post

كيف تفاعلت الأطراف العراقية مع دعوة مقتدى الصدر لحلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة؟

الشرق الأوسط الخميس 04 أوت 2022

دعا زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، إلى حل البرلمان العراقي، وإجراء انتخابات مبكرة، فيما تعيش البلاد أزمة سياسية حالت دون تشكيل حكومة منذ انتخابات 10 أكتوبر 2021.

جاء ذلك في كلمة متلفزة، أمس الأربعاء، دعا فيها أنصاره إلى البقاء والاستمرار في اعتصامهم حتى تحقيق المطالب. ولفت إلى أنه لم يقرر بعد خوض الانتخابات الجديدة من عدمه، وقال: "لست طالب سلطة، وليست عندي مغانم شخصية، لكنني أطلب الإصلاح".

وتابع بأن "الدعاوي الكيدية عرقلت تشكيل حكومة الأغلبية"، وأضاف أنه "لا فائدة ترتجى من الحوار معهم". وأكد أنه "لم ولن يرضى بإراقة الدماء أبدا، وأن أغلب الشعب سئم من الطبقة الحاكمة برمتها".

واتهم الصدر نور المالكي -دون تسميته- بمحاولة قتله، وفق التسريبات الأخيرة، كما اتهم القضاء العراقي ضمنا بتبرئة المتورطين في قضايا فساد. ويواصل أنصار الصدر الاعتصام داخل مبنى البرلمان، مطالبين بحله وإجراء انتخابات جديدة.

وبحسب المادة 64 من الدستور العراقي، فإن حلّ مجلس النواب يتمّ "بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث أعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية، ولا يجوز حل المجلس في أثناء مدة استجواب رئيس مجلس الوزراء".

حوار وطني

وحول دعوة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي الذي يتولى حكومة تصريف الأعمال، الأطراف السياسية إلى الدخول في "حوار وطني"، استبعد الصدر مشاركة تياره في الحوار، واعتبر أن الحوار مع خصومه لم يفد العراق إلا الخراب والفساد والتبعية على الرغم من الوعود والتوقيعات.

من جانبه، اعتبر نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق وزعيم كتلة دولة القانون المنضوية في الإطار التنسيقي، وخصم الصدر الرئيسي على الساحة السياسية في تغريدة أن "الحوارات الجادة التي نأمل منها أن تحسم الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح تبدأ بالعودة إلى الدستور واحترام المؤسسات الدستورية".

وفي المقابل، رحّب هادي العامري، أحد أبرز القياديين في الإطار التنسيقي الذي يضمّ كذلك كتلة دولة القانون بزعامة نوري المالكي الخصم الرئيسي للصدر، بمبادرة الكاظمي.

وقال العامري زعيم أحد الفصائل البارزة في تحالف الفتح الموالي لإيران، في بيان: "نؤكد ما أكدناه سابقا أن لا حل للأزمة الحالية إلا عبر تهدئة التشنجات وضبط النفس والجلوس على طاولة الحوار البناء الجاد". وأضاف: "لذلك فإننا نؤيد ما جاء في بيان رئيس مجلس الوزراء بخصوص الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد".

حلول عاجلة

من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الطبقة السياسية إلى إيجاد "حلول عاجلة للأزمة" عبر الحوار بين الأطراف السياسية.

وناشدت "الجهات الفاعلة كافةً الالتزامَ والمشاركة بفاعلية والاتفاق على حلولٍ من دون تأخير"، واعتبرت أن "الحوار الهادف بين جميع الأطراف العراقية الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، حيث أظهرت الأحداث الأخيرةُ الخطرَ السريع للتصعيد في هذا المناخ السياسي المتوتر".

ترحيب

وكتب رئيس ائتلاف النصر، أحد قوى "الإطار التنسيقي"، حيدر العبادي، عبر "تويتر"، أنه يرحب بما جاء في خطاب الصدر في جوانب عدة تلتقي مع "مبادرتنا لحل الأزمة".

وأشاد العبادي بـ"خطوات الصدر" لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح، ودعا إلى تكاتف الجميع "لخدمة الشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية".

اقتحام مقر البرلمان

واقتحم أنصار الصدر السبت الماضي، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع مقر البرلمان في "المنطقة الخضراء" بالعاصمة بغداد، رفضا لترشيح "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء.

والسوداني مقرب من المالكي وإيران، وسبق أن تولى مناصب حكومية، بينما يدعو التيار الصدري وقوى عراقية أخرى إلى اختيار شخصية لم تتقلد أي مناصب.

وفي حزيران الماضي، قدم نواب التيار الصدري الـ73 (من أصل 329) استقالاتهم، إثر عدم تمكنه من تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، حيث تمسك "الإطار التنسيقي" بحكومة "توافق وطني" كالمعتاد، وبات يمتلك أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة.

مباحثات

وعلى جانب آخر، شهد العراق، الأربعاء، مباحثات بين قادة سياسيين، دعت إلى إطلاق حوار وطني، بهدف الخروج من الأزمة السياسية بالبلاد. والتقى الرئيس العراقي برهم صالح مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالعاصمة بغداد، وفق بيان للرئاسة العراقية.

وذكر البيان، أنه "جرى خلال اللقاء، بحث الأوضاع العامة في البلد والتطورات السياسية الأخيرة". وأردف: "تم التأكيد على أهمية ضمان الأمن والاستقرار، والتزام التهدئة والركون إلى حوار حريص ومسؤول يبحث الأزمة ويضع خارطة طريق واضحة وحلولاً تحمي المصلحة الوطنية العليا".

كما بحث الرئيس العراقي، في بغداد، مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بالبلاد، جينين بلاسخارت، التطورات السياسية الأخيرة، وفق بيان آخر للرئاسة.

وأكد صالح خلال اللقاء، أن "الظروف في البلد تستدعي التزام التهدئة والدخول في حوار صادق وحريص يتناول الوضع السياسي للوصول إلى خارطة طريق واضحة المعالم".

فيما أعلنت بلاسخارت، "دعم وتأييد بعثة الأمم المتحدة للحوار بين كافة الأطراف والوصول إلى مسارات تؤمن حماية الأمن والاستقرار وتلبي متطلبات العراقيين"، وفق البيان.

inbound4140275617507689409.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً