post

نحو مشاركة سُنية فعّالة في الانتخابات اللبنانية.. هل يسير السنيورة عكس "التيار الحريري"؟

الشرق الأوسط الخميس 24 فيفري 2022

دعا رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، اللبنانيين، وخصوصا "أهل السُّنة" إلى "عدم مقاطعة الانتخابات النيابية أو الاستنكاف، بل المبادرة إلى المشاركة الفعّالة ترشيحا واقتراعا للحؤول دون إخلاء الساحة السياسية للطارئين والمغامرين"، في موقفٍ يتعارض كليا مع المسار الذي اختاره رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، ووُضِع في خانة المواجهة، وخصوصاً أن السنيورة يُعَدّ من الشخصيات الطامحة إلى خلافة سعد، وملء الفراغ الذي تركه على مستوى زعامة الطائفة السُّنية.

كلام السنيورة الذي طغى عليه التصويب على "حزب الله" وإيران، ورسم فيه المبادئ التي تجعل من الانتخابات محطة يجب عدم تفويتها رغم القانون الانتخابي الأعرج وفق تعبيره، أتاه الردّ الأول والأقوى من الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، الذي أكد أن موقف سعد وحده يمثله قبل أن تتبعه تغريدات من مناصري سعد أكدوا مقاطعتهم للانتخابات.

ولم يحسم السنيورة في مؤتمره الصحفي أمس، قراره بالترشح أو العزوف عن خوض الانتخابات، واكتفى بالقول: "لا داعي للعجلة، تفصلنا 3 أسابيع عن موعد إقفال باب الترشيحات (15 مارس المقبل)، وما زلت أدرس الموضوع".

وشدد السنيورة على أن الأزمة في لبنان وطنية لا طائفية أو مذهبية، وقد عبّر عنها الرئيس سعد الحريري، ودق جرس إنذارها البطريرك الماروني بشارة الراعي ومرجعيات إقليمية ودولية.

ولفت إلى أنه لا يمكن إعادة بناء الدولة ما دام "حزب الله" يسيطر على الدولة مستقوياً بسلاحه، ولا يمكن إقامة علاقات سوية وبناءة مع الدول الشقيقة والصديقة.

وأردف قائلاً: "من جانب آخر لا يمكن إلغاء حزب الله من المعادلة الوطنية، لذلك فإنه لا دولة مع سلاح حزب الله، ولكن هناك إمكانية لدولة مع الحزب من دون سلاحه الذي أصبح بالفعل موجهاً إلى صدور اللبنانيين والاشقاء العرب".

وأشار السنيورة إلى أن "النضال البرلماني يجب أن يستمر ضد الارتهان للنفوذ الإيراني الذي بات يحجب ويحمي الفساد السياسي المستشري في الدولة، أما الدعوى للمقاطعة فتنطوي على شبهة أن لبنان فقد قواه الحيّة ورضخ للهيمنة، وهذا غير صحيح، إذ أن إرادة اللبنانيين لم ولن تنكسر، ولذلك فإن الاقتراع هو تعبير عن الاستنكار والرفض لممارسات الهيمنة والفساد والإفساد".

واعتبر أن "تغليب المصالح المشتركة أولى من الالتفات إلى الانتقادات الثانوية، ولا سيما لدى أولئك المؤمنين بضرورة استعادة لبنان لدولته المدنية وكيانه الوطني وسيادته غير المنقوصة".

ويشار إلى أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لم يحسم موقفه رسمياً بعد على صعيد الترشح أو العزوف، فيما عاد اسم السفير السابق نواف سلام، الذي يظهر عند كل "فراغ" في سدة رئاسة الحكومة إلى الواجهة من جديد، ولكن هذه المرة من بوابة المقعد النيابي البيروتي المستقل، بينما أعلن وزير الداخلية الأسبق النائب نهاد المشنوق، عزوفه عن الترشح.

inbound4937518430364860139.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً