post

الباحثة التونسية ريما العباسي تحرز جائزة 'الريادة النسائية في الأمن السيبراني' لسنة 2022

تونس الخميس 22 ديسمبر 2022

نالت الباحثة التونسية ريما العباسي جائزة "الريادة النسائية في الأمن السيبراني"، والتي منحتها رابطة نساء الشرق الأوسط في الأمن السيبراني (Women in Cyber Security Middle East).

وكان ذلك خلال الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات والمركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني في شهر نوفمبر 2022 بالعاصمة العمانية مسقط.

وريمة العباسي حاصلة على دكتوراه دولة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جامعة قرطاج، وهي أول امرأة تشغل منصب مديرة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية في المواصلات بتونس.

وسبق وتم اختيارها في جويلية 2020 كواحدة من أفضل 50 امرأة في مجال الأمن السيبراني في أفريقيا، وفي سبتمبر 2020 كأفضل باحثة شابة في علوم الحاسوب (الكمبيوتر) في تونس من قبل الأكاديمية التونسية للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة).

ثمرة جهود متواصلة

وأوضحت الدكتورة ريمة العباسي في حوار مع "الجزيرة نت" أن لجنة التحكيم في هذه المسابقة اعتمدت على معايير في غاية الصرامة، كما تم تقييم كل مشارك بواسطة 3 حكام عشوائيين وفقا للمعايير المنشورة على الموقع الخاص بالجائزة قبل الظهور في قائمة المتأهلين للتصفيات النهائية.

وفي إجابتها حول المجهودات والمساهمات التي قامت بها في مجال الأمن السيبراني؛ أوضحت العباسي أنها تعمل على نشر ثقافة الأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية على جميع المستويات وتستهدف مختلف الفئات. وأشارت إلى أنها تتوجه في عملها نحو الأطفال، من خلال تنظيم دورات وألعاب توعية حول الأمن السيبراني، كما تستهدف أيضا الشباب من غير الخبراء الأمنيين عبر أنشطة التدريب والتوعية.

أما بالنسبة إلى الطلبة والباحثين المختصين فإنها تقترح هياكل وخوارزميات جديدة بالتعاون مع زملائها وطلبتها وتحرص على نشر نتائج عملها بانتظام في المؤتمرات والدوريات المحكمة.

وأشارت الباحثة التونسية إلى مشاركاتها المطردة في عديد الفعاليات الدولية المختصة في مجال الأمن السيبراني وآخرها مشاركتها بالكاميرون في المؤتمر الأفريقي للبحث في علوم الحاسوب والرياضيات التطبيقية، وفي مؤتمر الشبكة الدولية للمهندسات والعالمات (International Network of Women Engineers and Scientists (INWES)) الذي انتظم بالتعاون مع جامعة ووريك البريطانية (Warwick) حيث قدمت محاضرة حول "دور المرأة في أبحاث العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

حضور المرأة في مجال الأمن السيبراني

وحول حضور المرأة في مجال الأمن السيبراني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أشارت العباسي إلى دراسة استقصائية شملت أكثر من 19 ألف متخصص في الأمن السيبراني أبرزت نقصا كبيرا في النساء العاملات في هذا المجال، وسط فجوة متزايدة في المهارات، حيث تشكل النساء 5% فقط من القوى العاملة في المجال بالشرق الأوسط.

وحول أسباب عزوف المرأة عن الإقبال على التخصص في هذا المجال الدقيق، عدّدت العديد من الأسباب انطلاقا من التنشئة الاجتماعية وطبيعة الألعاب المقدمة للفتيات والفتيان، ومناهج التعليم بالإضافة إلى الأدوار التقليدية الموكلة للمرأة في المجتمع والدور السلبي لوسائل الإعلام والإعلانات في صناعة الصور النمطية للمرأة، وهو برأيها ما يضيق عليها من الآفاق المعرفية ويحجب عنها الكثير من المهارات.

ويرتبط نقص النساء العاملات في مجال الأمن السيبراني وفق العباسي بنقص المعرفة بالمهنة، أو سوء الإدراك الإعلامي أو عدم التشجيع، إلا أن هذا الواقع حسب رأيها يتغير تدريجيا حيث صرنا نشهد العديد من الإجراءات التي تعزز مكانة المرأة في المجال.

وقالت الدكتورة العباسي، "لقد تسببت الجرائم الإلكترونية في خسارة أعمال عالمية بقيمة تريليون دولار في عام 2020 وحده. وقد أبلغت 57% من المؤسسات عن وجود وظائف شاغرة في مجال الأمن السيبراني. فكلما كان خط دفاع الشركة أضعف، كانت أكثر عرضة للضرر الكبير. والمفارقة هي أن لدينا نقصا فيما يقرب من 4 ملايين خبير في الأمن السيبراني، لذلك يبدو من الطبيعي بالنسبة إليّ أن الحل المنطقي للتغلب على هذا سيكون هو إشراك النساء في هذا المجال".

واستطردت بالقول إن جذب النساء إلى المجال لن يكون مجرد سد شغور وملء كراس، بل سيسمح بتوسيع قدرات الأمن السيبراني وتعزيزه، واعتبرت أن المرأة تتمتع بمستوى عال من الذكاء العاطفي ولديها منظور فريد حول القضايا ذات الصلة. وأكدت أن تعزيز حضورها في هذا المجال له انعكاسات إيجابية على الاقتصادات الوطنية.

الأمن السيبراني ومدينة المستقبل

وأوضحت العباسي أنه في ظل التطور التكنولوجي السريع من جهة وفي ظل تزايد خطر الجرائم والهجمات الإلكترونية من جهة أخرى، يبقى الأمن السيبراني أمرا حيويا لأي كيان أو شركة أو حتى دولة.

فلا أحد لديه رفاهية التساؤل عما إذا كان ينبغي عليه دمج الأمن السيبراني في عملياته التجارية أم لا. السؤال هو بالأحرى ما إذا كنت تريد ضمان بقاء وازدهار عملك أم لا.

إن مدينة المستقبل وفق -الباحثة التونسية- بدأت معالمها تتشكل داخل "مدن التعلم"، حيث يوجد بالفعل حديث عن مدينة البيانات أو المواطن الذكي أو المدينة ربع ساعة.

ومن المؤكد أن الاختراقات التكنولوجية ستستمر في الظهور وسيستمر القراصنة في محاولات التصيد في علاقة بجديد الابتكارات التكنولوجية من حيث التنقل والسلامة والاستدامة وغير ذلك. وتضيف العباسي أنه بالاستناد إلى ما ذهبت إليه الأمم المتحدة فبحلول عام 2050، سيعيش ما يقرب من ثلثي سكان العالم في المدن.

وبالتالي، فإن إدارة التدفقات السكانية، من خلال حركة المرور والنقل، ستكون تحديا كبيرا في المستقبل إذ سيكون كل شيء متصلاً بشكل متزايد، وبالتالي فإن حجم البيانات المتبادلة سيكون أكبر وأكبر وعدد الأجهزة المتصلة سيكون هائلا لذا سنكون أميين إذا لم نتقن الحد الأدنى من ردود أفعال الأمن السيبراني، وفق الدكتورة العباسي.

رما.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً