post

كيف يهدّد الجوع والجفاف والانهيار الاقتصادي سوريا؟

الشرق الأوسط الخميس 17 مارس 2022

قالت لجنة الإنقاذ الدولية إن الاحتياجات الإنسانية للسوريين تستمر في بلوغ مستويات قياسية بعد 11 عاما من النزاع، حيث يتفاقم الصراع والنزوح على مدى أكثر من عقد من الزمن بسبب تأثير فيروس كورونا والجفاف الوخيم، إضافة إلى الاقتصاد المنهار حاليا، مما يجعل الملايين من السوريين الضعفاء يكافحون من أجل البقاء.

وأضافت اللجنة في بيان "يحدث هذا بينما يهدد الغزو الأخير لأوكرانيا بتداعيات مدمرة على أسعار الغذاء للأسر التي تعاني في الأصل من ضائقة مالية". وتابع البيان أنه "في جميع أنحاء البلد الذي مزقته الحرب، يواجه أكثر من 60% من السكان السوريين -12 مليون شخص- الجوع ويتساءلون عن كيفية توفير الطعام لأسرهم".

وقال البيان "ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، فإن متوسط إنفاق الأسرة في سوريا يتجاوز الآن الدخل المتاح بنسبة تصل إلى 50%. ونظرا لانعدام الوصول الكافي إلى سبل العيش أو المساعدة الإنسانية، يلجأ العديد من السوريين الآن إلى طرق متطرفة للتأقلم من أجل البقاء".

وقالت مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في سوريا تانيا إيفانز "لا تزال فرقنا وشركاؤنا داخل سوريا يشهدون التأثير المدمر على العائلات التي تحملت الآن أكثر من 11 عاما من الصراع والأزمات. يخبرنا الكثيرون أنهم الآن على حافة الانهيار. وفي استطلاع حديث أجرته لجنة الإنقاذ الدولية في شمال غرب سوريا، أخبرنا 46% من المشاركين أنه من الشائع الآن أن يترك الأطفال المدرسة للعمل وإعالة أسرهم".

وتابعت "الوضع يائس بشكل خاص للنساء والفتيات، حيث أخبرنا 1 من كل 4 مشاركين أنه من الشائع أيضا أن يلجأ أفراد مجتمعهم إلى الزواج المبكر كوسيلة للتعامل مع الفقر المتزايد. وتعمل لجنة الإنقاذ الدولية وشركاؤها بلا كلل لدعم النساء والفتيات المحتاجات إلى الحماية في سوريا، ولكن مع زيادة الاحتياجات إلى الخدمات المتاحة، فإننا نشعر بقلق متزايد إزاء أولئك العالقين في هذه الأوضاع".

وشهد عام 2021 أسوأ جفاف في سوريا منذ أكثر من 70 عاما، مؤثرا على الوصول إلى مياه الشرب وتوليد الكهرباء ومياه الري للملايين. كما قضت أزمة المياه على محصول القمح في البلاد، حيث انخفض الإنتاج من 2.8 مليون طن عام 2020 إلى 1.05 مليون طن فقط عام 2021.

ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار القمح الآن إلى مستويات قياسية مرتفعة، مما زاد من الضغط على الميزانيات المعيشية للأسر المثقلة بالفعل. حتى قبل وقوع الجفاف، كانت سوريا تعتمد بشكل متزايد على الواردات لضمان تأمين ما يكفي من القمح في البلاد. ونظرا لكون معظم واردات القمح تأتي من روسيا، فمن المرجح أن يكون للتأثير الارتدادي للحرب في أوكرانيا نتائج سلبية بعيدة المدى وربما مدمرة على انعدام الأمن الغذائي في سوريا طوال عام 2022 وما بعده.

ومع مرور عام آخر من النزاع والأزمة المتفاقمة في سوريا، دعت لجنة الإنقاذ الدولية المجتمع الدولي إلى تقديم التمويل الكافي لخطة الاستجابة الإنسانية القادمة والتي ستستمر لمدة عامين، مع الاعتراف بالاحتياجات العاجلة المتزايدة الحدة التي يجب معالجتها، فضلا عن دعم التدخلات المستدامة متوسطة الأجل.

كما دعت إلى التأكد من إعادة مجلس الأمن الدولي المصادقة على أحكام قرار عبور المساعدات الإنسانية عبر الحدود رقم 2585 لمدة 12 شهرا آخرين في جويلية 2022 لتجنب تدهور كبير في الوضع الإنساني، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين والجهات الفاعلة الإنسانية والبنية التحتية المدنية من خلال إعادة التأكيد على أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وتعزيز الجهود لمحاسبة مرتكبي انتهاكات القانون الدولي الإنساني في سوريا.

inbound7059277242858384649.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً