post

للمرّة الأولى منذ مقتل خاشقجي.. ولي العهد السعودي يصل اليوم إلى تركيا

العالم الأربعاء 22 جوان 2022

يصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء، إلى تركيا في زيارته الرسمية الأولى لهذا البلد بعد تسع سنوات من الخلافات التي بدأت مع الربيع العربي وفاقمها اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عند تأكيده زيارة الأمير محمد: "بإذن الله سنرى إلى أي مستوى يمكننا الارتقاء بالعلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية".

وكان الفصل الأول من المصالحة حصل في نهاية أفريل، عندما زار أردوغان السعودية حيث بحث مع ولي العهد في سبل "تطوير" العلاقات بين البلدين.

وقبل ثلاثة أسابيع على ذلك، كان القضاء التركي قرر حفظ قضية مقتل خاشقجي كاتب المقالات في صحيفة "واشنطن بوست" الذي قتل في أكتوبر 2018 في قنصلية بلاده في إسطنبول التي أتاها للحصول على الوثائق الضرورية لزواجه بخطيبته التركية.

وأحالت أنقرة هذا الملف على السلطات السعودية، ما فتح المجال أمام تقارب مع الرياض. ويأتي الفصل الثاني اليوم الأربعاء مع استقبال أردوغان للأمير بن سلمان، الذي يقوم بجولة إقليمية باشرها الإثنين في مصر وقادته أيضاً إلى الأردن.

ولم يكشف عن برنامج الزيارة بعد، إلا أن اتفاقات عدة ستوقع بحسب ما أفاد مسؤول تركي رفيع المستوى وكالة فرانس برس.

ويستعد ولي العهد السعودي لطي صفحة التهميش الذي فرضه الغربيون عليه. فالرئيس الأميركي جو بايدن سيزور خلال جولة له في الشرق الأوسط هي الأولى منذ توليه الرئاسة في منتصف جويلية، المملكة حيث يلتقي بن سلمان.

وقالت صحيفة "صباح" التركية، إنه في إطار التطبيع الذي تقوم به تركيا مع دول المنطقة، بدأت حقبة جديدة في العلاقات بين أنقرة والرياض. وأوضحت أن محمد بن سلمان سيصل إلى أنقرة يرافقه وفد كبير، وسيجري محادثات مباشرة مع الرئيس رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي.

ومن المتوقع أن يتم توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والصناعات الدفاعية والزراعة خلال الزيارة، وذكرت الصحيفة أن وفود سعودية وصلت إلى تركيا قبيل زيارة بن سلمان لأنقرة.

وذكرت أنه بالإضافة إلى مناقشة القضايا الثنائية والإقليمية، فإن من المقرر توقيع اتفاقيات في مجالات حيوية مثل الصحة والطاقة والأمن الغذائي والتقنيات الزراعية والصناعات الدفاعية والتجارة والسياحة والمقاولات والعقارات خلال المحادثات التي ستعقد في أنقرة.

وأشار الكاتب التركي محمد بارلاس في مقال في صحيفة "صباح"، إلى أن زيارة محمد بن سلمان تعد خطوة عامة في إطار تطبيع العلاقات بين تركيا والسعودية.

وأضاف أنه قبيل الزيارة، تم رفع الحظر المفروض على زيارات السياح السعوديين إلى تركيا، والذي كان ساريا منذ ثلاث سنوات، وفي الأول من جويلية المقبل ستهبط أول طائرة سياحية سعودية في طرابزون. وتابع، بأن تركيا أصبحت نقطة جذب للعالم كله، ومن الواضح أن الموسم السياحي مع تطبيع العلاقات التركية السعودية سيكون على ما يرام.

من جهته، قال الكاتب التركي باريش دوستر، في مقال على صحيفة "جمهورييت" المعارضة، إن الزيارة تعد مهمة للمنطقة بقدر أهمية العلاقات بين البلدين. وأضاف أن دول المنطقة لا سيما إيران وإسرائيل تراقب عن كثب هذه الزيارة التي جاءت بالتزامن مع تطورات في المنطقة لا سيما سوريا والعراق، وتنامي النفوذ الإيراني في المنقطة.

وكما ورد في وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة، فإن "تل ابيب" حذرت الإسرائيليين في تركيا من إيران، وطالبتهم بالمغادرة في أقرب وقت ممكن، وبذات الوقت ترفض إيران هذه التصريحات وتقول إن إسرائيل تريد خلق توتر، وفي ظل عدم التوافق بين الطرفين فإن من الممكن أن تعمل استخبارات الطرفين في مناطق مختلفة بالعالم، فإن تركيا تراقب عن كثب هذا التوتر.

وأدى الغزو الأمريكي للعراق، وما جرى في سوريا إلى زيادة التوترات وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وساهم ذلك في زيادة النفوذ الإيراني في بغداد ودمشق.

ونوه الكاتب إلى أنه من المعروف أن إيران تشهد توترا كبيرا مع السعودية وبذات الوقت منافسة متوازنة مع تركيا، قائمة على البعد الاقتصادي والجيوسياسي والاستراتيجي ناهيك عنا البعد التاريخي والطائفي. وأكد أن التوازنات في الشرق الأوسط تتغير بسرعة ويجري العمل على تحديث التحالفات.

inbound6452151247125621533.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً