post

الموافقة على ترشّح أوكرانيا ومولدوفا لعضوية الاتحاد الأوروبي

العالم الجمعة 24 جوان 2022

وافق قادة الدول الأوروبية الـ27، على منح كل من أوكرانيا ومولدوفا صفة مرشّح لعضوية الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أعلنه رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، وأشار إلى أنها "لحظة تاريخية" مع استمرار الهجوم الروسي على كييف.

ويشكل هذا القرار، الذي اتخذ خلال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد في بروكسل، أمس الخميس، بداية عملية طويلة ومعقدة تفضي إلى انضمام للتكتل.

لحظة فريدة وتاريخية

ورحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، بما اعتبره "لحظة فريدة وتاريخية" بعد موافقة قادة دول الاتحاد الأوروبي على منح بلاده صفة مرشّح لعضوية الاتحاد في غمرة الغزو الروسي.

ويعد منح صفة مرشح للعضوية، الخطوة الأولى على طريق الانضمام للتكتل، ويمنح هذا الترشيح الحق في الحصول على دعم مالي لإجراء إصلاحات اجتماعية وقانونية واقتصادية بهدف جعل الدولة التي تتطلع للعضوية أقرب لمعايير الاتحاد الأوروبي.

وكتب زيلينسكي على تويتر: "إنها لحظة فريدة وتاريخية في العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي"، وأكد أن "مستقبل أوكرانيا هو في صلب الاتحاد الأوروبي".

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في مقطع مصور مع نظيره الأوروبي جوزيب بوريل: "يشكل اليوم بداية مسار طويل سنسلكه معاً".

وأكد أيضاً عبر تويتر أن "أوكرانيا ستفوز. أوروبا ستنتصر"، وأضاف: "ينتمي الشعب الأوكراني إلى الأسرة الأوروبية. مستقبل أوكرانيا هو مع الاتحاد الأوروبي".

بدوره، رأى رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميغال، أن "هذا اليوم التاريخي" يشكل "مرحلة جديدة في بناء أوروبا". وأضاف أن "صفة المرشّح الرسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي تعني إصلاحات جديدة وتقارباً واسع النطاق في كل قطاعات الاقتصاد، وعملية دخول كاملة في السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي".

وتحدث رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك عن "إصلاحات ضرورية" ينبغي أن تقوم بها أوكرانيا لتنضم إلى الاتحاد الأوروبي في شكل رسمي مستقبلاً، وقال: "نحرص على أن نصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي".

يوم تاريخي

بدورها، أشادت رئيسة مولدوفا مايا ساندو، بـ"يوم تاريخي" بعد قرار دول الاتحاد الأوروبي منح بلادها صفة المرشّحة لعضويّة الاتّحاد.

وكتبت ساندو على فايسبوك "هذا يوم تاريخي لمولدافيا!"، وقالت "إننا نبدأ الطريق إلى الاتحاد الأوروبي الذي سيجلب الرخاء لسكان مولدافيا ويوفر مزيدا من الفرص ويضمن نظاما أفضل في البلاد".

وأضافت: "لدينا طريق صعب نسلكه، سيتطلب عملا شاقا وكثيرا من الجهد، ونحن مستعدون لفعل ذلك معا لضمان مستقبل أفضل لمواطنينا"، وشددت على أن "مولدافيا لديها مستقبل: داخل الاتحاد الأوروبي!".

إشارة قوية حيال روسيا

أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فاعتبر أن موافقة الاتحاد الأوروبي على منح أوكرانيا ومولدوفا صفة مرشّحين لعضوية الاتحاد، الخميس، تشكل "إشارة قوية جدا حيال روسيا".

وأشاد ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة نصف السنوية لمجلس الاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحفي في بروكسل التي تستضيف قمة أوروبية، بـ"خطوة سياسية" صادرة عن "أوروبا قوية وموحدة". وأضاف: "لقد قمنا بخطوة عملاقة".

وتابع ماكرون: "كل ذلك ندين به للشعب الأوكراني الذي يقاتل دفاعا عن قيمه وسيادته ووحدة أراضيه. ندين به أيضا لمولدوفا انطلاقا من وضعها السياسي وانعدام الاستقرار الذي تتعرض له والسخاء الذي عرفت أن تثبته". لكنه نبه إلى أن "العملية التي بدأت لن تكون سهلة".

لحظة أساسية

وتحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن "لحظة أساسية" وعن "يوم جيد جدا بالنسبة إلى أوروبا". واعتبرت أن هذا القرار "يعززنا جميعا، إنه يعزز أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا في مواجهة العدوان الروسي".

مساعدة كييف

وفي وقت مبكر من فجر اليوم الجمعة، أعلن المجلس الأوروبي أن المفوضية الأوروبية ستقترح منح أوكرانيا مساعدة مالية استثنائية جديدة تصل إلى 9 مليارات دولار هذا العام.

ومن ناحيته، قال منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي إن الولايات المتحدة خصصت مساعدة أمنية جديدة لأوكرانيا قدرها 450 مليون دولار، كجزء من التزامها بمساندة كييف في دفع العدوان الروسي غير المبرر والدفاع عن ديمقراطيتها، حسب تعبيره.

وأوضح كيربي أن هذه الدفعة تشمل أسلحة ومعدات، وأنها المرة الثالثة عشر التي يعلن فيها الرئيس جو بايدن تقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا، ليصل بذلك المبلغ الإجمالي إلى ستة مليارات ومئة مليون دولار منذ 24 فيفري.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "حزمة المساعدات الجديدة ترفع إجمالي دعمنا لأوكرانيا إلى أكثر من 6 مليارات دولار". وأضاف بلينكن أن تدفق المساعدات الأميركية لأوكرانيا مستمر، وأن تحالف بلاده مع أكثر من 40 دولة يعزز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن أراضيها.

وبدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تود براسيل أن المساعدات الأمنية الأميركية الجديدة تأتي تلبية لحاجات المعركة الحيوية التي تخوضها أوكرانيا، وتقدر بـ450 مليون دولار من مخزون البنتاغون.

وأوضح براسيل أن حزمة المساعدات تتضمن 4 راجمات صواريخ متوسطة المدى المعروفة باسم "هيمارس" (HIMARS)، و36 ألف قذيفة من عيار 105 مليمترات، و18 عربة لقطْر المدفعية من عيار 155 مليمترًا. كما تشمل المساعدات 1200 قاذفة قنابل، وألفي سلاح رشاش، و18 زورقا للدوريات البحرية والنهرية، وقطع غيار.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال، مساء الأربعاء: "كما نكافح من أجل قرار إيجابي من الاتحاد الأوروبي بشأن ترشيح أوكرانيا، نكافح يومياً للحصول على شحنات من الأسلحة الحديثة".

كما أصدرت السلطة التنفيذية الأوروبية رأياً إيجابياً بشأن ترشح أوكرانيا قبل أيام قليلة، بينما تحدثت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء عن "إجماع تام" بين الدول السبع والعشرين بشأن هذه القضية.

وبعد القمة الأوروبية، يفترض أن تعقد قمة أخرى لمجموعة السبع، وثالثة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن. وستكون مسألة المساعدة المالية لكييف في قلب مناقشات الاجتماعات الثلاثة.

وتعهد مسؤول كبير في البيت الأبيض، الأربعاء، أن تفضي قمة مجموعة السبع في ألمانيا في نهاية الأسبوع الجاري إلى "مجموعة من المقترحات الملموسة لزيادة الضغط على روسيا وإظهار دعمنا الجماعي لأوكرانيا".

صيف ساخن

وأكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف وصول راجمات الصواريخ الأميركية "هيمارس" إلى أوكرانيا، وهي منظومة تمتاز بدقتها العالية ويبلغ مدى إطلاقها 80 كيلومترا.

وكتب ريزنيكوف في تغريدة "وصلت هيمارس إلى أوكرانيا، شكرا لزميلي وصديقي لويد أوستن (وزير الدفاع الأميركي) على هذه الأدوات القوية"، مرفقا رسالته بصورة لمنظومة راجمات الصواريخ النقالة المنصوبة على مدرعات خفيفة.

وهدد الوزير بأن الصيف "سيكون ساخنا على المحتلين الروس. والأخير بالنسبة لبعضهم"، من دون أن يحدد عدد راجمات هيمارس التي سلّمها الأميركيون.

معارك محتدمة

ويأتي تسلّم كييف لراجمات الصواريخ الأميركية في وقت قالت فيه سلطات لوغانسك الانفصالية إن القوات الروسية سيطرت على طريق الإمداد الوحيد المتبقي للقوات الأوكرانية في مدينة ليسيتشانسك، في حين قال حاكم مقاطعة لوغانسك سيرغي غايداي إن طرق الإمداد نحو المدينة ما زالت سالكة.

وتعني سيطرة القوات الروسية على طريق الإمداد الوحيد المتبقي للقوات الأوكرانية في مدينة ليسيتشانسك قطع الإمدادات العسكرية عن نحو 7 آلاف من القوات الأوكرانية في المدينة المجاورة لمدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية.

من جهتها، قالت الاستخبارات البريطانية إن من المحتمل جدا أن تكون القوات الروسية قد تقدمت لمسافة تزيد على 5 كيلومترات نحو المنافذ الجنوبية إلى إقليم دونباس في ليسيتشانسك منذ يوم الأحد الماضي.

وبينما أقرّت قيادة القوات الأوكرانية بتراجعها في عدد من المناطق، أعلنت أيضا تعرض مناطق في مقاطعة دنيبرو (وسط) لقصف صاروخي تسبّب في دمار وقطع للخدمات الرئيسة، كما قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول صدّ هجوم أوكراني مضاد باتجاه منطقة خيرسون (جنوب).

وفي ميكولايف غير بعيد عن خيرسون، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت بأسلحة عالية الدقة مستودعات أسلحة أوكرانية، وفي البحر الأسود قال الجيش الأوكراني إنه يواصل "تنفيذ عملية عسكرية متواصلة لهزيمة قوات العدو في جزيرة الأفعى".

تعثر المفاوضات

وفي ملف المفاوضات الأوكرانية الروسية، أفاد عضو في وفد التفاوض الأوكراني أن المفاوضات مع الجانب الروسي لا معنى لها مع استمرار القتال، وأن روسيا تراهن على انتصارات تكتيكية. وأضاف أن المفاوضات مع روسيا متوقفة باستثناء محادثات بشأن الأسرى والممرات الإنسانية.

من جهته، قال الكرملين إن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية ممكنة فقط بعد قبول كييف جميع مطالب موسكو.

inbound6714409058474665700.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً