post

في اليوم العالمي للمرأة.. كيف انتصرت سعيدة على سعيد؟

تونس الثلاثاء 08 مارس 2022

هي وجه تعرفه أغلب المحاكم دفاعا عن الحرية والديمقراطية، هي ليست غريبة عن ساحات النضال، فكثيرا ما كانت في الصفوف الأولى لمواجهة عنف قوات الأمن بشجاعة واستبسال.

نجحت في افتكاك حرية زوجها بعد أن وجدت نفسها أمام تحد جديد وأمام واجب استكمال النضال، واستمر صوتها عاليا في مقاومة الانقلاب، وبتحركاتها النضالية هي لم تدافع فقط عن زوجها بل دافعت عن الديمقراطية في تونس.

اعتدنا في مختلف الأزمات أن تكون المرأة في الغالب ضحية سجن زوجها، ونادرا ما تتصدر الصفوف الأمامية في المقاومة، ولكن حضورها كان واضحا وبارزا، ولأن مقاومة المرأة غالبا ما تكون صادقة وحقيقية، فقد انتصرت المحامية سعيدة العكرمي لزوجها نور الدين البحيري قبل يوم من عيد المرأة العالمي.

شاركت المرأة التونسية عبر التاريخ في أغلب معارك التحرر ومقاومة الاستعمار وفي الثورات، وتحمّلت المسؤوليات مع الرجل، ففي عهدي بورقيبة وبن علي كانت في الصف الأول في خوض المعارك، لأنها متشبّعة بالحرية بحكم ثقافتها ومشاركتها في النضال الوطني، ومن الطبيعي أن تكون العكرمي كغيرها من المناضلات التونسيات في الصف الأول للنضال.

ورغم أنها تعرضت للاعتداء من قبل قوات الأمن، وافتك هاتفها، وحرمت من لقاء زوجها مرات عديدة، إلا أنها تحركت وسعت لاسترجاع حق زوجها، وانتصرت إرادة الحرية والحياة على نزعة الاستبداد والظلم والانقلاب، وسيظل الأحرار شامخين طالما لديهم نفس نابع من روح تأبى الاستسلام والانكسار.

انتصرت سعيدة على سعيد في معركة حقوق الإنسان، وعلى كل المستويات: على المستوى الداخلي والدولي وعلى مستوى منظمات حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي وأسست هيئة دفاع جمعت الكثير من المحامين وضغطت على الداخلية وتحركت في الشارع وسوّقت بشكل جيّد لقضيتها، ولم يهدأ لها بال بكل قوة واستبسال وذكاء، حتى انتصرت لزوجها وللديمقراطية في البلاد.

خرج البحيري بعد 67 يوما من ظلم الانقلاب بعد أن فتش في دفاتره وعجز المنقلب عن إيجاد قضية تدينه، خرج بطلا وبقي المنقلب ظالما مستبدا. خرج البحيري من الأسر الإجباري وعاد الى بيته مرفوع الهامة، ورغم التعب والحالة الصحية والانهاك البدني فقد انتصر في معركة الحق بصموده وشموخه.

تحرّر البحيري الذي كان رهينة لدى قيس سعيد بعد أن قضى أكثر من شهرين محتجزا أغلبها في مستشفى بنزرت من دون توجيه أي تهمة له، وسط تدهور حالته الصحية.

وإضافة إلى البحيري، تحرّر المستشار الأمني السابق فتحي البلدي من الإقامة الجبرية المتخذة ضده، فهل يلحق بهما العميد عبد الرزاق الكيلاني وبقية الأسرى من المناضلين؟ وهل يتم محاسبة من خطف ومن حبس ومن عذّب ومن أخفى قسرا دون قضية ودون قضاء ودون تهمة؟

 

inbound8052464415539106976.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً