مرآة تونس - هزار الفرشيشي

قال عنه درويش: 
"ويُغويني مجاز التأويل: 
الأصفر هو لونُ الصوت المبحوح 
الذي تسمعه الحاسة السادسة 
صوت مُحايدُ النَّبرِ  
صوت عبّاد الشمس 
الذي لا يغيِّرُ دِينَه" 

هو لون الحياة والدفء المنبعث من الشّمس، وهو لون الحب والأمل والسّعادة والجمال المتأتّي من تفتّح زهور الرّبيع ومن عديد الأنواع من الفواكه، وهو لون الرزق والرخاء الذي تزخر به سنابل القمح، كما أنه من الألوان القليلة المعطّرة، فرؤيته تبعث عطر اللّيمون وانتعاشته في الأنوف والأنفس. 

اتّخذته بعض الشعوب والثّقافات كلون مقدّس، على غرار الهندوس، كما كان رمزا لـ "آلهة الشمس" لدى قدماء المصريّين الذين اعتمدوه كذلك لتلوين تماثيلهم ومنحوتاتهم على الجدران، فيما جعل منه الصّينيّون رمزا للإمبراطور والإمبراطورية، وهو رمز الحكمة والمجد لديهم. أما الشعوب الغربية، فترى فيه لون الثراء والعيش الرّغيد، فهو لون الذّهب. 

ويعتبره الأطبّاء، لاسيّما الأطباء النّفسيون، لونا للراحة النفسية وتهدئة الأعصاب والاسترخاء، حتى أن عديد العيادات الطبية تزخر بجمال اللّون الأصفر. 

لكنّ سحر اللّون الأصفر لم يشفع له لدى بعض الثقافات التي رأت فيه لون المرض والكآبة والفناء، فهو لون أوراق الخريف المتساقطة على الأرصفة، وهو لون شحوب الوجه في الجسد العليل. كما أنه لون الكذب والخداع الذي يطلق على "الصحافة الصفراء" الناشرة للأكاذيب والإشاعات، وهو لون الابتسامة المتصنّعة وهو لون الخوف.  

يقول الفنان العالمي، بابلو بيكاسو: "هناك الكثير من الرسامين الذين يحولون قرص الشمس إلى مجرد بقعة صفراء ولكن هناك عدد آخر منهم يحولون - بفضل فنهم وذكائهم – البقعة الصفراء إلى شمس مضيئة". 

وفيما يلي مجموعة من الصور التي تعكس جمال اللون الأصفر في الديكورات المنزلية: