post

قريبا: نقابة الفنانين الصحفيين

صحافة الجمعة 17 سبتمبر 2021

مرآة تونس- إشراق بن حمودة

أثارت التحولات في بلادنا واقعا صحفيا مغايرا، ما يطرح نقاشا عاما حول مستقبل الصحافة. فقد أثار انتداب الفنان مصطفى الدلاجي في إذاعة "شمس أف أم" في الشبكة البرامجية الجديدة غضب وسخط الصحفيين على الفايسبوك الذين عبروا عن استنكارهم هذا القرار.

فالصحفي حسب الفصل السابع من المرسوم عدد 115 المؤرّخ في 2 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر "يعدّ صحفيا محترفا طبقا لأحكام هذا المرسوم كل شخص حامل على الأقل للإجازة أو ما يعادلها من الشهائد العلمية".

إنَ البيئة الإعلامية الجديدة تساهم بشكل كبير في القيام بانزلاقات أخلاقية باعتبار كثرة الدخلاء على المهنة الصحفية، فهناك مجموعة من المبادئ العامة التي يلتزم بها الصحفي في عمله ولكن حينما يكون الفنان صحفيا فإن ذلك سيضعنا أمام تصرَفات لا أخلاقية همَها الوحيد كسب عدد أكبر من المتابعين.

وفي تصريح لموقع مرآة تونس، أفاد محمد الصغير مساعد تحرير مجلة réalité وأستاذ بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار أن العقد قد انفرط لقطاع الاعلام...إذ لم تعد هناك ضوابط ولا معايير لدخول هذا القطاع الذي أصبح مستباحا من طرف الجميع : رياضيين وفنانين ومحامين... حيث اعتبر الصغير أن القطاع أصبح قبلة لكل من هب ودب… ويعود الفضل في تأزم الوضعية إلى أصحاب المؤسسات الإعلامية الذين حولوا هذه المنابر التي تحمل رسالة نبيلة في مغزاها الأصلي إلى دكاكين إعلامية هدفها الأساسي الربح السريع ولو على حساب جودة المضمون أو نوعه وعلى حساب المشاهد بدرجة أولى. ودعا في هذا السياق الصحفيين للوقوف صدَا منيعا أمام هذا التغلغل الرهيب لعناصر دخيلة على قطاعهم تفتقد الى أبجديات التكوين العلمي والمعرفي. فحتى وإن حقق البعض من الدخلاء "نجاحات" فهي حالات استثنائية ونسبية ولا يجب في أي حال من الأحوال أن تكون هي القاعدة حسب تعبيره.
هي ظاهرة عالمية ولسنا بمعزل عما يحدث حولنا..
على رأي المقولة المصرية الشهيرة "الجمهور عاوز كده" فإن هذا الجمهور أصبح يبحث عن مثل هذه المضامين "الرديئة" قيميا وعلميا وقد تفطن أرباب المؤسسات إلى هذا الأمر وأبدوا استعدادهم لدفع اموال طائلة مقابل استجلاب هؤلاء من عرابي إعلام التفاهة.

نقابة الصحفيين تستنكر

من جهتها اعتبرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في بيان صادر اليوم 17 سبتمبر أنَ الساحة الصحفية تشهد تطورات خطيرة على الصعيدين المهني والاجتماعي للصحفيين في العديد من المؤسسات مع استفحال العديد من الظواهر التي تهدد بمزيد تعميق أزمات القطاع وتهميش نخبه لصالح المتحيلين والدخلاء. حيث رصدت النقابة تزايدا كبيرا لحالات الطرد التعسفي مقابل تفاقم ظاهرة استقطاب الدخلاء من محترفي التهريج والرداءة.

galleries/محمد-الصغر-01.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً