تحضّر الدول الغربية حزمة عقوبات جديدة على روسيا، بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين أمس الإثنين، الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا.

وأكد البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة ستعلن، اليوم الثلاثاء، عن فرض عقوبات جديدة على روسيا رداً على قرارها الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا وإرسال قوات "لحفظ السلام" إلى هناك.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض الإثنين: "نعتزم الإعلان غداً (الثلاثاء) عن عقوبات جديدة على روسيا رداً على قرارات وأفعال موسكو اليوم". وأضاف: "ننسق مع الحلفاء والشركاء بشأن ذلك الإعلان".

وكان البيت الأبيض قال إنّ الرئيس جو بايدن وقّع أمراً تنفيذياً يحظر التجارة والاستثمار بين الأميركيين والمنطقتين الانفصاليتين بشرق أوكرانيا اللتين اعترفت روسيا باستقلالهما.

ويحظر الأمر التنفيذي "الاستثمارات الجديدة" لأي أميركي أينما كان، و"استيراد أي سلع أو خدمات أو تكنولوجيا من المنطقتين المعنيتين، إلى الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر".

بدوره، سيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كيانات وأفراد روس "تتناسب" مع إعلان الرئيس فلاديمير بوتين اعترافه باستقلال الانفصاليين في شرق أوكرانيا، كما أعلن الإليزيه.

وأضافت الرئاسة الفرنسية: "القائمة قيد الإعداد، وسنستهدف عدداً من الأعمال الموجودة في منطقة دونباس، والمتعلقة مباشرة بالمصالح الروسية، وسنعمل على تحديثها وفق التطورات"، وأشارت إلى أن مراجعة هذه العقوبات في بروكسل ستبدأ اليوم الثلاثاء.

كذلك قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الإثنين، إنّ دول الاتحاد الأوروبي اتفقت على فرض حزمة "محدودة" من العقوبات على روسيا.

وأضاف روته، في مقابلة مع التلفزيون الهولندي: "اتفقنا على فرض حزمة محدودة من العقوبات تستهدف المسؤولين عن هذا القرار"، وأوضح أنه من المتوقع أن يصدر قرار بتفاصيل هذه العقوبات الثلاثاء.

وسيعقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، اجتماع أزمة حول الأوضاع في أوكرانيا، لاتّخاذ قرار بشأن فرض "حزمة كبيرة من العقوبات" على موسكو، وفق رئاسة الحكومة البريطانية.

وأوضح متحدث باسم جونسون، أنّ الأخير "سيرأس اجتماع أزمة اليوم الثلاثاء، لبحث آخر التطورات في أوكرانيا، ومن أجل تنسيق رد المملكة المتحدة، خصوصاً عبر الاتفاق بشأن حزمة كبيرة من العقوبات ستفرض على الفور".

وخلال محادثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، أعرب جونسون عن اعتقاده بأنّ "الغزو ممكن أن يحصل في الساعات أو الأيام المقبلة"، وتحدث في هذا الإطار عن "احتمال حقيقي"، وفق بيان منفصل لرئاسة الحكومة البريطانية.

وأوضح البيان أنّ جونسون "أبلغ الرئيس زيلينسكي بأن المملكة المتحدة أعدت بالفعل عقوبات لاستهداف أولئك المتورطين في انتهاكات لوحدة أراضي أوكرانيا وبأن هذه التدابير ستدخل حيّز التنفيذ". وأضاف البيان أن رئيس الوزراء أشار أيضاً إلى أنه "يتطلّع إلى إرسال مزيد من المساعدات الدفاعية لأوكرانيا".

ومؤخرا، سلّمت لندن أوكرانيا للمرة الأولى أسلحة فتاكة تشمل صواريخ مضادة للدبابات. وبحسب البيان، توافق جونسون وزيلينكسي على ضرورة مواصلة الدول الأوروبية "السعي إلى حل دبلوماسي حتى آخر ثانية ممكنة".

إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن وسائل إعلام يابانية ترجيحها انضمام اليابان إلى العقوبات التي قد تفرضها الولايات المتحدة على روسيا.

ووقّع بوتين، أمس الإثنين، على مرسوم الاعتراف بالجمهوريتين بحضور رئيسي "جمهورية دونيتسك"، دينيس بوشيلين، و"جمهورية لوغانسك"، ليونيد باسيتشنيك، في إحدى قاعات الكرملين بموسكو، كما أمر ببدء عملية "حفظ سلام" في مناطق الانفصاليين شرق أوكرانيا.

وطلب بوتين من الجمعية الفدرالية الروسية (الهيئة التشريعية) دعم هذا القرار والمصادقة على اتفاقيتي الصداقة والتعاون المتبادل مع الجمهوريتين، محمّلاً كييف المسؤولية الكاملة عن "احتمال استمرار إراقة الدماء".