post

هل يحصل الغزو الروسي لأوكرانيا خلال الأولمبياد؟

صحافة السبت 12 فيفري 2022

أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة، أن غزوا روسيّا لأوكرانيا "قد يحدث في غضون أسبوع، وربما خلال اليومين المقبلين"، وحث الأميركيين على مغادرة أوكرانيا "في غضون 24 إلى 48 ساعة".

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يحصل أثناء الألعاب الأولمبية الشتوية وليس بعدها. وأوضح سوليفان، في إفادة صحفية إن هجوما روسيا قد يبدأ في "أي يوم الآن"، وسيبدأ على الأرجح بهجوم جوي، ومن الممكن القيام بعملية تقدم سريع صوب العاصمة كييف.

وأضاف سوليفان أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر أمرا قاطعا ببدء الغزو. وقال إنه يتوقع أن يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الاتصال هاتفيا ببوتين قريبا بشأن الأزمة.

وأعلن الكرملين، أن اتصالا هاتفيا سيجرى بين بوتين وبايدن، السبت 12 فيفري.

وأشار سوليفان إلى أن الولايات المتحدة مستعدة  للرد على روسيا بطريقة صارمة مع حلفائها وهذا سيشمل عقوبات اقتصادية قاسية. وأعلن البيت الأبيض، أن بايدن وقادة غربيون اتفقوا على تنسيق الجهود لردع أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا.

ونقلت وكالة بلومبيرغ، عن مسؤولين أمريكيين، أن خطوة روسيا بغزو أوكرانيا قد تبدأ يوم الثلاثاء المقبل وقد تكون من دونباس أو باستهداف كييف.

وقالت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، إن مصادر استخبارية، توقعت أن يبدأ غزو روسي للأراضي الأوكرانية، قبل انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة في الصين. وأشارت الشبكة إلى أن المعلومات الاستخبارية، متوفرة لدى أمريكا وحلفائها، وتشير إلى أن الهجوم يمكن أن يكون وشيكا قبل انتهاء الألعاب الشتوية.

وكانت التقييمات السابقة، تشير إلى أنه من غير المرجح قيام موسكو بالهجوم، إلا بعد انتهاء الأولمبياد في العشرين من الشهر الجاري، لكن المعلومات الجديدة يكشف عنها وسط تصاعد التحذيرات من الغزو الروسي عقب الحشودات الكبيرة التي باتت على الحدود وبدء مناورات روسية قرب القرم.

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من نشوب حرب عالمية في أي لحظة، ودعا مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا، فيما لم يستبعد وزير خارجيته حدوث الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا في أي وقت خلال الفترة المقبلة، في وقت تجري فيه محادثات في موسكو بين وزير الدفاع الروسي ونظيره البريطاني لبحث تطورات الأزمة.

ودعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الرعايا الأمريكيين المتواجدين في أوكرانيا، للمغادرة فورا، وأشار إلى أن إرسال قوات أمريكية للإجلاء سيكون بمثابة حرب عالمية.

وقال بايدن إن الأمور قد تتدهور بسرعة في أوكرانيا عند اندلاع الحرب، وإن على المواطنين الأمريكيين مغادرتها في الوقت الحالي، وأضاف أنه "لن يرسل قوات إلى أوكرانيا لإجلاء الرعايا الأمريكيين إذا وقع غزو روسي".

وتابع الرئيس الأمريكي أنه "عندما يبدأ الأمريكيون والروس إطلاق النار على بعضهم، فإن الأمر سيكون حربا عالمية". وأضاف بايدن أنه ليس هناك شيء مماثل للتعامل مع تنظيم إرهابي، ونحن نتعامل مع أحد أكبر جيوش العالم في إشارة للجيش الروسي. ولفت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن يفعل أي شيء قد يكون له تأثير سلبي على المواطنين الأمريكيين، وأشار إلى أن الأمور من الممكن أن تتفاقم وتصبح جنونية بشكل سريع في أوكرانيا.

وقال مصدر مطلع لوكالة رويترز، أمس الجمعة، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اجتمع مع مستشاريه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض مساء الخميس، لمناقشة الحشد العسكري الروسي في محيط حدود أوكرانيا.

وقال المصدر إن لهجة موسكو تزداد شدة، وإن روسيا سيرت 6 سفن حربية في البحر الأسود وأضافت المزيد من المعدات العسكرية في روسيا البيضاء، مما دفع المسؤولين الأمريكيين للاعتقاد بأن الأزمة وصلت فيما يبدو إلى مرحلة حرجة.

وكانت الخارجية الأمريكية حذرت رعاياها من السفر إلى أوكرانيا وفق المستوى الرابع، وهو الأعلى، بسبب المخاوف المتزايدة من عمل عسكري من قبل روسيا، كما طالب بيان للخارجية الأمريكية أولئك الموجودين في أوكرانيا بالمغادرة فورا عبر الوسائل التجارية أو الخاصة.

وأوصت الوزارة في الوقت نفسه أولئك الذين يفضلون البقاء في أوكرانيا بالحرص وتوخي الحذر الشديد بسبب العمليات القتالية المحتملة إذا قامت روسيا بعمل عسكري.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن روسيا أرسلت مزيدا من القوات إلى حدودها مع أوكرانيا، وأنها قد تغزو جارتها في أي وقت، وأشار إلى أن بلاده تواصل "خفض" عدد الموظفين في سفارتها في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي في اجتماع مع نظرائه من تحالف "الحوار الأمني الرباعي" الأسترالي والهندي والياباني (كواد) في ملبورن، إنه "ببساطة، ما زلنا نرى مؤشرات مقلقة جدا على تصعيد روسي، بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية".

وأضاف: "كما قلنا من قبل، نحن في مرحلة يمكن أن يبدأ فيها الغزو في أي وقت، ولكي نكون واضحين، فإن ذلك يشمل فترة الأولمبياد الشتوي"، المنعقدة حاليا في العاصمة الصينية بكين.

كما أشار كبير الخارجية الأمريكية، إلى أن "الولايات المتحدة ستواصل خفض أعداد الموظفين في سفارتها بأوكرانيا"، ووصف حشد روسيا قواتها على الحدود الأوكرانية بأنه "يشكل تحديا للنظام العالمي".

وكان البيت الأبيض قال إن بايدن سيجري اتصالا مع زعماء غربيين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي لمناقشة الحشد العسكري الروسي المستمر حول أوكرانيا.

وأضاف البيت الأبيض أن زعماء كندا، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا، ورومانيا، وبريطانيا، وحلف شمال الأطلسي سيشاركون في الاتصال، بحسب ما نشرته رويترز.

وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، حيث هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوما على أوكرانيا، فيما ترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.

وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إن الدول الغربية، بمساعدة وسائل الإعلام، تنشر معلومات كاذبة، بالإشارة إلى أن موسكو ربما تخطط لغزو أوكرانيا.

وأضافت الوزارة، في بيان على موقعها على الإنترنت، أن الدول الغربية "تحاول تشتيت الانتباه عن أعمالها العدوانية"، وأضافت أن موسكو تواجه "حملة إعلامية منسقة غير مسبوقة" من قبل الغرب، تهدف إلى "تشويه صورة مطالب روسيا العادلة للضمانات الأمنية" في أوروبا.

وقالت الخارجية الروسية إن "المجال الإعلامي العالمي شهد أواخر 2021 ومطلع 2022 حملة إعلامية غير مسبوقة من ناحية تنسيقها وإعدادها، الهدف منها إقناع الرأي العام العالمي بأن روسيا تستعد للهجوم على أوكرانيا".

inbound364967570617108487.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً