post

نصف نهائي مونديال قطر.. أسود الأطلس لكتابة المجد والتاريخ أمام الديوك الفرنسية

رياضة الأربعاء 14 ديسمبر 2022

تتجه أنظار العرب والأفارقة اليوم الأربعاء 14 ديسمبر، إلى ملعب "البيت" بداية من الساعة الثامنة مساء بتوقيت تونس، لدعم المنتخب المغربي في مواجهته القوية أمام نظيره الفرنسي، ضمن منافسات نصف نهائي بطولة كأس العالم قطر 2022، بإدارة الحكم المكسيكي سيزار ارتورو راموس.

ويتطلّع "أسود الأطلس" لمواصلة رحلة الحلم وتحقيق إنجاز جديد، يتمثّل في الوصول إلى المباراة النهائية، لأول مرة في تاريخ مشاركات الدول العربية والأفريقية.

وستكون المواجهة ضد منتخب فرنسا صعبة بصفته بطل العالم في النسخة الماضية والذي يسعى الى الحفاظ على لقبه أمام المغرب. وستشهد المباراة مواجهة نارية بين أقوى هجوم للديوك وأفضل دفاع في البطولة بأكملها لأسود الأطلس .

وكتب المنتخب المغربي اسمه بحروف من ذهب في سجلات كأس العالم، بعدما أصبح أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ الدور قبل النهائي في المونديال، في مسيرة ستظل محفورة في أذهان وقلوب محبي الساحرة المستديرة في الوطن العربي والقارة السمراء.

أصدقاء الأمس أعداء اليوم

وتربط مدافع المنتخب المغربي أشرف حكيمي ومهاجم نظيره الفرنسي كيليان مبابي صداقة وطيدة منذ انضمام الأول إلى صفوف باريس سان جرمان الموسم قبل الماضي، لكن هذه الصداقة ستتوقف اليوم لمدة 90 دقيقة على الأقل، عندما يتواجهان على إستاد البيت في نصف نهائي مونديال 2022 بقطر.

حرب ثنائية

وللمصادفة، ستكون مهمة حكيمي رقابة مبابي، لأنه يلعب في مركز المدافع الأيمن، فيما يشغل مبابي مركز الجناح الأيسر، وبالتالي فإن المنافسة ستكون على أشدها بينهما من أجل هدف واحد هو بلوغ المباراة النهائية للعرس العالمي الأول في الشرق الأوسط.

وستكون مهمة حكيمي وقف الانطلاقات السريعة والمراوغات الرائعة لصديقه مبابي، فيما سيكون على عاتق الفرنسي وقف المساندة الهجومية للأخير لزملائه وإيجاد الثغرة في دفاع الأسود والتي لم ينجح أي من المنتخبات الخمسة «كرواتيا وبلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال» في إيجادها.

ثلاثة قلوب

ووجّه حكيمي رسالة خاصة إلى مبابي عقب تأهل منتخبي بلدهما إلى دور الأربعة، عبر نشره تغريدة عبر حسابه على تويتر، قال فيها «أراك قريبا يا صديقي»، رد عليها الأخير بثلاثة قلوب.

ولم يكن حكيمي مرتاحًا في سان جرمان عندما حطّ الرحال قادما من إنتر ميلان الإيطالي، لكنه وجد ضالته في مبابي أحد أبناء جيله مواليد 1998، فمنذ خطواته الأولى في العاصمة، جعل مبابي الأمور أسهل على حكيمي بفضل إتقانه للغة الإسبانية وتقاسم نفس الاهتمامات حسبما ذكرته صحيفة «لو باريزيان».

ومرّ التيار بسرعة كبيرة بين اللاعبين كما قال المدافع «نحن صديقان جيدان جدا. نشأت الصداقة بيننا بشكل طبيعي.. ما يعجبني، يحبه هو أيضًا.. لدينا نفس المشاعر».

صديق وفي

ووجد حكيمي المنتمي إلى عائلة مغربية مهاجرة في إسبانيا، على غرار زميله المولود في فرنسا من أب كاميروني وأم جزائرية، في مبابي الصديق الوفي الذي ساعده على التأقلم في باريس ولغة لا يفقهها، حتى في قمة التركيز والعزلة عن العالم الخارجي في معسكر المنتخبين، بقي التواصل بين اللاعبين مستمرا إن كان على أرضية الملعب من خلال احتفالاتهما بالأهداف على طريقة البطريق، أو خارجه عبر زيارة النجم الفرنسي لزميله في فندق الإقامة قبل مواجهة إسبانيا في ثمن النهائي، أو تفاعل مبابي مع ركلة الترجيح الحاسمة التي سجلها حكيمي في مرمى الإسباني أوناي سيمون.

ونشر مبابي تغريدة كتب فيها: «أشرف حكيمي» إلى جانب بعض الرموز التعبيرية منها صورة بطريق وقلب وتاج.

علاقة وطيدة

وتجمَع حكيمي مع زميله مبابي، علاقة صداقة وطيدة منذ سنوات، حيث عهدا دائمًا على مشاركة صورهما معا خارج الملعب، كما يسافران معا، أبرزها عندما تواجدا في العاصمة مدريد أواخر الموسم الماضي، عندما كان النجم الفرنسي مرشحا للانتقال إلى ريال مدريد الإسباني قبل أن يقرر البقاء في باريس.

وقتها وجد حكيمي نفسه أمام نيران الانتقادات، بين من اعتبره محرّضا لمبابي على الرحيل ومن يرى أنه ممتعض من النادي الملكي الذي رفض إعادته إلى صفوفه عقب انتهاء إعارته مع بوروسيا دورتموند الألماني ثم إنتر ميلان الإيطالي.

وخرج حكيمي الذي كانت عدسات الكاميرات وميكروفونات وسائل الإعلام تترصده للحديث عن مستقبل مبابي، ليقول «مبابي سعيد في باريس سان جرمان، والكل يرى تركيزه التام على الفريق وأهداف النادي.. لم أتحدث مع مبابي في هذا الموضوع، بل وسائل الإعلام هي من تأخذ الأمور خارج سياقها».

ولكن حكيمي عاد وكشف عقب تمديد مبابي للعقد أنه كان على علم بأنه باق، وقال في حديث لقناة «موفيستار» الإسبانية: «لقد علم زملائي خبر تمديده للعقد يوم إعلانه بالملعب، ولكن بما أن لدي صداقة مع كيليان، فقد عرفت ذلك قبل أيام قليلة».

توقع صائب

وصدق حدس مبابي عندما أعلن في المعسكر الإعدادي لباريس سان جرمان في الدوحة قبل انطلاق الموسم أن المغرب وفرنسا سيلتقيان في المونديال.

وقال بابتسامة عريضة وباللغة الإنجليزية في فيديو نشره نادي العاصمة على قناته الرسمية «سأضطر إلى تدمير صديقي»، رد عليه حكيمي بـ«سأضربه». وضحك مبابي ورد: «هذا يحطّم قلبي قليلا، لكن كما تعلم، كرة القدم هي كرة القدم.. يجب أن أقتله».

لقاء حاسم

وستكون مباراة اليوم الأربعاء حاسمة بين الثنائي المتفاهم جدا، لأن الفائز بها سيخطو خطوة على حساب الآخر لتحقيق حلم لامسه وساهم فيه مبابي في النسخة الأخيرة في روسيا عام 2018، ويطمح حكيمي إلى معانقته للمرة الأولى في تاريخ بلاده لتأكيد مشواره الرائع في البطولة الحالية. وسيضع مبابي وحكيمي الصداقة بينهما جانبا خلال المباراة، ولكن بعدها سيكون كلام آخر!

المغرب-وفرنسا.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً