post

مقتل متظاهرين برصاص الأمن.. محتجّون سودانيون يتوجهون إلى القصر الرئاسي غداة قمع مليونية 30 جوان

الشرق الأوسط الجمعة 01 جويلية 2022

أعلنت مصادر طبية في السودان، أن متظاهرا توفي، اليوم الجمعة، متأثرا بإصابته بموكب 24 جوان الماضي بالخرطوم، في وقت بدأ تحرك جديد في الشارع، في موكب يهدف للوصول إلى القصر الرئاسي، وذلك غداة قمع مظاهرات أمس الخميس التي أطلق عليها اسم "فجر الخلاص".

كما تتواصل اعتصامات داخلية بدأ تنظيمها بعدد من الأحياء. وبدأ اعتصام محيط مستشفى الجودة بالتحرك نحو شارع القصر في موكب يهدف للوصول إلى القصر الرئاسي.

وأوضحت المصادر أن القتيل تعرض لضرب وحشي من قوات الانقلابيين بمنطقة بري شرق الخرطوم. وبذلك يرتفع عدد قتلى المظاهرات المناهضة لانقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر الماضي إلى 113، بينهم 9 أشخاص قُتلوا أمس الخميس، أثناء مليونية خرجت في عدد من المدن السودانية لتكون أكبر حصيلة يومية منذ 17 نوفمبر، والذي شهد مقتل 17 شخصا.

إلى ذلك، أدانت الآلية الثلاثية المكوّنة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية، الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن السودانية في مواجهة احتجاجات 30 جوان، وانتقدت قطع خدمات الإنترنت والهاتف المحمول لانتهاكها حق التعبير والوصول إلى المعلومات.

ودعت الآلية السلطات إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لوقف العنف، ووضع حدّ للاعتقالات التعسفية، واحترام الحق في التعبير والتجمع السلمي، وإجراء تحقيقات موثوق بها في جميع حوادث العنف. وجددت التزامها بدعم وتسهيل حلّ سوداني-سوداني، لكنها نبهت إلى أن أعمال العنف تلك تؤثر على مجمل العملية السياسية.

وخرج السودانيون، الخميس، في تظاهرات مليونية 30 جوان، التي دعت إليها قوى الثورة الرافضة للحكم العسكري في السودان.

وأكدت "لجنة أطباء السودان" أن قوات "أمن الانقلاب العسكري تصر على استخدام القوة الوحشية والمميتة تجاه المتظاهرين السلميين الذين يثبتون كل يوم أن استخدامهم لوسائل الاحتجاج السلمية أقوى بكثير من الرصاص واستخدام القوة"، وشددت على أن "الثورة ستواصل استخدام طرقها السلمية للاحتجاج على الوحشية والنظام الانقلابي الظالم".

وأشارت إلى أن عدد الأطفال وحدهم الذين قتلوا أثناء احتجاجات ما بعد انقلاب 25 أكتوبر الماضي وصل إلى 18 طفلاً من جملة الشهداء. وذكرت لجنة أطباء السودان أن العديد من المتظاهرين أُصيبوا أيضاً في مدينة أم درمان ومدينة بحري ومدينة الخرطوم.

وتعيد المليونية التي أطلق عليها اسم "مليونية فجر الخلاص" إلى الأذهان مليونية 30 جوان 2019 التي أعقبت فضّ اعتصام محيط قيادة الجيش السوداني، وفيها تظاهر نحو 5 ملايين شخص تنديدا بمجزرة فض الاعتصام، وطالبوا المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان بتسليم السلطة للمدنيين الذين أسقطوا نظام الرئيس المعزول عمر البشير في ذلك العام.

وعلى الرغم من الالتفاف الكبير من قبل كل قوى المعارضة حول هذا الحدث، إلا أن الأهداف تختلف بين كل طرف، بين من يتمسك بإطاحة الانقلاب بشكل كامل ومحاكمة قادته، ومحاولة بعض الأطراف الاستفادة من الزخم الشعبي في الحصول على تنازلات من العسكر خلال المفاوضات. وعلى الرغم من ذلك، تراهن قوى الثورة على نجاح هذه المليونية وتشكيلها منعطفاً جديداً في مسار السودان.

وأنهى انقلاب أكتوبر الفترة الانتقالية الهشة التي تلت الإطاحة بنظام البشير في 2019. وتزامنت احتجاجات 30 جوان مع ذكرى انقلاب الرئيس السوداني السابق عمر البشير قبل حوالي ثلاثة عقود، الذي عرف بـ"ثورة الإنقاذ". وفي أوت 2019، اتفق قادة الجيش السوداني والقوى المدنية على فترة انتقالية بسلطة مدنية قطع عليها الطريق في أكتوبر 2021.

inbound7651479579005974398.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً