post

لماذا توقّفت أجهزة "بلاكبيري" القديمة عن العمل؟

تكنولوجيا الثلاثاء 04 جانفي 2022

ستتوقف الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام التشغيل القديم الخاص بشركة "بلاكبيري" عن العمل، اعتباراً من اليوم الثلاثاء.

وكانت الشركة ذكّرت زبائنها، في بيان، في 22 ديسمبر الماضي، بأنّ أجهزتها التي لا تعمل بنظام تشغيل "أندرويد" ستتوقف عن العمل في 4 جانفي الحالي، بما فيها تلك التي تعمل بنظام "بلاكبيري 7.1" و"أو إس 2.1" والنسخ الأقدم.

ولن تتمكن الأجهزة التي تعمل بأنظمة التشغيل هذه من تخزين البيانات، وإرسال أو استقبال الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية.

وبلغت ذروة نجاح شركة "بلاكبيري" بين عامي 2009 و2010، حين استحوذت على نحو 20% من إجمالي سوق الهواتف الذكية عالمياً، ببيعها أكثر من 50 مليون هاتف ذكي سنوياً.

ومع ظهور أجهزة "آيفون" و"أندرويد" التي تعمل باللمس، تراجعت شعبية هواتف "بلاكبيري"، إلى أن أعلنت الشركة عام 2016 أنها ستعهد بمصادر خارجية لمنتجاتها ولن تصنع هواتفها الخاصة. واتخذت الشركة خطوة للتركيز على البرمجيات، على غرار "نوكيا".

واليوم تعتبر "بلاكبيري" نفسها "شركة برمجيات وأمن سيبراني" تطور حلولاً برمجية للشركات. ولا تزال الشركة توظف آلاف العمال، وحققت عائدات بنحو مليار دولار أميركي عام 2020، وفقاً لشركة الإحصاءات "ستاتيستا".

من جهة أخرى، تستمر "وايمو" التابعة لـ"غوغل" في اختبار مركباتها الذاتية القيادة في مدن أميركية مختلفة خلال سنة 2022، فيما تضيف مجموعة "فيسبوك" التي بات اسمها "ميتا"، لبنة جديدة إلى مشروعها "ميتافيرس"، وهو عالم مواز يمكن الوصول إليه عبر تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وإذا كان عالم التكنولوجيا حافلاً بالوعود، من السيارات الذاتية القيادة إلى عالم "ميتافيرس" الموازي، فإنّ هذه الرؤى والمسارات المستقبلية لن تصبح ملموسة في الحياة اليومية إلا بعد وقت طويل.

وشهدت المرحلة الأولى من تاريخ شبكة الإنترنت إنشاء المدونات والمواقع الإلكترونية، مثل "ياهو" أو "إي باي" أو "أمازون". أما مرحلة الويب 2.0، أي الحالية، فتطغى عليها الشبكات الاجتماعية ومشاركة المحتوى.

ويلاحظ المحلل المستقل المتخصص في سيليكون فالي بنديكت إيفانز أن المنصات مثل "فيسبوك" و"يوتيوب"، هي التي تتحكم بهذه المواقع و"تحصّل العائدات الإعلانية".

وفي مرحلة الويب 3.0، المستخدمون والمبتكرون والمطورون يمتلكون حصصاً في المواقع ويمكنهم التصويت، وتقوم هذه المرحلة الجديدة على تقنية "بلوك تشين" التي أتاحت بروز العملات المشفرة (كبيتكوين وإيثيريوم وسواهما)، واتساع مبيعات شهادات الأصالة لمواد رقمية "إن إف تي".

وأثارت القوة الهائلة لشركات التكنولوجيا العملاقة المعروفة بـGAFA (أي "غوغل: و"آبل" و"فيسبوك" و"أمازون")، غضب السلطات لسنوات. فأوروبا تتخذ إجراءات، وروسيا والصين تعملان على تأطير أنشطتهما أو فرض الرقابة عليها، وفي عام 2021، أصبحت الولايات المتحدة تملك ما يلزم لخوض المعركة.

وترتكز السلطات الأميركية في ذلك على قانون المنافسة. ويجري النظر في عدد كبير من التحقيقات والدعاوى القضائية في حق هذه الشركات المتهمة بإساءة استخدام مركز مهيمن.

وترى هيئة المنافسة الأميركية مثلاً أنّ "فيسبوك" اشترت "إنستغرام" و"واتساب" لسحق أي خطر منافسة في المستقبل.

وتواجه مجموعة مارك زوكربيرغ موقفاً صعباً جداً بعد تسريب مسؤولة سابقة وثائق داخلية تبيّن أن المديرين التنفيذيين للشركة يعلمون بالضرر الذي تسببه تطبيقاتها للصغار وللديمقراطية.

أما النواب الأميركيون فوافقوا بدورهم على مستوى اللجان على مشاريع قوانين تحدّ من هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى.

كما أن الاتساع الكبير في استخدام العملات المشفرة يقلق الجهات المشرّعة والناظمة. ففي سبتمبر الماضي، اعتبر البنك المركزي الصيني أنّ كل المعاملات المالية التي تنطوي على العملات المشفرة غير قانونية.

ومن المتوقع أن تستمر هجمات برامج الفدية وسرقة البيانات السرية على نطاق واسع خلال عام 2022.

ويساهم ارتفاع قيمة العملات المشفرة والصعوبة التي تواجهها السلطات في مواجهة قراصنة الكمبيوتر، في ازدهار الابتزاز الرقمي، وهو عبارة عن اختراق شبكة كمبيوتر مؤسسة ما وطلب فدية بالعملة المشفرة في مقابل تزويدها بالرمز الذي يمكّنها من التحكم مجدداً بأجهزتها.

وأشارت شركة SonicWall للأمن السيبراني إلى "تسجيل 495 مليون هجوم فدية" حتى أكتوبر الماضي، ما جعل 2021 قبل شهرين من نهايتها "السنة الأكثر كلفة والأكثر خطورة" في هذا المجال.

وكتبت كبيرة مسؤولي الاستعلام في شركة "مانديانت" للأمن السيبراني ساندرا جويس "في العام 2022، سيكون الموضوع الرئيسي بالنسبة لي ولزملائي هو برنامج الفدية. إنه أمر مربح للغاية". وتتوقع منظمة Identity Theft Resource Center الأميركية غير الحكومية أن تسجّل أرقاماً قياسية في مجال تسرّب البيانات.

بلاكبر.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً