post

معركة الكرامة.. تأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي

الشرق الأوسط الإثنين 21 مارس 2022

تحل اليوم الاثنين الذكرى الـ54 لمعركة الكرامة، التي حاول فيها الإسرائيليون، احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن، عبر القصف المدفعي العنيف، والتقدم بالدبابات مجتازين نهر الأردن.

ويحتفل الفلسطينيون والأردنيون في الحادي والعشرين من مارس من كل عام بذكرى معركة الكرامة، ويعتبر هذا اليوم يوماً مجيداً في تاريخ فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية؛ إذ تعد معركة الكرامة أول انتصار عربي وفلسطيني على آلة الحرب الإسرائيلية بعد هزيمة عام 1967.

وفي هذا اليوم عام 1968، شنت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي قوامها أربعة ألوية ووحدات مدفعية وأربعة أسراب من الطائرات القاذفة، إضافة الى طائرات عمودية؛ برفقة خمسة عشر ألف جندي، هجومًا واسع النطاق على الضفة الشرقية لنهر الأردن، في منطقة امتدت من جسر الأمير محمد (دامية) شمالاً حتى جنوبي البحر الميت. بدأت القوات الإسرائيلية هجومها عند الساعة الخامسة والنصف من صباح 21 مارس 1968 على أربعة محاور، وهي: محور العارضة، ومحور وادي شعيب، ومحور سويمة، ومحور الصافي؛ ولكن المعارك الرئيسة دارت فعلاً على المحاور الثلاثة الأولى.

واصطدمت القوات الإسرائيلية الغازية بمقاومة عنيفة من الفدائيين الفلسطينيين وقوات الجيش الأردني، بلغت ذروتها بعد الساعة العاشرة صباحًا؛ حيث دارت معارك بالسلاح الأبيض والأحزمة الناسفة؛ وفي الساعة الحادية عشرة والنصف طلبت إسرائيل إزاء خسائرها؛ ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من الجنرال أودبول (كبير المراقبين الدوليين) وقف إطلاق النار، وتم انسحاب آخر جنود الاحتلال في الساعة الثامنة والنصف مساء؛ وتكبدت إسرائيل خسائر إضافية خلال انسحابها جراء القصف المدفعي الأردني وكمائن المقاومة الفلسطينية المنتشرة على كافة المحاور.

وعلى مدار 16 ساعة من القتال العنيف، تمكنت القوات المشاركة في صد الاحتلال، من إجباره على الانسحاب بصورة كاملة، وكبدته خسائر كبيرة في الآليات والجنود.

وطلب الاحتلال وقف إطلاق النار، في منتصف الليل ذلك اليوم، في حين شكلت المعركة لحظة فارقة بعد سنوات من الهزائم المتتابعة في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وخاصة نكسة عام 1967.

واستشهد في معركة الكرامة 186 من أفراد الجيش الأردني، وقوات الفدائيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى إصابة 200 مقاتل، في حين خسر الاحتلال 250 جنديا قتلى، وجرح 450 في صفوفه، فضلا عن تدمير 45 من دباباته و25 آلية مجنزرة و27 آلية مختلفة و7 طائرات مقاتلة.

وشكلت هذه المواجهة العسكرية التي عرفت بـ"معركة الكرامة" أول اشتباك عسكري مباشر وجهًا لوجه بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وقوات المقاومة الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع الجيش الأردني من الجهة الأخرى.

ومعركة الكرامة هي رمز من الرموز المشتركة التي يفخر بها كل من الشعبين الفلسطيني والأردني؛ فقد مثلت انتصار الحق والإيمان والإخلاص للقضية الفلسطينية، وأكدت أن الجندي العربي قادر على هزيمة الجيش الإسرائيلي، إن تمتع بالروح المعنوية والإعداد الجيد.

والثابت أن هذه المعركة كانت دافعاً كبيراً للشعب الفلسطيني للاستمرار في المقاومة، وشكلت نقطة تحول في الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي؛ فتطوع آلاف الشباب الفلسطيني والعربي للانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية؛ وانطلقت المظاهرات تستقبل الشهداء الذين ارتقوا في هذه المعركة؛ وازداد اهتمام الصحافة العالمية بالفدائيين الفلسطينيين.

وفيها قال الرئيس الراحل ياسر عرفات: "إن معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي".

inbound2295091402496439532.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً