post

كم عدد ضحايا جائحة كورونا مع دخول عامها الثالث؟

صحة الإثنين 07 مارس 2022

تقترب حصيلة الضحايا العالمية لفيروس كورونا من ستة ملايين وفاة، ما يؤكد أن الجائحة التي باتت الآن في عامها الثالث لم تنته بعد، على الرغم من تخفيف القيود المفروضة في كثير من دول العالم، واستئناف حركة السفر العالمية، وإعادة فتح الشركات والمصانع.

وبلغت حصيلة الوفيات، حسب جامعة جونز هوبكنز الأميركية، 5996882 وفاة حتى صباح الأحد، ومن المتوقع أن يتجاوز الرقم ستة ملايين في وقت لاحق.

وعقب بداية تفشي جائحة كوفيد-19 في عام 2020، استغرق العالم سبعة أشهر للوصول إلى أول مليون وفاة، وبعد أربعة أشهر من ذلك توفي مليون شخص آخرون، ليتوفى مليون شخص كل ثلاثة أشهر منذ ذلك الحين، حتى وصل إجمالي عدد الوفيات إلى 5 ملايين في نهاية أكتوبر الماضي. وها هو اليوم يصل إلى قرابة 6 ملايين.

ورأى مدير البيانات في بوابة "أور وورلد إن داتا بورتال"، إدوارد ماتيو، أنه عند دراسة أرقام الوفيات الزائدة في البلدان "ربما يتبين أن عدد ضحايا الجائحة يقارب أربعة أضعاف عدد الوفيات المبلغ عنها. الوفيات المؤكدة تمثل جزءا بسيطا من العدد الحقيقي للوفيات، ويرجع ذلك في الغالب إلى الاختبارات المحدودة، وتحديات تحديد سبب الوفاة". ويقدر تحليل الوفيات الزائدة من قبل فريق مجلة "ذا إكونوميست" عدد وفيات كوفيد-19 بما بين 14 و23.5 مليون شخص.

الأزمة الأوكرانية تهدّد بانتشار واسع لكورونا

ومع استمرار ارتفاع عدد الوفيات في بولندا، والمجر، ورومانيا، ودول أوروبا الشرقية الأخرى، شهدت المنطقة وصول أكثر من مليون لاجئ من أوكرانيا، والتي تسجل أعدادا كبيرة من الإصابات والوفيات بالفيروس حاليا، بالتزامن مع الاجتياح الروسي.

وكان اجتياح المتحور أوميكرون لأوروبا الشرقية قويا بشكل خاص، ومع الغزو الروسي لأوكرانيا، ظهر خطر جديد، يتمثل في فرار مئات الآلاف إلى أماكن مثل بولندا على متن قطارات مزدحمة.

وعكف مسؤولو الصحة هناك، على تقديم جرعات لقاح مجانية لجميع اللاجئين، لكنهم لم يخضعوا لفحوص أو اختبارات طبية أو للحجر الصحي لدى الوصول.

وقالت أخصائية الأمراض المعدية البولندية آنا بورون كاكزمارسكا: "هذا أمر مأساوي حقا لأن الإجهاد الشديد له تأثير سلبي للغاية على المناعة الطبيعية، ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى. إنهم يتعرضون لضغط شديد للغاية، ويخافون على حياتهم وحياة أطفالهم وأفراد أسرهم".

وتعاني جزر المحيط الهادئ النائية، والتي حمتها عزلتها لأكثر من عامين، الآن مع تفشي الجائحة بسبب المتحور أوميكرون سريع الانتشار، واختبرت هونغ كونغ، التي تشهد ارتفاعا في عدد الوفيات، جميع سكانها البالغ 7.5 مليون نسمة، ثلاث مرات هذا الشهر، حيث تتمسك باستراتيجية "صفر كوفيد" الصينية.

وقال الأستاذ الزائر في كلية الطب بجامعة سنغافورة الوطنية، تيكي بانغ، إن "معدلات الوفيات في جميع أنحاء العالم لا تزال أعلى بين غير المحصنين. هذا مرض غير الملقحين، انظروا إلى ما يحدث في هونغ كونغ. النظام الصحي منهك، والغالبية العظمى من الوفيات والإصابات هم غير المحصنين، والضعفاء".

وتمتلك الولايات المتحدة أكبر حصيلة رسمية لضحايا الفيروس في العالم، لكن الأرقام بدأت تتجه نحو الانخفاض خلال الشهر الماضي.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن العالم شهد أكثر من 445 مليون إصابة بكوفيد-19، وتراجعت الحالات الأسبوعية الجديدة مؤخرا في جميع المناطق باستثناء غرب المحيط الهادئ، الذي يضم الصين واليابان وكوريا الجنوبية، من بين دول أخرى.

وبالرغم من أن الأرقام الإجمالية في جزر المحيط الهادئ تشير إلى أن أول بؤر تفش تشهدها، مازالت محدودة مقارنة بدول أكبر حجما، فإن تلك البؤر ضخمة نظرا لعدد السكان الضئيل، وتهدد بإنهاك أنظمة الرعاية الصحية الهشة.

تفاوت التلقيح بين الدول الغنية والفقيرة

وما زال التفاوت العالمي في توزيع اللقاحات مستمرا، إذ تلقت نسبة 6.95 في المائة من مواطني البلدان منخفضة الدخل جرعات اللقاح كاملة، مقارنة بأكثر من 73 في المائة في الدول ذات الدخل المرتفع، وفقا لإحصاءات "أور ورلد إن داتا" المعني بالمشكلات العالمية الكبيرة مثل الفقر والمرض والجوع وتغير المناخ.

وفي مؤشر جيد، تجاوزت أفريقيا نهاية الشهر الماضي، أوروبا في عدد الجرعات اليومية، غير أن نحو 12.5 في المائة من سكانها فقط هم من تلقوا جرعتي لقاح. ومازالت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تضغط من أجل توفير المزيد من شحنات اللقاح، بالرغم من مجابهة عدد من التحديات.

وفي الهند، حيث تعرض العالم لصدمة جراء صور محارق الجثث التي امتلأت بالجثث التي أحرقت في الهواء الطلق، تتلاشى الندوب في الوقت الذي تراجعت فيه الإصابات الجديدة وأعداد الوفيات. سجلت الهند أكثر من 500 ألف وفاة، لكن الخبراء يعتقدون أن الحصيلة الحقيقية للوفيات بالملايين، وذلك نتيجة الإصابة بالمتحور "دلتا" بشكل أساسي.

وحاليا، يعود المهاجرون من المناطق النائية الشاسعة في الهند إلى مدنهم العملاقة للبحث عن فرص عمل، بينما تشهد الشوارع زحاما مروريا. ويرتاد العملاء مراكز التسوق، وإن كانوا ما زالوا يرتدون الكمامات، بينما ترحب المدارس والجامعات بالطلاب بعد فترة انقطاع استمرت شهورا.

وفي بريطانيا، انخفضت الإصابات منذ أن شهدت ارتفاعا مدفوعا بالمتحور أوميكرون في ديسمبر، ورفعت إنجلترا جميع القيود، بما في ذلك إلزامية ارتداء الكمامة، وشرط العزل المنزلي لجميع من ثبتت إصابتهم.

ومع تسجيل 250 ألف وفاة، يعتقد أن حصيلة الوفيات المحدودة في القارة الأفريقية هي نتيجة لنقص الإبلاغ عن الحالات، بالإضافة إلى الفئة السكانية الأصغر سنا، والأقل حركة.

inbound6368881695322660653.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً