post

اشتباكات حدودية بين أذربيجان وأرمينيا توقع خسائر بين الطرفين ومحاولات للتهدئة

سياسة الثلاثاء 13 سبتمبر 2022

في أحدث تصعيد للعنف بين الدولتين، اندلعت عدة اشتباكات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، أسفرت عن مقتل عدد من العسكريين.

وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية فجر الثلاثاء، عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف قواتها، في اشتباكات مسلحة وقعت منتصف ليلة الاثنين - الثلاثاء على الحدود مع أذربيجان.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية أرام توروسيان: "على الجانب الأرمني هناك قتلى وجرحى". وصرح بأن القوات الأذربيجانية قصفت أيضا منشآت البنية التحتية المدنية في المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان: "فجر الثلاثاء في الدقيقة الخامسة (الاثنين 20:05 ت غ) شنّت أذربيجان قصفاً مكثّفاً بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمينية، في بلدات غوريس وسوتك وجيرموك". وأضافت أنّ أذربيجان استخدمت أيضاً في الهجوم طائرات دون طيّار.

اشتباكات حدودية

من جانبها، أعلنت أذربيجان، اندلاع اشتباكات حدودية مكثفة نتيجة "استفزازات" من الجانب الأرميني. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، إن الجيش الأرميني قام بعمل استفزازي واسع النطاق في ساعات المساء، على محاور داشكسن وكلبجار ولاتشين.

وأوضحت أن "مجموعات تخريبية من القوات الأرمينية زرعت ألغاما على أراض وطرق بين مواقع الجيش الأذربيجاني"، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الجانبين.

وأشارت إلى قيام القوات الأرمينية باستهداف مواقع الجيش الأذربيجاني في محافظات داشكسن وكلبجار ولاتشين بأسلحة مختلفة، بما فيها مدافع الهاون. وأكدت وقوع خسائر في صفوف القوات الأذرية وأضرار في البنية التحتية العسكرية، دون تفاصيل.

ولفتت إلى أن الجيش الأذري بدوره اتخذ التدابير اللازمة لإسكات مصادر النيران الأرمينية، ومنع توسع الاشتباكات. وأكدت تكبيد القوات الأرمينية المشاركة في العمليات الاستفزازية خسائر في الأرواح والعتاد.

وأفادت أذربيجان بأن حكومة يريفان تتحمل كافة المسؤولية عن الاشتباكات والخسائر، وأنه سيتم تقديم معلومات إضافية للرأي العام في وقت لاحق.

وأكد وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف، أن أرمينيا قامت بعمليات تحشيد عسكري خلال الفترة الماضية على الحدود، وحذر من أن هذا يؤكد عزمها التحضير لـ"عملية عسكرية واسعة النطاق".

وأشار بيراموف، خلال اتصال هاتفيً مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا، إلى أن "بلاده حريصة على خفض التصعيد على الحدود مع أرمينيا".

محاولات للتهدئة

ومن جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إلى ضرورة خفض التصعيد على الحدود مع أذربيجان.

وفي سياق متصل، أكد رئيس وزراء أرمينيا هاتفيًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تقبل "استفزازات" أذربيجان على الحدود.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "نحن قلقون للغاية إزاء تقارير تشير إلى اشتباكات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان". ودعا بلينكن البلدين إلى وقف الأعمال العدائية فورا، وأضاف "أوضحنا مرارا أنه لا حل عسكريا للنزاع بين أرمينيا وأذربيجان".

وكان البلدان المتجاوران أرمينيا وأذربيجان بلدان من القوقاز دخلا قبل سنتين (2020) في حرب استمرت 44 يوما، وتنازعتا في حرب من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الجبلية التي انفصلت عن أذربيجان قبل ثلاثة عقود. وقتل في النزاع نحو 6500 شخص.

نزاع بين الدولتين

وأسفرت الحرب عن استعادة أذربيجان العديد من القرى والمدن في إقليم قره باغ، وانسحاب الأرمنيين منه، وفقا لاتفاق أبرم بين باكو وموسكو ويريفان، ولكن استمر التوتر يعزز المخاوف بعودة الصراع.

وتهدّد أعمال العنف هذه بإعادة إشعال النزاع في منطقة ناغورني قره باغ، على الرّغم من وجود قوات روسية مكلّفة بالإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين أرمينيا وأذربيجان منذ انتهت الحرب الثانية بينهما.

وأعلنت أذربيجان مطلع أوت الماضي سيطرتها على العديد من المواقع وتدمير أهداف أرمينية في ناغورني قره باغ، خلال تصعيد قتل فيه 3 أشخاص وعزز مخاوف من عودة الحرب. واستعادت أذربيجان المنطقة المسماة "ممر لاتشين"، التي تشمل مدينة لاتشين ومحيطها، وفقا للاتفاق الثلاثي.

وكانت أرمينيا اتهمت أذربيجان الأسبوع الماضي، بقتل أحد عسكريها في تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين. واندلعت الحرب الأولى عام 1990 وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص في ناغورني قره باغ.

galleries/ذربجان-ورمنا.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً