post

هل ترضخ مصر للضغط الدولي وتدين الهجوم الروسي؟

العالم الجمعة 04 مارس 2022

تدفع الدول الغربية باتجاه تبني مصر موقفا واضحا من الحرب في أوكرانيا، بعد أيام من تبني القاهرة سياسة مسك العصا من المنتصف وعدم إطلاق وصف "الحرب" على ما يجري على الأراضي الأوكرانية التي تتعرض لحرب شاملة.

ودعا سفراء مجموعة السبع، مصر إلى إصدار "إدانة واضحة" للغزو الروسي غير المبرر ودعم "وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا"، وأكدوا أن المجموعة تعمل على فرض المزيد من العقوبات على روسيا خلال الأيام القادمة.

وقال سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، في بيان مشترك، إن الحكومة الروسية في هجومها على أوكرانيا تخرق أبسط قواعد النظام الدولي، بطريقة غير مسبوقة أمام أعين العالم.

وأعرب البيان عن أمله في أن الحكومة المصرية تتمسك بنفس مبادئ السلام والاستقرار وسلامة النظام القائم على القواعد الدولية، وأشار إلى أنه يتطلع إلى تمسك شركاء مجموعة السبع بما في ذلك مصر بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة.

وفي محاولة لاستقطاب الجانب المصري، حذر البيان من أن مصر تعاني بالفعل من جراء الهجوم الروسي، خاصة أنها أكبر مستورد للقمح في العالم، وأوكرانيا هي من أكبر مصدري القمح، وأصبحت هذه التجارة الحيوية مهددة بفعل حرب عبثية، تشنها روسيا على أوكرانيا ما يعني ارتفاع أسعار القمح والسلع الغذائية في مصر وأفريقيا.

موقف محايد

وكانت مصر تبنت منذ الساعات الأولى للحرب موقفا محايدا، عبر بيانها الذي دعت فيه جميع الأطراف إلى الحوار، واكتفت بالإعراب عن قلقها البالغ، من التطورات المُتلاحقة اتصالًا بالأوضاع في أوكرانيا، دون أن تسميها حربا.

وأكد البيان "أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية، والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيًا بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف أو تدهوره، وتفاديًا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والصعيد العالمي".

واستبعد مساعد وزير الخارجية المصري سابقا، السفير عبد الله الأشعل، أن تغير مصر من موقفها من الأزمة الروسية الأوكرانية، وقال: "الدول السبع تريد توريط مصر، لكن الحقيقة هي أن الصراع بين الغرب وبين روسيا ومسرحه في أوكرانيا ومن الممكن أن يكون غدا في منطقة أخرى بالتالي مصر ليست طرفا في الأزمة".

اجتماع طارئ

ودعت مصر، مطلع الأسبوع الجاري، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين بناء على طلب مصر؛ للتباحث حول تطورات الأوضاع الجارية في أوكرانيا.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في رسالته إلى الاجتماع، والذي حمل نفس وجهة نظر النظام المصري: "إننا ندرك مواقف جميع الأطراف وهي جميعا أطراف صديقة، ونؤمن بأنه كان من الضروري تكثيف العمل من أجل التوصل إلى ترتيبات ترضي الجميع بدون اللجوء إلى القوة العسكرية لأن الحروب لها تكلفتها الحزينة والمرتفعة بكل أسف".

وشهدت الأيام القليلة الماضية حملة إعلامية من قبل روسيا وأوكرانيا عبر سفارتيهما في القاهرة من أجل تعزيز وجهات نظرهما فيما يدور على الأرض، وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن محاولة تضليل الرأي العام المحلي المصري، وتحولت حسابات السفارتين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات للحرب الإعلامية.

inbound7623861034209374061.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً