؤثراً وأثار تعاطفاً على مواقع التواصل الاجتماعي في الهند وباكستان.
وحدث تقسيم الهند البريطانية إلى دولتين مهيمنتين مستقلتين في عام 1947، هما الهند وباكستان، بموجب قانون برلمان المملكة المتحدة. 

يذكر أنّ الطفل "سيكا" كان يبلغ من العمر ستة أشهر، لعاملين مسلمين علقا في فوضى تقسيم الهند، في حين تمكّن شقيقه "صادق"، البالغ من العمر 10 سنوات، من الفرار بصعوبة إلى باكستان حيّاً. بينما مات والده وهو يحاول الفرار معه، فيما انتحرت والدته وتركت "سيكا" وحده في قرية فولوال الهندية ذات الأغلبية الهندوسية. لكنه نجا، حيث احتضنته عائلة سينغ، وهي عائلة سيخ محلية من مُلاك الأراضي وتولت تربيته. 
خلال السنوات والعقود التي تلت هذا الحادث، أوصى "سيكا" المسلمين المحليين المهاجرين إلى باكستان بالبحث عن أخيه. وساعده آخرون في كتابة رسائل إلى صحف دلهي وعلى الإنترنت، لاحقاً، للبحث عن شقيقه، لكن دون جدوى. 
في ماي 2019، كان جاغسير سينغ، الطبيب الذي ولد في بلدة فولوال التي يعيش بها "سيكا"، في فانكوفر لزيارة، حين أرسل إليه صهره، الذي كان متابعاً جيداً لقناة تهدف إلى لمّ شمل العائلات عام 2013، رابطاً لمقطع فيديو على القناة يظهر فيه صادق موجهاً حديثه إلى سيكا: "لو أمكنك رؤيتي، فتحدّث معي من فضلك. فإني أخشى أن أموت قبل أن أراك". فأرسل جاغسير الرابط فورا إلى عائلته في فولوال، التي نقلت الخبر إلى دافيندر، حفيد الرجل الذي تبنى سيكا.
من جهتهم، بدأ أصدقاء الأخوين وعائلتيهما لاحقاً في تجهيز جوازي سفر، كي يحصل الاثنان على تأشيرات ويتمكنا من اللقاء. لكن السياسة اعترضت طريقهما، ثم ظهرت جائحة كورونا، وأُغلقت الحدود.
ولم يبق سوى خيار أخير أمام سيكا وصادق: أن يلتقيا في ممر كارتاربور، وهو طريق مرور لا يحتاج تأشيرة، أُنشئ عام 2019 ويتيح للهنود زيارة موقع سيخي مقدس، جوردوارا دربار صاحب، على بُعد نحو أربعة كيلومترات داخل باكستان.
ومع انحسار الوباء، حدّد موعد اللّقاء: 10 جانفي 2022، حيث تمكن الشقيقان أخيراً من لقاء بعضهما في جوردوارا كارتاربور، تحت قبابه اللامعة الملونة باللونين الأبيض والذهبي.
فيما ظهر صادق في مقطع فيديو على تويتر، وهو يحضن سيكا للمرّة الأولى باكيا، وشقيقه يحاول تهدئته بقوله: "كلانا على قيد الحياة، والتقينا من جديد".