post

هل تفتح زيارة أردوغان للسعودية صفحة جديدة من سياسة صفر مشاكل؟

العالم السبت 30 أفريل 2022

أنهى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، زيارته إلى مدينة جدة السعودية، هي الأولى من نوعها منذ عام 2017، حيث التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، لتنتهي بذلك مفاعيل الأزمة التي ضربت العلاقات الثنائية بين البلدين واستمرت عدة سنوات، وسط استكمال أنقرة سياستها تصفير المشاكل في العلاقات مع دول الإقليم.

وبعد حوالي خمس سنوات من التوتر الذي طبع علاقات الرياض وأنقرة، زار الرئيس التركي، السعودية الخميس، في محاولة لطي صفحة الخلاف واستعادة الدفء في علاقات البلدين.

واعتبر أردوغان، الذي رافقه في زيارته إلى السعودية عدد كبير من الوزراء، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، في سلسلة تغريدات مساء الخميس، أن زيارته إلى السعودية "ستفتح الأبواب أمام عهد جديد مع المملكة الصديقة والشقيقة".

وكتب أردوغان، الذي أدى مناسك العمرة أمس الجمعة، "نحن كدولتين شقيقتين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية، نبذل جهوداً حثيثة من أجل تعزيز جميع أنواع العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبدء حقبة جديدة بيننا".

وأعرب أردوغان عن ثقته بأن زيادة التعاون بين تركيا والسعودية في مجالات، مثل الصحة والطاقة والأمن الغذائي وتكنولوجيا الزراعة والصناعات الدفاعية والتمويل، ستصب في المصلحة المشتركة للبلدين.

حرص على أمن الخليج

وأكد أردوغان حرص تركيا على أمن واستقرار منطقة الخليج. وكتب: "نحن نؤكد في كل مناسبة أننا نولي أهمية لاستقرار وأمن أشقائنا في منطقة الخليج مثلما نولي أهمية لاستقرارنا وأمننا. نؤكد أننا ضد جميع أنواع الإرهاب، ونولي أهمية كبيرة للتعاون مع دول منطقتنا ضد الإرهاب".

وكان أردوغان جدد، في مؤتمر صحفي قبيل سفره إلى السعودية، إدانته للاعتداءات التي طاولت السعودية عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ، وأكد أن "تركيا تشدد في كل مناسبة على أهمية تعاون بلدان المنطقة ضد كافة التنظيمات الإرهابية".

ولم تكن هذه الزيارة لتتحقق لولا سلسلة من المصالح المشتركة والخطوات المتبادلة التي تزامنت مع تحولات في السياسة الخارجية لتركيا وتطورات متسارعة عالمياً.

وكانت خلافات عديدة طغت على العلاقات بين تركيا والسعودية، منها وجهات النظر المختلفة حيال التطورات السياسية والأمنية بالمنطقة، خصوصاً التي رافقت "الربيع العربي" والثورات المضادة، والموقف من الأزمة الخليجية والتطورات في ليبيا ومصر وشرق المتوسط.

وكانت العلاقة تأزمت، بشكل كبير، مع مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في العام 2018. وعلى الرغم من أن القضية أدت إلى حجب وسائل إعلام البلدين بشكل متبادل، وحظر سعودي على استيراد البضائع التركية، وتراجع السياحة السعودية والحجم التجاري بين البلدين، فإن العلاقات بين الطرفين لم تنقطع نهائياً.

لقاءات ومتغيرات أدت للتطبيع

وبدأت مراحل التطبيع بحوارات ولقاءات على صعيد وزيري الخارجية على هامش المؤتمرات الدولية. وتزايد هذا الأمر مع تغير المواقف الإقليمية والدولية والمصالحة الخليجية وتطبيع تركيا علاقاتها مع دول حليفة للسعودية، كالإمارات ومصر. وكان أردوغان أعلن، في فيفري الماضي، أنه سيزور السعودية، لكن الزيارة تأخرت لنهاية أفريل الحالي، لحل بعض مطالب الطرفين.

ومن الواضح أن زيارة أردوغان ستكون مقدمة من أجل استعادة العلاقات زخمها بين البلدين، في ظل التطورات والتوازنات الجديدة، والسياسة التركية الواضحة بتصفير المشاكل، حيث يسعى أردوغان لتهدئة الملفات الخارجية والتفرغ للقضايا الداخلية والاقتصادية، وصولاً إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية المنتظر أن تُجرى في العام 2023.

inbound1148406948696583886.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً