post

مفاوضات فيينا تدخل مرحلة الحسم.. هل يتم التوصّل إلى اتفاق خلال أيام أم تتعمّق الأزمة؟

العالم الخميس 17 فيفري 2022

اعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية أصبح "كطلقة فارغة".

وقال المسؤول الإيراني عبر "تويتر" إن الولايات المتحدة وأوروبا أخفقت "في الوفاء بتعهداتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي). أصبح الاتفاق الآن كطلقة فارغة بالنسبة لإيران في المجال الاقتصادي ورفع العقوبات. لن يكون هناك مفاوضات بعيدًا عن الاتفاق النووي مع أميركا غير ملتزمة وأوروبا سلبية".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال الإثنين، خلال اتصال مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن "غياب الرغبة الجادة من جانب الغرب للتوصل إلى اتفاق جيد يتسم بالمصداقية في فيينا أدى إلى إطالة أمد المحادثات بلا داع".

وتجرى المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران عبر وسطاء أوروبيين في فيينا منذ أفريل وسط تنامي مخاوف الغرب بشأن تسارع وتيرة تطور البرنامج النووي الإيراني، والذي يرى الغرب أنه لا يمكن وقفه ما لم يتم إبرام اتفاق قريبًا.

في غضون ذلك، أشار بيان صادر عن مكتب الرئاسة الفرنسية الأربعاء، إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينغ اتفقا على ضرورة تكثيف جهودهما المشتركة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

ويتواجد ممثلو إيران والقوى العالمية الكبرى حاليًا في فيينا لمناقشة سبل إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018 معاودًا فرض عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني.

وفي هذا الإطار، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء، من أنه إذا لم يتم التوصل في غضون بضعة أيام إلى اتفاق في فيينا بين الجمهورية الإسلامية والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني فإن العالم سيواجه "أزمة" انتشار نووي حادة.

وقال لودريان أمام مجلس الشيوخ الفرنسي إنه "كلّما تقدمنا أكثر، كلّما زادت إيران من سرعة إجراءاتها النووية، وكلّما قل اهتمام الأطراف بالانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015)، من هنا فنحن بلغنا اليوم نقطة التحوّل"، وأكد أن "الأمر ليس مسألة أسابيع إنما مسألة أيام". لكنّ الوزير الفرنسي اعتبر في الوقت نفسه أن التوصّل لاتفاق أصبح "في متناول اليد".

وشدّد لودريان على أن بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، وكذلك الولايات المتحدة التي انسحبت منه في 2018) توصلت إلى "تفاهم" بشأن الاتفاق الواجب إبرامه في فيينا وكل ما يبقى الآن هو موافقة إيران عليه. وقال "نحن بحاجة (الآن) إلى قرارات سياسية من جانب الإيرانيين".

وأضاف "أمامهم خيار واضح جدًا: إما أن يتسببوا بأزمة حادة في الأيام المقبلة، يمكننا الاستغناء عنها، أو أن يقبلوا بالاتفاق الذي يحترم مصالح جميع الأطراف، وبخاصة مصالح إيران".

وترمي المحادثات الجارية في فيينا للتوصل إلى اتفاق يعيد كلًا من واشنطن وطهران للالتزام بمفاعيل خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع الجمهورية الإسلامية في فيينا في 2015 لضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.

inbound3880992266079446952.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً