post

هل تلعب تركيا دورا في حلّ الأزمة الروسية الأوكرانية؟

العالم الخميس 27 جانفي 2022

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، أنه من "الحماقة" أن تهاجم روسيا أوكرانيا. وأشار إلى أن بلاده في تلك الحالة ستقوم بما يلزم باعتبارها عضواً في حلف شمال الأطلسي.

وقال أردوغان في مقابلة، مع محطة (إن.تي.في) التلفزيونية، إنه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا، في إطار اقتراح لاستضافة الجانبين لاعتماد طريق الدبلوماسية والسلام. وأوضح أنه يتوقع رداً من موسكو، وأضاف أردوغان أن هناك حاجة لحوار شامل يعالج بعض مخاوف روسيا الأمنية، بينما يوضح لموسكو أن بعض مطالبها غير مقبولة.

كما أعرب أردوغان عن أمله بألا تهاجم روسيا أوكرانيا عسكرياً، واعتبر أن خطوة من هذا القبيل ستكون عملاً أحمقا بالنسبة إلى روسيا أو للمنطقة على حد سواء، وتابع الرئيس التركي: "ثمة حاجة لحوار يرعى السمع لروسيا ويزيل مخاوفها الأمنية المنطقية".

كما أكد أن بلاد مستعدة لعمل كل ما هو ضروري، وقد نقلت هذه الرسائل إلى الرئيس بوتين والرئيس (فولوديمير) زيلينسكي، وأشار  إلى أن كلاً من روسيا وأوكرانيا تدركان صدق تركيا وحسن نيتها.

وأضاف أردوغان أن الأزمة يجب أن تحل "مع تجنب استخدام القوة… نأمل أن تنجح مبادرة حلف شمال الأطلسي في هذا الصدد". وكشف عن زيارة مرتقبة له لرئيس أوكرانيا زيلينسكي في أوائل فيفري لمناقشة الأزمة وسيجتمع أو يتصل ببوتين قريباً.

ويشار إلى أن تركيا عرضت الوساطة في الأزمة لأول مرة في نوفمبر الماضي ، وقالت مصادر دبلوماسية الأسبوع الماضي إن كلا من روسيا وأوكرانيا منفتحتان على أن تلعب تركيا دوراً في حل الأزمة.

وتتمتع أنقرة بعلاقات جيدة مع كل من كييف وموسكو، لكنها تعارض السياسات الروسية في سوريا وليبيا، فضلاً عن ضمها شبه جزيرة القرم في 2014. وباعت تركيا أيضاً طائرات مسيرة متطورة لأوكرانيا، مما أثار غضب موسكو.

وكان حشد القوات الروسية في روسيا البيضاء وقرب جارتها أوكرانيا، وهي جمهورية سوفييتية سابقة، أثار مخاوف من أن روسيا تخطط لشنِّ هجوم جديد على أوكرانيا. وضمَّت روسيا منطقة شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، ودعمت انتفاضة موالية لروسيا في شرق أوكرانيا، فيما تنفي موسكو وجود أي خطة من هذا القبيل، لكنها تقول إنها قد تتخذ تدابير "عسكرية تقنية" غير محددة ما لم تتم تلبية مطالبها، وأوضحت واشنطن بالفعل علناً أن بعض هذه المطالب غير قابلة للتحقيق.

أما بخصوص مطالب روسيا، فهي تتمثل في حظر انتشار الناتو بالدول التي انضمت إلى التحالف العسكري الغربي بعد عام 1997، ما لم يوافق الكرملين عليه.

وفي حال وافق الناتو على المقترحات التي قدَّمها الكرملين فسيتعين عليه سحب جنوده ومنظومات دفاعه الصاروخية من بولندا ورومانيا، وكذلك من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

وسيصبح الناتو ملزماً علناً بالتنصل من وعدٍ قطعه عام 2008 بأنه سيسمح لأوكرانيا وجورجيا يوماً ما بالانضمام إلى الحلف. وقال بوتين (69 عاماً) إن روسيا ستعتبر قبول أوكرانيا في الناتو تهديداً لأمنها القومي. وهددت روسيا بأنها قد "تضطر" إلى نشر صواريخ نووية متوسطة المدى على حدودها الغربية مع أوروبا إذا رُفضت مطالبها.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، أمس الأربعاء، إن كل المؤشرات تدل على إمكانية استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوة ضد أوكرانيا منتصف فيفري 2022.

وصرحت شيرمان خلال محادثة افتراضية استضافها منتدى "استراتيجية يالطا الأوروبية": "لا أعرف ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قراره النهائي (بغزو أوكرانيا)". قبل أن تستدرك بالقول: "لكننا بكل تأكيد نرى كل المؤشرات تدل على أنه سيستخدم القوة العسكرية في وقت ما، ربما الآن أو بحلول فيفري".

inbound8372069002212010293.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً