post

الانقلاب.. أتراه يقلب كياني؟

تونس الأربعاء 06 أكتوبر 2021

كتبت المحامية إسلام حمزة على صفحتها بالفايسبوك وقالت: "أنا المدعوة الأستاذة إسلام حمزة، قد أبدو رقيقة، هادئة، وربما ناعمة، لكني في الحقيقة امرأة أربعينية قوية، عنيدة، متماسكة، لا شيء يثنيني عما أقرر فعله، عندما اتخذ قراري أمر مباشرة إلى الانجاز، ومهما كانت الصعوبات أو العراقيل أتجازوها لأنني أكون قد قررت بكل بساطة تجاوزها ولأني أُسرّ لربي دائماً أن ثقتي به لا متناهية ولا محدودة، هو يعرف كم أحبه وأعرف أنه يحبني وييسر عملي".

وتساءلت "إسلام ما بك؟ هل أخذ منك التعب والارهاق والغضب مأخذه؟ ما مناسبة هذا الحديث؟ ما هذه الحكايات الماسطة؟".

وأضافت "معذورة راني، كان يوما طويلا قضيت فيه 10 ساعات متواصلة في رحاب المحكمة العسكرية _دون حتى القدرة على ابتلاع لقمة_ إنه ملف قصيدة أحمد مطر، فتبّا لكل من "إبن الكذا" و"ابن الزنا".

وقالت "وهل هذا سبب كاف لكتابة هذه الخواطر البلهاء؟ أيتها البلهاء؟ في هذه الليلة السوداء النكراء".

وتابعت "اسمعي أنا إسلام وماندراك، اليوم بمناسبة دفاعي عن الإعلامي عامر عياد وبعد أن ترافعت وصرخت بكل ما أوتيت من قوة، وبعد أن قلت في المنقلب والإنقلاب ما حلى وطاب، لم أشعر كيف انهمرت دموعي دون استئذان. واصلت الترافع فاختلطت الكلمات بالعبرات بالدموع، يرحمه وليام  شكسبير قال: "إن البكاء تقليل من عمق الحزن".

وقالت "لا أصدق! إسلام زعمة زعمة محامية دمدومة في ملف سياسي في إطار انقلاب ومنتصبة رئيسة لجنة الدفاع أمام محكمة عسكرية ودموع؟". نعم دموع حارقة لم تذرفها عيوني إنما قلبي. آخر مرة أتذكر فيها دموع الحرقة تلك كانت منذ سنوات عندما قررت الذهاب إلى الخارج للحصول على شهادة من جامعة أجنبية حيث قضيت ثلاثة أشهر متتالية قبل أن أنزل في أول زيارة في تلك الفترة الأولى من الغربة والفرقة العصيبة _التي اخترتها_ حدثني زوجي يوما عبر الهاتف: "إسلام آدم ولدك كلما شعر بالاشتياق إليك يدخل إلى دولاب ملابسك ويغلق على نفسه ويجلس هناك لكي يشتم ما بقي من رائحتك!! تصورت المشهد وافترسني إحساس الحزن المخلوط بالعجز، انهمرت حينها دموعي الغزيرة في قاعة الدرس نفس دموع اليوم وانهمرت أمام الجميع أيضا دون استئذان!!!

وأضافت "وماذا بعدها؟ هل أثناك ذلك الألم وتلك الدموع عن مواصلة طريقك؟ هل تراجعت عن هدفك؟ هل تغلبت عليك العواطف وتركت ما ذهبت من أجله وعدت إلى أحضان زوجك وأبنائك؟ لا.. رغم كل شيء واصلت ولم تعودي إلا بعد اقتلاع شهادتك!!!

وواصلت القول "طبعا قلت لك مستحيل!! إنني لا اتراجع عن تحقيق أهدافي وإن بكيت دما لا دموعا، سنسقطه و الله وبإذن الله سنسقطه ولو كلفني ذلك حياتي. يا إلاهي لم تعد المسألة مقتصرة على العند لقد أصبحت مجنونة رسميا، فيق على روحك مكتبك وأولادك ودنيتك ضاعوا حتى جمالك قريب يضيع من قلة الاعتناء والضغط وقلة النوم والجري بين أروقة المحاكم".

وأكدت "لست مجنونة هو المجنون إنه مطبق الجنون هل يمكن مقارنة عقل وعزيمة امرأة مثلي لم تتوقف يوما عن طلب العلم وملاحقة الحلم، أستاذية أولى ثم أستاذية ثانية وماجيستارات متلاحقة في اختصاصات متنوعة، مناظرات، مؤتمرات في الداخل والخارج، تدريس.. طبعا كل هذا بالتوازي مع إنجاب ورعاية وتربية طفلين متميزين وإدارة وتسيير مكتب خاص مقارنتي به!!! أمر مجحف، مجحف جدا في حقي...هل تجوز مقارنتي برجل قضى أكثر من 30 سنة من حياته (تقريبا نصف حياته) يحتسي الكابوسان ويلقن الطلبة نفس الدروس حرفيا كل تلك السنوات لا شهادات، لا أبحاث، لا دراسات، لا مقالات جدية، حتى أنه لم يرتق في وظيفته قيد أنملة ولم ينجز يوما شيئا يذكر غير لغة عربية ركيكة شكلا ومقرفة مضمونا لدرجة أصبح جسدي يقشعر لمجرد سماعها".

وقالت "إسلام يهديك امشي ارقد وارتاح راك تهز وتنفض ودخلت حكاية في حكاية في مائة حكاية ما هذه التدوينة؟ يزي من التخلويص ولوح عليك وارجع عيش حياتك. حاضر سأنام لم يعد بإمكاني مقاومة النوم وسأستسلم له أقصد النوم لكني لن استسلم و سأقاوم السلطان الانقلابي الشعبوي الفوضوي الجائر.. آش من مقاومة يا إسلام راك مرأة لطيفة ظريفة وراكزة مش خفيفة تحب تولي من الجماعة اللي يقول عليهم "مجرمين، خونة، عملاء، مخموربن، جراثيم، حشرات، جهلة، متسلقين.." ريض يا بنتي راهي الحكاية فيها صواريخ وإعدام بالفصل 72".

وختمت بالقول "والله العظيم لا هو، لا خُدامه، لا قوادته، لا عبيده، لا جنونه، لا هذيانه، لا ملفاته المفبركة يحركولي شعرة، ويصير إلي يصير.. سيسقط الإنقلاب وبقدر ما ربي يعميه فيزيد في تعنته وظلمه وجوره بقدر ما تقترب نهايته "اجعلها على يديه يا ربي ولا تجعلنا جرة" كيما تقول أمي.. يا رب فرج على العزيز سي عامر وانزل السكينة في قلبه".

سلام-حمز.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً