post

كيف استطاعت الصين وقف تفشي كورونا في مدينة تضم 13 مليون نسمة؟

صحة الأربعاء 26 جانفي 2022

في غضون شهر واحد، تمكنت السلطات الصينية من وقف تفشي "كوفيد - 19" في مدينة شيان التي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة. وذكرت بيانات رسمية أن 275 فقط من المصابين بقوا في مستشفيات إقليم شنشي، من بين أكثر من ألفي شخص، من دون احتساب أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض.

ونجحت السلطات في وقف تفشى العدوى من خلال إجراءات صارمة، حيث جرى إغلاق مدينة شيان، المركز الإداري لإقليم شنشي، وعزلها عن جميع المناطق الأخرى في الصين.

ولفت خبراء صينيون إلى أن مثل هذه التدابير أثناء تفشي الأوبئة معمول بها في البلاد منذ قرون عديدة. وكانت الزيادة اليومية في عدد الإصابات في إقليم شنشي في الأسبوع الأخير من ديسمبر الماضي، تجاوزت 150 إصابة، وهو مؤشر كبير بالمعايير الصينية.

وتشهد مدينة "شيان" في شمال الصين إجراءات إغلاق صارمة فرضتها السلطات قبل أسابيع قليلة من انطلاق الألعاب الشتوية، وتظهر صور ومقاطع منشورة على مواقع التواصل حجم معاناة سكانها التي وصفها شخص بأنها مثل "الجحيم".

وقال موقع ياهو نيوز: "في محاولة يائسة للقضاء على متحور فيروس كورونا قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين الشهر المقبل (4 فيفري)، أبقت الحكومة الصينية أكثر من 13 مليون شخص في مدينة شيان تحت ظروف إغلاق صارمة".

وقالت وكالة أسوشيتد برس إن الإغلاق المفروض في المدينة منذ 23 ديسمبر "هو أحد أقسى إجراءات الإغلاق في البلاد منذ الإغلاق في ووهان، بعد اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة هناك".

وتتبع الصين نهجا قائما على سياسة "صفر كوفيد" عبر تشديد القيود على الحدود وتطبيق تدابير إغلاق محددة منذ ظهور الفيروس، لكن استراتيجيتها تواجه ضغوطا في ظل تفشي الوباء أخيرا، قبل أيام من حلول موعد استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

وتشير التقارير إلى أن سكان المدينة الشمالية باتوا مقيدين في منازلهم ولا يُسمح لهم بالمغادرة لشراء الطعام أو الإمدادات، ويتعين عليهم الاعتماد على تسليم هذه المواد من المتطوعين وهي عملية تتم بشكل غير منتظم.

ولجأ السكان المحليون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من تلك الإجراءات الصارمة. وانتشرت مقطع فيديو تظهر طوابير طويلة من العمال يرتدون بدلات واقية وهم يسلمون الطعام، لكن آخرين تحدثوا عن نقص في إمدادات الغذاء والمواد، مما اضطر البعض إلى نظام المقايضة.

وتعاقب السلطات المسؤولين في المناطق حيث يتفشى الفيروس، مما يدفع إدارات المقاطعات إلى اتخاذ تدابير مشددة للغاية للقضاء على أي بؤر بشكل سريع.

ورغم أن عدد الإصابات المسجلة يعد منخفضا مقارنة بالأرقام المعلنة في دول أخرى، سجلت الصين أعداد إصابات يومية قياسية في الأسابيع الأخيرة لم تشهدها منذ مارس 2020.

 وعلى الرغم من كل ذلك، لا يزال الوضع الوبائي في الصين غير مستقر، إذا تم تسجيل عشرات الإصابات بسلالتي "أوميكرون" و"دلتا" في عدة مناطق من بكين. وتبذل السلطات الصينية جهودا كبيرة بهدف وقف انتشار فيروس كورونا بشكل كامل في العاصمة خلال الأيام المقبلة، قبل انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية.

inbound481273611686127212.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً