post

اكتملت شهرها الأول.. هذه خسائر روسيا وأوكرانيا من الحرب

العالم الجمعة 25 مارس 2022

اكملت الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الأول، ودخلت أسبوعها الخامس، وسط تواصل المعارك على عدة جبهات وتشديد العقوبات على روسيا وقادتها وقمم غربية تتوعد موسكو بمزيد من التصعيد، ووسط كلفة كبيرة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا على طرفي النزاع، ووسط توقعات بأن يطول أمدها في ظل غياب أي أفق لحل دبلوماسي قريب.

وشهدت العاصمة البلجيكية بروكسل 3 قمم في يوم واحد لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي التقت كلها على ضرورة مواصلة الضغط على روسيا، لوقف حربها على أوكرانيا، وتأكيد الدعم الغربي لأوكرانيا.

وعندما أطلقت روسيا العنان للعملية العسكرية في 24 فيفري في أكبر هجوم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بدا من المرجح أن تسقط الحكومة الأوكرانية بسرعة لكن مع وصول الحرب لأسبوعها الخامس، بدت العملية مجهولة النتائج، كما غيرت القوات الروسية  تكتيكاتها عبر قصف الأهداف من بعيد بدلا من الاعتماد على الغزو البري الذي تسبب في خسائر واسعة لها.

وحققت روسيا بعض الانتصارات الميدانية حيث سيطرت على مدن "ميليتوبول" و"خيرسون"، و"إزيوم" فيما تفرض حصارا شديدا على "ماريوبول"، إضافة إلى سيطرتها سابقا على شبه جزيرة القرم وكذلك موالاة أغلبية منطقتي دونيستك ولوهانسك إليها فيما لا تزال المناوشات مستمرة قرب العاصمة كييف.

وأعلنت أوكرانيا صد قوات روسية في بعض المناطق حول كييف، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على مدن ومواقع دفاعية تبعد 35 كلم شرق كييف، وأشارت إلى أنه من المرجح استمرار هذه القوات في دفع الروس للتراجع من كييف باتجاه مطار غوستوميل. وبيّنت وزارة الدفاع البريطانية، أن القوات الروسية تحاول الالتفاف على ميكولايف وهي تتطلع إلى التحرك غربا نحو أوديسا.

خسائر عسكرية

بعد أسبوع من العملية العسكرية، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 498 وإصابة 1597 من عسكرها في أوكرانيا، ولفتت إلى تكبيد الطرف الثاني 2870 قتيلا وحوالي 3700 جريح، إضافة إلى أسر 572 عسكريا، ومن وقتها لم تعلن سوى عن خسائر الطرف الآخر، إلا أن حلف شمال الأطلسي كشف، الأربعاء، أن ما بين 7 إلى 15 ألف جندي روسي قتلوا في أربعة أسابيع من الحرب في أوكرانيا، ولفت إلى أن "استماتة الأوكرانيين حرمت موسكو من تحقيق نصر خاطف سعت إليه".

وعن أحدث حصيلة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، الثلاثاء، إنه منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، دمرت القوات المسلحة الروسية 236 طائرة مسيرة و185 نظاما صاروخيا و1547 دبابة، وتدمير 137 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك نقاط مراقبة ومراكز اتصال.

وفي المقابل، قال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، في تصريحات صحفية، إن "روسيا خسرت 509 دبابات و1556 سيارة مدرعة و99 طائرة و123 مروحية منذ بداية الحرب".

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، عبر حسابها على تويتر، إن 14 ألفا و400 جندي روسي قتلوا منذ بداية الحرب، كما فقد الجيش الروسي آلاف المعدات العسكرية.

وأكدت وكالة الأنباء الأوكرانية مقتل 40 جنديا من القوات الروسية وتدمير آليات في صد هجوم على منطقة باريشيفكا بكييف.

خسائر اقتصادية

ووفق موقع "فورين أفيرز" فإنه "في جميع الجوانب، باستثناء الطاقة والمنتجات الحيوية، تم فصل روسيا بشكل كبير عن الاقتصاد العالمي، وهي نقط تحول جيواقتصادية"، وأشار إلى أن "العقوبات تسببت بعزل الاقتصاد رقم 11 في قائمة أكبر اقتصادات العالم".

وانخفض الروبل أكثر من الثلث منذ بداية جانفي، وهناك نزوح جماعي للمهنيين الروس المهرة، في حين انخفضت القدرة على استيراد السلع الاستهلاكية والتكنولوجيا القيمة بشكل كبير، ويتوقع الاقتصاديون أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 9-15٪ على الأقل هذا العام، لكن الضرر قد يصبح أكثر حدة.

وفي المقابل، أصيب الاقتصاد الأوكراني بشلل تام حيث إنه كان ما لبث أن تعافى من تداعيات جائحة كورونا قبل أن تأتي الحرب وتنهي آماله، حيث توقفت معظم الأنشطة الاقتصادية في البلاد.

وتسببت الحرب في تدمير طال البنية التحتية الأساسية من الطرق والكباري والموانئ و المطارات الأوكرانية نتيجة الأضرار التي لحقت بها، كما تسبب إغلاق الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود في عرقلة حركة النقل البحري.

وقدرت أوكرانيا خسائرها في البنية التحتية، بأكثر من 565 مليار دولار منذ بدء العملية العسكرية الروسية، بحسب وزير البنية التحتية في أوكرانيا أوليكسندر كوبراكوف.

أكبر نسبة لاجئين

وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية فرّ 3,577,245 شخصا من أوكرانيا، وأكدت أنه "لم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية".

وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو إن "حجم المعاناة الإنسانية والتهجير القسري بسبب الحرب يتجاوز بكثير أسوأ السيناريوهات المتوقعة"، وأكد أنها "حقاً مرحلة جديدة مأساوية للشعب الأوكراني".

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من 1,5 مليون طفل بين الفارين، وحوالي 90% من الفارّين هم نساء وأطفال.

وكشف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، أن عدد الضحايا المدنيين بلغ منذ بداية الحرب وحتى منتصف ليلة الإثنين 2510 ضحايا، بينهم 953 قتيلا و1557 مصابا.

من جهته، أكد المدعي العام الأوكراني مقتل 135 طفلا وإصابة 184 منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. كما تم اختطاف أكثر من ألفي طفل أوكراني منذ اندلاع الحرب مع روسيا.

inbound8955982520355913916.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً