post

هل أن تقارب السعودية مع روسيا والصين بداية لتحالف استراتيجي أم تهديد لإدارة بايدن؟

العالم الثلاثاء 22 مارس 2022

شهد العامان الماضيان تقاربا لافتا بين السعودية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، وجاء تطور هذه العلاقات بعد انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي كثيرا ما هاجم بعض سياسات الرياض.

وفي بداية أزمة أوكرانيا وبدء التدخل العسكري الروسي هناك، كان موقف السعودية ضبابيا، ثم ما لبث أن ظهر بأنه محايد، على الرغم من أنها رفضت زيادة إنتاجها من النفط لتعويض النقص الحاصل بسبب الحرب، كذلك لم تعلن رسميا فرض عقوبات على موسكو.

من جهة أخرى تنامت علاقة الرياض مع بكين، ووصلت ذروتها بتوقيع اتفاقيات تجارية بين البلدين، كذلك أفادت تقارير صحفية بأن السعودية تدرس قرار تسعير النفط باليوان الصيني وليس بالدولار.

وأثار تقارب الرياض مع بكين وموسكو وبنفس الوقت فتور العلاقة مع إدارة الرئيس بايدن تساؤلات حول ما إذا كان هذا التقارب بداية لتحالف استراتيجي أم أنه مجرد تهديد لإدارة بايدن؟ كما برزت تساؤلات حول دوافع الرياض من هذا التقارب وما أسبابه.

الخلاف مع إدارة بايدن

وفي ذات الصدد نشرت صحيفة "وول ستريت جونال" الأمريكية مقالا لهيئة التحرير، تساءلت في عنوانه عن الكيفية التي خسر فيها بايدن السعودية.

ووصفت الصحيفة في مقالها تعامل إدارة بايدن مع السعودية بـ"الأخرق"، وجاء هذا الوصف وفقا للصحيفة بعد الأنباء التي ذكرت أن الرياض تنوي استخدام اليوان بدلا من الدولار في تعاملاتها النفطية.

وأشار المقال إلى أن إدارة بايدن قامت بتخريب العلاقة مع السعودية بين الحين والآخر، وبكل الوسائل، وأكد أن السعوديين سئموا من هذا الأمر. وأوضحت الصحيفة أن من بين الأسباب التي ساهمت بفتور علاقة الرياض مع إدارة بايدن، إنهاء الدعم الأمريكي لحرب المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

كما أن الحكومة الأمريكية أزالت الحوثيين من قائمة الإرهاب، أيضا أرجأ البيت الأبيض بيع الأسلحة المقرر للرياض، وهي صفعة في وجه الأمن السعودي لم يكن من الممكن التراجع عنها حتى أواخر العام الماضي، وفقا للصحيفة. وأشارت إلى أن بايدن ومستشاروه يقولون إن الأمر كله يتعلق بحقوق الإنسان.

ويدفع التقارب السعودي الصيني الروسي، وكذلك الفتور في العلاقة مع بايدن للسؤال حول ما إذا كانت علاقة السعودية مع الصين استراتيجية أم أنها مجرد تهديد للرئيس الأمريكي؟ كذلك كيف سترد واشنطن؟

واعتبر الباحث السياسي السعودي مبارك آل عاتي أن "علاقة الرياض مع بكين استراتيجية لمصلحة البلدين الصديقين، مع التأكيد على أن هذه العلاقات لا تقوم على أنقاض علاقات أخرى وليست موجهة ضد أي دولة أخرى".

وأضاف في تصريح صحفي: "هذه العلاقات تصب في مصلحة علاقات المملكة مع بقية الدول، حيث تلتزم المملكة باستمرار علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية التي بنيت على مدار ثمانية عقود".

وتابع: "بصفتي كمراقب أرى أن السعودية تؤمن بأن علاقاتها دائما مع أمريكا كدولة وليس مع الرئيس، خصوصا أن إدارات البيت الأبيض تتعاقب وتتغير، ولذلك تعمد المملكة لإقامة علاقات متينة مع أمريكا كدولة وحليف استراتيجي، مؤمنة بأن الرؤساء يتعاقبون رئيسا تلو الرئيس، لذلك تتمسك المملكة باستمرار هذه العلاقات".

وأوضح آل عاتي بأن "الرياض تحتفظ بعلاقات استراتيجية تاريخية مع أمريكا، وبنفس الوقت تسعى أيضا لإقامة علاقات استراتيجية مع روسيا والصين".

inbound43453190510623708.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً