أعلنت عائلة أرجنتينية، الأحد، اختتامها رحلة سفر "مجنونة" بالسيارة كان يفترض أن تدوم ستة أشهر لكنها استمرت 22 عاماً، وامتدّت إلى أكثر من 100 بلد. ورُزق الزوجان خلال رحلتهما بأربعة أبناء، وخلُصا في نهايتها إلى أن "البشرية رائعة".
وانطلق الزوجان زاب في رحلتهما عندما كانا يبلغان من العمر 31 و29 عاماً، سعيا إلى تحقيق حلمهما القديم المتمثل في القيام برحلة برية بالسيارة لستة أشهر، من الأرجنتين إلى ألاسكا، وانطلقت المغامرة وقد كان بحوزتهما في البداية مبلغ قدره أربعة آلاف دولار.
ومثّلت السيارة مسكناً رئيسياً للعائلة، إذ كان الأطفال ينامون داخل خيمة على سطحها بينما ينام الزوجان في الداخل، فيما تغطى السيارة بأكملها بالقماش حفاظاً على الخصوصية. 
لكن في الواقع، كانت عائلة زاب تنام في أغلب الأوقات لدى سكان في المناطق التي تحلّ فيها، إذ استضافتهم أكثر من 2000 عائلة حول العالم. 
من جانبه، قال هيرمان: "لم نكن يوماً لنتخيّل أن الناس في العالم يمكن أن يكونوا بهذا اللطف. إنّ البشرية التي ننتمي إليها رائعة"، مضيفاً أنّ "كثراً ساعدونا لأنهم أرادوا أن يكونوا جزءاً من حلم".
وواجهت العائلة الرحالة صعوبات كبيرة خلال جولتها، إذ شهدت نزاعات وأزمات، واختبرت إنفلونزا الطيور في آسيا، وإيبولا في إفريقيا، وحمى الضنك في أمريكا الوسطى، وأصيب هيرمان بالملاريا.
وكان آل زاب يعودون كل ثلاث سنوات إلى الأرجنتين لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر لزيارة الأقارب، ثم يغادرون لاستئناف رحلتهم. 
وبينما يلفت هيرمان إلى "آلاف الخيارات"، يشير إلى تفكيرهم في القيام برحلة بحرية حول العالم. 
ومن جانبهم، لا يبدي الأبناء الحماس لفكرة التعلّم الحضوري في المدارس وقد أمضوا سنوات وهم يتعلمون من خلال المراسلة أو بمساعدة والدتهم.
لكنّ الأزمات الحالية المتتالية التي يشهدها العالم، قد تعطّل رحلة العائلة، بينما يرى هيرمان أنّ ما من سبب يفترض أن يدفع إلى تغيير الخطط، قائلا: "نخرج من كوفيد لندخل في حرب ضخمة، فإذا بقينا ننتظر اللحظة المناسبة، سيكون ثمة دائماً سبب لعدم تحقيق أحلامنا".