post

مكّة المكرمة تسجل أعلى درجة حرارة على وجه الأرض وخبراء يحذّرون من اشتداد موجات الحرّ في السنوات القادمة

صحافة الخميس 19 ماي 2022

سجّل مشعر عرفات في مدينة مكة المكرمة، الاثنين، أعلى درجة حرارة مسجلة على وجه الأرض. وبلغت أعلى درجة حرارة مسجلة في العالم ليوم الإثنين 16 ماي في مكة المكرمة 48.6 درجة مئوية.

وارتفعت درجة الحرارة في المشاعر المقدسة الأسبوع الجاري بسبب هبوب رياح شرقية حارة على المنطقة، وفقا لموقع طقس العرب. كما وصلت درجة الحرارة في مدينتي الجهراء والوفرة الكويتيتين إلى 46.1 و45.8 درجة على التوالي، فيما سلجت الكويت العاصمة 45.5 درجة.

ومن بين المدن التي سجلت درجات حرارة قياسية، مدينة جاكوبابا وناواباشا الباكستانيتين اللتين سجلتا 47.4 درجة.

خبراء يحذّرون

من جهة أخرى، أعلن خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "آي بي سي سي" (IPCC)، الذين يراقبون عن كثب تطور المناخ، عن تكاثر واشتداد موجات الحرارة في السنوات القادمة.

وقالت صحيفة "لوبوان" (Le Point) الفرنسية في تقرير لها، إنه في 13 جانفي 2022 تم كسر الرقم القياسي العالمي لدرجة الحرارة على الأرض في أونسلو غربي أستراليا مع 50.7 درجة مئوية.

وأشارت إلى أننا "أصبحنا نعلم جميعًا أن كوكبنا يسخن عاما بعد عام، ونظرا لعدم وجود تعبئة عالمية حقيقية، ينذر أعضاء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي تعتمد على الأمم المتحدة، بجحيم على الأرض مع تكاثر وتكثيف موجات الحرارة".

وبيّنت الصحيفة أن الهنود عانوا مؤخرا من أزمة حرارة شديدة، إذ كان شهر مارس الماضي أكثر الأشهر سخونة منذ 120 عاما. أما في النصف الأخير من أفريل السابق، فقد ارتفعت درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي بنحو 4.5 إلى 8.5 درجات مئوية.

وفي الصيف الماضي، عانت أميركا الشمالية من موجة حر شديدة مع تسجيل رقم قياسي بلغ 49.6 درجات مئوية في لايتون -بكولومبيا البريطانية- في كندا، كما يذكرنا ذلك بموجات الجفاف الأسترالية المتكررة مؤخرا التي كانت مصحوبة بدرجات حرارة شديدة.

سجلات الحرارة

ومع ذلك، قالت الصحيفة إن دراسة نشرها علماء المناخ في جامعة "بريستول" (University of Bristol) في مجلة "ساينس أدفانسز" (Science Advances)، تفيد بأن موجات الحرارة هذه ليست الأسوأ منذ عقود، فلقد جدّت أحداث أخرى ولم يتم الإعلان عنها كثيرًا لسببين؛ أولا لكونها اجتاحت الدول الأقل شهرة، وثانيا لأنه لا ينبغي تقدير شدة الموجة الحارة بالقيمة المطلقة، وإنما مع مراعاة درجة الحرارة المحلية.

وأوضحت الصحيفة أن الدراسة سلطت الضوء على موجات الحرارة القياسية التي ضربت جنوب شرق آسيا في أفريل 1998 والتي بلغت ذروتها 32.8 درجة مئوية، وموجات الحرارة التي اجتاحت البرازيل في نوفمبر 1985 عند 36.5 درجة مئوية، وتلك التي شهدتها الولايات الجنوبية في جويلية 1980 عند 38.4 درجة مئوية.

وأكدت المؤلفة الرئيسية للدراسة فيكي طومسون أنه "من المهم تقييم شدة موجات الحرارة من حيث تقلبات درجات الحرارة المحلية التي سيواجهها البشر. وبالتالي، في المناطق التي تكون فيها الاختلافات في درجات الحرارة أقل حدة من أي مكان آخر، يمكن لموجة الحر، مهما كانت شدتها، أن تسبب تأثيرات أكثر ضررا".

ولفتت الصحيفة إلى أنه عموما، ومع وجود موجات حرارية متساوية، ستكون العواقب أكثر ضررًا. وأشارت إلى أن المناطق الجغرافية التي تتعرض لأقوى موجات حرارة ليست بالضرورة تلك التي يكون فيها الناس والطبيعة أكثر تدهورا، وبيّنت أن "ما يهم حقا هو الفرق بين موجات الحرارة الشديدة ومتوسط درجات الحرارة. وهذا ما يشار إليه على سطح الكرة الأرضية مع رمز لوني يوضح حجم أقصى حد لدرجات الحرارة منذ عام 1950 في كل منطقة. وهكذا، في فرنسا تبلغ موجات الحرارة 3 درجات مئوية، في حين تقل في إسبانيا عن 2.5 درجة مئوية".

inbound982580319914018161.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً