post

95% من المخابز مغلقة.. اليوم إيقاف النشاط بكلّ المخابز المصنفة بكامل أنحاء الجمهورية

تونس الأربعاء 19 أكتوبر 2022

تقرّر إيقاف العمل بكافة المخابز المنظمة بداية من اليوم الأربعاء 19 أكتوبر 2022 ودخول أصحاب هذه المخابز في اعتصام مفتوح بمقر منظمة الأعراف للمطالبة بسداد مستحقاتهم لدى الدولة.

وأكّد أمين مال الغرفة الوطنية لأصحاب المخابر الصادق الحبوبي في تصريح إذاعي، اليوم الأربعاء، أنّ 95% من المخابز في كامل ولايات الجمهورية استجابت لقرار الغلق.

وأوضح أنّ هذا القرار سيتواصل إلى حين الحصول على مستحقاتهم وتمكينهم من المبالغ المتخلذة بذمة الدولة لـ4 أشهر على الأقلّ والتخفيف في قيمة المخالفات والضرائب.

وعن مطالبتهم بالترفيع في سعر "الباقات" من 190 مليما إلى 250 مليّما، قال الحبوبي إنّ تحديد سعر بيع الخبز من مشمولات الدولة ولا دخل لأصحاب المخابز بذلك.

ودعا رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز محمّد بوعنان في تصريح إذاعي، اليوم الأربعاء 19 أكتوبر 2022، سلطة الإشراف إلى أن تمنح أصحاب المخابز مستحقاتهم. وقال: "أعطونا فلوسنا خلينا نخدموا، تأكلوا في الخُبز وأحنا جيعانين مش معقول''.

اعتصام

وكشف بوعنان أنّ قرابة 500 عامل وأصحاب مخابز معتصمين منذ ليلة البارحة في مقرّ  الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، أعطونا الفرينة بلاش تو نخدمولكم بلاش".

وكانت الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المخابز، التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، قرّرت وفق بيان أصدرته الثلاثاء 18 أكتوبر 2022، إيقاف النشاط بكل المخابز المصنفة بداية من الأربعاء 19 من الشهر الجاري، بكامل تراب الجمهورية.

كما تقرّر الاعتصام بمقر منظمة الأعراف، إلى حين تلبية المطالب المقدمة لوزارة التجارة، كما فنّد البيان ما جاء على لسان وزيرة التجارة بوجود مفاوضات جارية لدراسة مطالب أصحاب المخابز.

وتأتي قرارات غرفة أصحاب المخابز على إثر الاجتماع الطارئ لأصحاب المخابز المنعقد بمقر اتحاد الصناعة والتجارة، بحضور أعضاء الغرفة، الثلاثاء 18 أكتوبر 2022.

المطالبة بالمستحقات

وكان رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز المصنفة محمد بوعنان، قال الثلاثاء 18 أكتوبر 2022، إن أصحاب المخابز ينفذون وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتونس من أجل المطالبة بمستحقاتهم المتعلقة بالدعم المتخلدة لدى الدولة. وأكد، في تصريح إذاعي، أن الدولة لم تدفع مستحقات الدعم للمخابز منذ أكثر من 14 شهرًا، أي ما يناهز 250 مليون دينار لحوالي 3500 مخبزة.

وأفاد رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز المصنفة، أن 20% من المخابز أغلقت أبوابها، بينما يتجه بقية أصحاب المخابز للتفريط في مخابزهم وبيعها، نظرًا لأنه لم يعد بإمكانهم اقتناء الفارينة وخلاص العمال والكهرباء والضمان الاجتماعي، وغيرها من المصاريف.

وتحدث بوعنان عن مماطلة الدولة في دفع مستحقات أصحاب المخابز، وقال: "متمسكون بمطالبنا ولن نتراجع عنها"، وأضاف: "الوقفة الاحتجاجية نفذناها أمام مقر منظمة الأعراف هذه المرة، وفي المرة القادمة سنصعد تحركاتنا وسنتوجه لوزارة المالية"، على حد قوله.

وكانت منظمة "كونكت"، أعلنت الثلاثاء 18 أكتوبر 2022، أنه تبعا لما تمّ تداوله حول اضراب قطاع المخابز المقرر يوم 19 اكتوبر 2022، فإنها كمجمّع وطنيّ للمخابز العصرية المنضوي تحت منظّمة الأعراف، تعلم المواطنين عن عدم الدخول في ايّ اضراب والتزامها بمواصلة العمل في جميع المخابز الراجعة لها بالنظر على كامل تراب الجمهورية وستسعى لتوفير الخبز حتى لا يكون هنالك اي نقص، وفق بلاغ لها.

قريبا الاستجابة للمطالب

من جهتها، قالت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات فضيلة الرابحي بن حمزة في تصريح إذاعي، الثلاثاء 18 أكتوبر 2022، إن الوزارة تتفهم التحركات الاحتجاجية لأصحاب المخابز، وأكدت أن الوزارة بصدد التفاوض معهم لإيجاد حل والاستجابة لمطلب مهنيي القطاع. ونفت أن تبلغ احتجاجهم مرحلة الإضراب.

كما نفت الرابحي بن حمزة أي نقائص في تزويد أصحاب المخابز بالمواد الأولية، وأشارت إلى أنه يتم تزويد السوق بمادة الفرينة وغيرها بصفة عادية. وأوضحت أن احتجاجاتهم تتعلق ببعض المطالب التي يجري دراساتها، وتعهدت بأنه ستتم الاستجابة لها قريبا، وذلك ردا على قرار الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز الدخول في تحركات احتجاجية قد تبلغ حدّ تنفيذ اعتصام بمقر اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.

تونس الأولى عالميا

وكان الخبير في أسواق الحبوب والأمن الغذائي سليم بوصباح، أفاد في تصريح صحفي، يوم 09 ماي 2022، أن "تونس مصنّفة البلد الأوّل في العالم في استهلاك الخبز، ولا تنتج سوى قطعة واحدة (باقات) من جملة خمسة قطع من قمحها المحلي". وأوضح أنّ تونس تستورد أكثر من 80 بالمائة من احتياجاتها من القمح اللين وأحيانا أكثر من 50 بالمائة من احتياجاتها من القمح الصلب.

وقال الخبير "تستهلك تونس، منذ سنة 2005، القمح اللين أكثر من القمح الصلب، في حين أنّها قادرة عل تحقيق اكتفائها الذاتي من القمح الصلب وغير مرتهنة لارتفاع أسعار القمح اللين على الصعيد الدولي، لا سيما، في ظل الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا".

إنتاج الخبز

وبحسب بيانات سابقة لوزارة التجارة، فإن المخابز تنتج يوميا ثمانية ملايين قطعة خبز فيما تضخ الوزارة يوميا في السوق نحو 200 ألف طن من القمح اللين والصلب و1200 طن من السميد.

ويبلغ السعر الحقيقي للخبز الكبير من دون دعم 465 مليما للواحد (دعم في حدود 235 مليما)، ويباع للعموم بسعر 230 مليما فيما تباع الباقات للعموم بـ190 مليماً، بدعم في حدود 84 مليماً، أي أنّ سعرها الحقيقي يعادل 274 مليماً.

وتستورد تونس 80 بالمائة من حاجياتها من القمح اللين، وهو ما يجعل كل 4 أرغفة خبز مستوردة مقابل رغيف واحد مصنوع من الدقيق المحلي، بينما واردات البلاد من القمح وحدها أكثر من 51 بالمائة من الواردات الغذائية.

ويخضع الخبز في تونس للتسعير الحكومي بالنسبة إلى المخابز التي تتمتع بالدقيق المدعم، فيما تبيع الأفران التي تعتمد على الشراء المباشر للدقيق من المطاحن على الأسعار المحررة.

وتعتبر تونس من بين أكبر البلدان المستوردة للحبوب، حيث تتراوح احتياجات البلاد من هذه المادة الحيوية بين 30 و32 مليون قنطار سنويا، ولا تنتج منها إلا 10 ملايين قنطار، ويعود ذلك بالأساس إلى خلل منظومتي الاستهلاك والدعم.

إهدار الخبز

ورغم ضعف المخزونات وتقلص الإنتاج المحلي، لا تزال الأسر التونسية تهدر خبزا ومعجنات بقيمة 35 مليون دولار سنويا.

وحسب دراسة لمعهد الاستهلاك الحكومي، تتصدر مادة الخبز قائمة المواد الغذائية المبذرة (المهدرة) في البلاد، حيث يتم إلقاء 113 ألف طن منها سنوياً، بمعدل 42 كيلوغراماً لكل أسرة. وتخسر الأسر التونسية سنويا ما قيمته 321 دولارا من تبذير الخبز، فيما تتكبد الدولة 35 مليون دولار جراء تبذير الخبز المصنوع من الحبوب الموردة، وفق الدراسة.

التونسي والخبز

ويرتبط الخبز عند التونسيين بالانتفاضات كان أشهرها "أحداث الخبز"، الانتفاضة الاجتماعية التي عرفتها تونس في جانفي 1984، بعد زيادة سعر الخبز وعدد من السلع الأساسية إبان فترة حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

وحتى في ثورة 2011، كان الخبز حاضرا بقوة في الإحتجاجات التي اجتاحت تونس في ذلك الوقت، حيث ردد المحتجون شعار "خبز وماء وبن علي لا"، كما أنهم رفعوا الخبز بأيديهم، كرمز للقمة العيش وللكرامة في آن.

وهناك عدة أنواع من الخبز في تونس منها اليومي ومنها المناسباتي، ومن أقدم أنواع الخبز التونسي هو خبز الطابونة الذي يرجع حسب المؤرخين والحفريات للقرن 6 قبل الميلاد.

خبز-5.png

من الممكن أن يعجبك أيضاً