post

لماذا اعترفت الجزائر بحكومة الدبيبة وتجاهلت باشاغا؟

المغرب العربي الثلاثاء 26 أفريل 2022

تمثل الجزائر لاعبا هاما في توازنات منطقة المغرب العربي والشمال الإفريقي، حيث أنها تتخذ سياسة عدم الانحياز والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وفق ما تعلنه بنفسها، لكن مؤخرا قررت قيادة "قصر المرادية"، تغيير بعض القواعد في تعاملها مع الشأن الليبي.

إذ قررت الاعتراف رسميا بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتجاهل الحكومة المعينة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، ليطرح هذا الموقف تساؤلات عدة حول أسباب ودلالات الموقف الجزائري.

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء السبت، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي، إن بلاده تدعم الشرعية الدولية في ليبيا من خلال حكومة الدبيبة، وإن استبدالها يكون بانتخابات تفرز مجلسا نيابيا جديدا يعين حكومة جديدة.

وأوضح الرئيس الجزائري بشأن النزاع على الشرعية في ليبيا: "نحن لن ندخل في مسار التفرقة في ليبيا.. تم تعيين حكومة جديدة (حكومة باشاغا) من طرف مجلس وطني (برلمان) والحكومة التي لديها شرعية دولية هي حكومة عبد الحميد الدبيبة، ونحن ندعم الشرعية الدولية، ولن يكون شيء آخر من غير هذه الشرعية الدولية".

ووصل الدبيبة، الاثنين الماضي، إلى الجزائر، في زيارة رسمية حيث قال إنه قدم خطته لإجراء الانتخابات إلى الرئيس تبون، ضمن جهود حشد دعم إقليمي ودولي لها.

واعتبر مختصون أن الزيارة التي ضمت وفدا سياسيا وعسكريا وأمنيا تهدف إلى تأكيد الاعتراف بحكومة الدبيبة ومواصلة الدعم السياسي لها وكذلك تكثيف التعاون الاقتصادي وتأمين احتياجات الحكومة الأساسية وعلى رأسها الطاقة، فضلا على المزيد من دعم الاستقرار الأمني.

وأكدوا أن الحكومة في طرابلس لديها موقف استراتيجي مع الجزائر لأسباب عدة أبرزها عدم رضا قصر المرادية على المشروع المصري في ليبيا وكذلك العلاقات الجيدة التي تربطها بتركيا في المرحلة الحالية وأيضا موقف الرئيس الجزائري من أفعال البرلمان الليبي.

وتعاني ليبيا حالة انقسام سياسي منذ أن منح مجلس النواب، مطلع مارس الماضي، الثقة لفتحي باشاغا رئيسا لحكومة جديدة، بعد تحالفه مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح. ويرفض رئيس الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي وفق برلمان جديد منتخب، تنفيذا لمخرجات ملتقى الحوار السياسي.

ومنذ سنوات، تشهد العلاقات بين قادة الجزائر واللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح حالة من التأزم، تعمقت بعد الحرب على طرابلس في سنة 2019.

وأعلنت قوات حفتر في جوان العام الماضي، إغلاق الحدود مع الجزائر واتخاذها "منطقة عسكرية" ردا على تصريحات تبون حول دور بلاده في منع سقوط العاصمة طرابلس. وهدد اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في سبتمبر 2018، الجزائر بالدخول معها في حرب إذا تكرر اختراق الجيش الجزائري للحدود بين البلدين.

inbound7882577644684252618.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً