post

هل تنجح جهود تركيا في حلّ الأزمة بين أوكرانيا وروسيا؟

صحافة السبت 05 فيفري 2022

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الموقف الأوروبي والأمريكي حيال الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، وسط مساع منه للتوسط بين البلدين الحليفتين لتركيا، ما يثير التساؤلات حول إمكانية نجاح هذا الجهد.

وقال أردوغان في رحلة عودته من أوكرانيا، إنه لا توجد مساهمات من أجل حل الأزمة من الغرب، ويمكن القول إنهم يضعون العصي في الدواليب. وأضاف أن لدى أوروبا "أزمة قائد" بعد غياب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وتابع أردوغان بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يظهر موقفا إيجابيا حيال الأزمة، ولفت إلى عدم إحراز أي تقدم في المباحثات التي جرت بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه يولي أهمية كبيرة للقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع توافق مع نظيره الأوكراني زيلينسكي في هذا الخصوص. وحول لقائه مع نظيره الأوكراني، أوضح أردوغان أنه أبلغ زيلينسكي استعداد بلاده للوساطة، وأشار إلى أنه توصل معه إلى تفاهم بهذا الشأن.

وأضاف: "في حال تكليفنا بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بعد لقائي ببوتين، فإننا نقبل هذه المهمة وسنعمل على أداء المسؤولية الملقاة على عاتقنا". ونوه إلى أن بلاده ستحدد أولا موعد اللقاء، ثم جمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي، وأعرب عن تمنيه لتحقيق ذلك.

وقال: "أتمنى أن نتمكن من عقد هذا الاجتماع، إن نجحنا في عقد الاجتماع دون اللجوء لاجتماعات ذات مستوى منخفض (دبلوماسيا)، فأنا على ثقة بأننا سنحقق نتائج تفتح باب فرص الحل في المنطقة". وأكد أردوغان استعداد بلاده لاستضافة قمة للزعيمين الروسي والأوكراني، أو استضافة مباحثات بين البلدين على المستوى الفني.

من جانبها، أشارت الكاتبة التركية هاندا فرات في تقرير على صحيفة "حرييت"، إلى أن الطريق أمام تركيا من أجل التوسط وإيجاد حل للأزمة دبلوماسيا ليس سهلا.

وأوضحت، أنه لنفترض أن أوكرانيا وافقت على ذلك، فإن المشكلة هي كيفية تعاطي روسيا مع المقترح التركي، ولفتت إلى أن موسكو غير مرتاحة للتقارب بين أنقرة وكييف.

وأضافت أن موقف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، والمملكة المتحدة فيما يتعلق بعرض الوساطة التركية أيضا غير واضح، وحتى إن لم تستطع أن تكون وسيطا، فلا شك في أن تركيا يمكنها تقديم النصائح ولعب دور في الحد من التوترات، ولفتت إلى أن أنقرة التي أكدت عدم انحيازها لأي طرف ستبرز دعوتها للاعتدال.

وأشارت إلى أهمية مراعاة العلاقات الخاصة والمعقدة لتركيا العضو في حلف "الناتو" مع روسيا، وتعد قضية الغاز الطبيعي والسياحة والتجارة والملف السوري لا سيما إدلب، أوراقا رابحة بالنسبة لموسكو.

وأكدت أن تركيا تمارس دبلوماسية على "حبل رفيع"، ولا ينبغي أن تخل بالتوازن، وفي هذه الظروف المعقدة إذا تمكنت من إيجاد حل بالدبلوماسية فسيتحقق نجاح تاريخي لها.

وقال الأكاديمي التركي كورشات زورلو في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، إنه يجب على تركيا صياغة خطة عملها وخطابها بشأن الوساطة على نقطتين أساسيتين، الأولى أمن المنطقة لا سيما حزام البحر الأسود، والثانية مخاوفها الأمنية.

وأوضح أن تلك النقطتين ترتبطان ببعضهما البعض، لأن استقرار وأمن البحر الأسود يرتبط ارتباطا وثيقا بتركيا، وفي هذه المرحلة يتضح مرة أخرى مدى أهمية اتفاق "مضيق مونترو" الذي يثار بين الحين والآخر.

وأضاف أن الولايات المتحدة و"الناتو" يريدان زيادة وجودهما العسكري في البحر الأسود في استراتيجيتهما لتطويق روسيا، وبالتالي التحكم في الطريق إلى قلب روسيا، وعلى الرغم من أنها عضو في حلف شمال الأطلسي يجب على تركيا ألا تترك الباب مفتوحا وألا تكون مرنة أمام هذا التوجه.

ونوه إلى أنه لا يبدو أن الوساطة المباشرة من تركيا مقبولة من روسيا كثيرا، وستكون نظرتها للعلاقات التركية الأوكرانية من جهة، ولسعي موسكو لمواصلة مباحثاتها المباشرة مع واشنطن في ظل الصراع على القوة السائد تأثير على ذلك.

وأضاف أنه بالإمكان استدعاء منظمة أخرى لم يجر الحديث عنها سابقا إلى اللقاءات وهي "منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود"، ورغم أنها منظمة اقتصادية لكن هدفها الأساسي هو ضمان سلامة واستقرار منطقة حوض البحر الأسود.

وأشار رئيس مركز سيتا للدراسات، برهان الدين دوران، في تقرير على صحيفة "صباح"، إلى أن تركيا لا ترى بأن تعميق التعاون مع أوكرانيا في العديد من المجالات سواء التجارية أو صناعات الدفاع، يؤثر سلبا على علاقاتها مع روسيا.

وأوضح الكاتب التركي دوران، أن تركيا تؤكد على الدبلوماسية من أجل منع حرب محتملة في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن خطر تحول الأزمة الأوكرانية إلى حرب على صعيد أوروبا، وتبذل جهدا من أجل تسخير علاقتها الوثيقة مع كل من روسيا أوكرانيا من أجل الحل.

ولفتت أنقرة في الآونة الأخيرة إلى حالة عدم الاستقرار التي يمكن أن تجلبها الأزمة إلى البحر الأسود، كما قال الكاتب التركي الذي أشار إلى أن أردوغان قام بمهمة مختلفة في زيارة لأوكرانيا بخلاف الشخصيات الغربية حيث تسعى تركيا جاهدة لضمان ألا تصبح أوكرانيا الشريك الاستراتيجي ضحية صراع بين الغرب وروسيا، ولذلك لا تخفي رغبتها للقيام بمهمة الوساطة.

وأشار الكاتب إلى أن بوتين سيجري زيارة قريبا إلى تركيا، ورأى أن هذه الحركة الدبلوماسية لأردوغان يمكن أن تسهم إسهاما جديا في منع الأزمة الأوكرانية للتحول إلى حرب.

inbound9000538803626979753.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً