post

لماذا تراجع مستوى الفرق التونسية محليّا وقاريّا؟

رياضة السبت 05 مارس 2022

تواجه الأندية التونسية أزمة اقتصادية خانقة، وتعاني من مشاكل مالية بسبب غياب الجمهور وضعف عقود الرعاية وحقوق البث التلفزيوني، ما أدى إلى تراجع مستوى البطولة الوطنية لكرة القدم.

وكانت الرابطة المحترفة الأولى تلفت الأنظار بسبب شراسة المنافسة بين الترجي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي والنادي الإفريقي، ويستهوي لاعبين أجانب بارزين للانضمام إلى أحد الأندية الأربعة الكبرى، إضافة إلى الأجواء الرائعة التي يصنعها الجمهور في المدرجات. ولكن الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها الأندية غيّرت الحال، وتسببت في تراجع مستوى البطولة.

وباستثناء فريق باب سويقة -الذي حافظ على توازناته المالية وقدرته على مجابهة الأزمة الاقتصادية- تعاني بقية الفرق من مشاكل خانقة جعلتها عاجزة في الكثير من الأحيان عن الإيفاء بالتزاماتها مع اللاعبين والمدربين.

ودخلت العديد من الأندية في نزاعات مع لاعبين ومدربين سابقين كلفتها غرامات مالية إضافية، وعقوبة المنع من إبرام صفقات جديدة. ودفعت الأزمة العديد من النجوم واللاعبين البارزين أصحاب الخبرة للرحيل، والانتقال للعب في مسابقات أخرى أبرزها في مصر والسعودية.

وتراجع التنافس المعهود بين الترجي والنجم الساحلي والإفريقي والصفاقي الأعوام الأخيرة، بينما كان الصراع يشتعل بين أقطاب الكرة على اللقب حتى اللحظات الأخيرة من أنفاس البطولة في مواسم سابقة.

وأضفى الصراع -المستمر بين الأندية الأربعة- الحماس والتشويق على البطولة وجعلها تحتل المركز الأول بالمسابقات القارية، لكنه تراجع الأعوام الماضية ليفرض الترجي هيمنته على المسابقة دون مشاكل.

وتراجع مستوى النجم الساحلي والصفاقسي والإفريقي بسبب الأزمات المالية للفرق الثلاثة، وعدم قدرتها على تعزيز صفوفها بلاعبين يمتلكون إمكانيات عالية بسبب الأزمات المالية.

واستعانت الأندية بلاعبين شبان يفتقدون الخبرة في الدوري الممتاز أو المسابقات القارية، وتعاقدت في أفضل الأحوال مع لاعبين من الصف الثاني في صفقات انتقال حر لتقليص الإنفاق.

وسقط فريق باب جديد، خلال المواسم الماضية، في أزمة مالية خانقة كادت أن تدفعه للتقهقر إلى الرابطة الثانية لأول مرة في تاريخه، قبل أن يلقي الجمهور بثقله ويدشن حملة تبرعات أنقذت النادي من مصير سيئ.

واستعاد الإفريقي بعض توازنه، وتخلص من عقوبة المنع من إبرام صفقات، لكنه مازال يفتقد القدرة على المنافسة، وينتظره عمل كبير لاستعادة بريقه المفقود.

كما يعاني فريق الأبيض والأسود من أزمة مالية دفعت العديد من اللاعبين للرحيل قبل بداية الموسم، مثل كينغسلي سوكاري، كينغسلي إيدو، كريس كواكو، والليبي محمد صولة. وأضرب اللاعبون عن التدريب في عدة مناسبات احتجاجا على تأخر الحصول على مستحقاتهم المالية لعدة أشهر، وهذا ما أثر على مستوى الفريق.

ولا يختلف حال فريق جوهرة الساحل حيث أصبح يشكو من صعوبات مالية، ويواجه ديونا ضخمة، ما اضطر رئيس النادي لطلب دعم الجماهير. وقال رئيس النجم الساحلي ماهر القروي في تصريحات صحفية "وضعية النادي صعبة وكارثية. المشكلة مادية بالأساس".

وتتخبط بقية الأندية في أزماتها المالية، وأصبحت عاجزة عن تسيير شؤونها اليومية وتسوية رواتب اللاعبين والمدربين مما ينذر بمخاطر تهدد البطولة.

وقبل استئناف البطولة الوطنية بعد مشاركة المنتخب في بطولتي كأس العرب وكأس الأمم الأفريقية، رفضت الأندية العودة للمنافسات قبل التوصل لحل أزمتها المالية. وجاء مستوى اللعب باهتا والأداء متواضعا والمستوى الفني ضعيفا، في أغلب المباريات.

وأكد لاعب المنتخب الوطني السابق أنيس العياري أن الأزمة المالية تلعب دورا في تراجع مستوى البطولة، لكنها ليست السبب الرئيسي والوحيد. وقال العياري المتوج بكأس إفريقيا 2004 في تصريح صحفي، "صحيح أن الأزمة المالية مؤثرة لكن هناك عوامل أخرى أبرزها افتقاد البطولة للاعبين يجذبون الجماهير مثل السابق إضافة إلى تأثير كورونا وغياب التكوين بالفئات السنية وتدهور وضع الملاعب".

وأضاف لاعب الملعب التونسي ولوريان الفرنسي السابق "تفتقر كل الأندية لاستراتيجيات واضحة. لو ركزت عملها على تكوين اللاعبين بالفئات السنية بدل صرف أموال طائلة على التعاقدات لكان الحال أفضل على المستويين الفني والمالي".

وتراجع الدوري التونسي ليحتل المركز السادس على مستوى إفريقيا في التصنيف السنوي لسنة 2021 الصادر عن الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، بعد أن تربع على عرش أفضل البطولات في القارة طويلا.

وأوضح خبراء أن تراجع مستوى المسابقة المحلية يؤثر على قدرة الأندية على المنافسة عند مشاركتها بالمسابقات القارية، إضافة لتراجع مستوى المنتخب الوطني.

inbound284455396801433845.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً