post

هل ستقف الصين مع روسيا أم تختار مصالحها مع الغرب؟

صحافة الأربعاء 16 فيفري 2022

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لأنتوني فايولا، تساءل فيه عن المدى الذي يمكن فيه للصين المضي فيه ودعم روسيا في الأزمة الحالية مع أوكرانيا.

وقال الكاتب في المقال إن استعراض الصداقة الصينية - الروسية في بيكين كان دافئا بدرجة كافية لأن تذيب نهر سيبريا الجليدي. ولفت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضر افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بيكين، والتي قاطعها الرئيس الأمريكي جو بايدن وعدد من قادة الدول الغربية.

وأشار إلى أن روسيا والصين أصدرتا بيانا مشتركا وجاء في 5.300 كلمة بمثابة أطروحة عن مخاطر التفوق الأمريكي والدعوة لإعادة التفكير في كل شيء من تعريف واشنطن للديمقراطية إلى طريقة رقابة الإنترنت.

وأوضح أن روسيا والصين، قامتا بتوثيق العلاقات القائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركة والأعداء أيضا في ظل التصعيد المستمر في أوكرانيا، حيث اقترح بيان الزعيمين المشترك أنه خطة طريقة لمحور الديكتاتوريين يعمل كمواز قوي للغرب الديمقراطي، حتى في الوقت الذي حاولا فيه حرف تعريف الديمقراطية نفسها.

وحاول "بيان بيكين" كما أطلق عليه المعلق ديفيد إغناطيوس تقديم رؤية جديدة تقوم على عالم متعدد الأقطاب وضرورة "إعادة توزيع القوة". وكتب إغناطيوس: "حاول الزعيمان تكييف علامة أمريكا الديمقراطية وجادلا أنها "القيم الإنسانية العامة وليس تميزا لعدة دول" بمعنى أن الديمقراطية تعني أي شيء نقوله".

وتساءل الكاتب إلى أي مدى تذهب فيه الشراكة بين روسيا والصين التي جرى تغليفها من جديد وما مدى استعداد الصين لمساعدة روسيا؟ وأشار إلى أن مستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي، ناقش الأسبوع الماضي في محاضرة أمام المجلس الأطلنطي أن الصين التي تعترف بالحكومة الأوكرانية وعقدت معها اتفاقيات تجارية لن تدعم غزوا روسيا. ولكنها "ستلوم الولايات المتحدة وتلوم الغرب على استفزازه وفشلهم في التعامل مع المصالح الروسية الشرعية".

ونفت الصين التقارير التي اقترحت أن شي جين بينغ طلب من فلاديمير بوتين عدم غزو أوكرانيا أثناء الألعاب الأولمبية لكي لا يسرق الأضواء منها. ورأى أن الصينيين لا يهتمون كثيرا بالسلوك الديكتاتوري ويتعاملون تجاريا مع أنظمة قبيحة، ولكن الصين بشكل عام تعارض التدخلات الأجنبية وتقدم الأولويات الاقتصادية وغالبا ما تحوط رهاناتها.

وكتب دانيال شاتس المحلل الدفاعي في "ديفنس وان" أن الإعلام الصيني يتعرض لرقابة شديدة وبيانات الحكومة تظهر "ميولا لقبول التأطير الروسي" للموضوع الأوكراني.

ونبّه إلى أن العلاقات الصينية- الروسية، سمحت لموسكو بنشر قواتها من الحدود الصينية قريبا لأوكرانيا، وذلك حسب بوني غلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارسال الألماني.

واقترحت "فورين بوليسي" أن الصين التي تركز هذه المرة على عدة موضوعات تتعلق بعلاقتها مع الولايات المتحدة، بما في ذلك مصير تايوان، قد تكون مستعدة لتحمل ثمن كسر أي محاولة غربية لعزل روسيا، بما في ذلك ماليا.

وقالت: "في السياق الاستراتيجي الأوسع حيث ترى بيكين نفسها في منافسة شديدة مع الولايات المتحدة فإن تعزيز العلاقات مع روسيا الآن يستحق الثمن في العلاقة مع بعض قادة أوروبا الغاضبين وثمن متوسط للعلاقة مع أوكرانيا".

ونقل موقع "بلومبيرغ نيوز" عن ثلاثة مسؤولين قولهم إن الصين تنظر لتعامل إدارة بايدن مع الأزمة الأوكرانية كفحص لردها حالة غزت تايوان، فالموقف المحارب هناك في تصاعد مستمر، ففي الشهر الماضي حاولت الطائرات التايوانية تحذير الصين من 39 توغلا في مجالها الجوي وبيوم واحد، وهو أعلى رقم منذ أكتوبر.

inbound8070089482476720689.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً