فقدت الساحة الفنية الفنان والممثّل هشام رستم الذي وافته المنيّة أمس الثلاثاء 28 جوان 2022، عن عمر يناهز الـ75 سنة.

وأكد المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس، العميد منير الريابي في تصريح إذاعي، أن الحماية المدنية تحولت الثلاثاء، إلى منزل الراحل هشام رستم أين تم العثور على جثته، وكان واقعا على مستوى وجهه.

وأوضح المدير الجهوي للحماية المدنية أن المعطيات الأولية تشير إلى أن حالة الوفاة قد حدثت منذ الليل، وبيّن أن النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق.

وأوضح شقيق الفقيد في تصريحه صحفي، أن جثمان الراحل، سيُشيّع بعد ظهر اليوم الأربعاء 29 جوان، بمدينة المرسى.

وتقدم رئيس بلدية المرسى معز بوراوي وكافة أعضاء المجلس البلدي، بأحرّ التعازي إلى أسرة الممثل هشام رستم، داعين الله أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يسكنه فراديس جنانه وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وفق تدوينة نشرتها البلدية.

وأوضح الممثل رؤوف بن عمر، في تصريح إذاعي، أمس الثلاثاء، أنه تلقى صدمة بوفاة الممثل هشام رستم، وقال إنه رفيق دربه وكان شاهداً على بداياته في عالم التمثيل.

وتابع:" لقد كان صديقاً بأتم معنى الكلمة ولم تفرقنا الأيام طيلة مسيرتنا الفنية.. هشام ممثل كبير في تونس وخارجها حيث كانت له أدوار كبيرة في فرنسا وإيطاليا.. كما أنه خاض كذلك تجربة الإخراج وتميز فيها".

وأضاف:" على المستوى الإنساني، هشام كان يحظى باحترام الجميع وكان متواضعاً للغاية، وهو ما أثر إيجابياً على مسيرته الفنية". كما أبرز بن عمر أن رستم سيظل راسخاً في تاريخ التمثيل في تونس، بأعماله التي يتذكرها التونسيون جيداً.

من جانبه، أوضح الممثل كمال التواتي، في تصريح إذاعي أمس الثلاثاء، أن خبر وفاة الممثل هشام رستم مؤلم للغاية بالنسبة إليه، وقال: "فقدنا انساناً عزيزاً ومرجعاً في قوانين الفنون الدرامية".

وأضاف:" جمعتنا العديد من الأعمال الفنية وعشنا أوقات جميلة على المستوى الانساني والفني.. لقد ترك ورائه أثراً فنياً لن يمحى من ذاكرة التونسيين".

كما نعاه عدد من الفنانين التونسيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي منهم الممثلة درة زروق التي كتبت على فيسبوك "فقدت الدراما التونسية فناناً كبيراً وممثلاً قديراً ترك بصمة مهمة في السينما والمسرح". وأضافت "التقيت معه أكثر من مرة في أعمالي الأولى وقابلته في تونس منذ أيام قليلة بالصدفة وتصافحنا، كأن القدر شاء لي أن أودعه".

ويذكر أن هشام رستم من أبناء المرسى التي ولد فيها سنة 1947 وزاول تعليمه الابتدائي والثانوي في المدرسة الصادقية قبل أن يلتحق بجامعة السوربون في فرنسا لمواصلة دراسته الجامعية ومنها إلى معهد الدراسات العليا للسينما.

ويعد الفقيد من بين أهم نجوم السينما والتلفزيون في تونس، وأحرز على الدكتوراه في الأداب كما نال الدكتوراه في تاريخ المسرح، وكانت أعماله تتراوح بين التونسية، الفرنسية، الايطالية والألمانية.

وانطلق عشق الفقيد للمسرح منذ الصغر، وكان يحضر العروض الفنية المسرحية رفقة جدّه، واكتشف موهبته الفنان الكبير على بن عياد.

وبعد إحرازه شهادة البكالوريا، سافر الفقيد هشام رستم إلى فرنسا لينال عددًا من التحصيلات العلمية هناك: دكتوراه في الآداب وثانية في تاريخ المسرح، وعمل خلال تلك الفترة في فرنسا وقدّم أعمالًا تلفزيونية وسينمائية قبل أن يقرر العودة إلى تونس فيما بعد.

وعلى مدى خمسة عقود زخرت مسيرته الفنية بالأعمال المتنوعة حيث شارك في نحو 32 فيلماً و26 مسلسلاً وأكثر من 70 مسرحية.

ومن أبرز المسلسلات التي شارك فيها الراحل: "الناس حكاية" و"حسابات وعقابات" و"يوميات امرأة" و"تاج الحاضرة" و"نجوم الليل" و"أولاد مفيدة" و"مشاعر"...

ومن أبرز الأعمال السينمائية التي شارك فيها الفنان الراحل هشام رستم نذكر "صفايح من ذهب" و"صمت القصور" و"السيدة" و"التلفزة جاية" و"زهرة حلب" وغيرها. إلى جانب مشاركاته المسرحية المتعدّدة والثرية.

كما شارك الراحل في 13 فيلماً سينمائياً عالمياً في أدوار ثانوية، منها فيلم "الصديق العربي" للمخرج الإيطالي كارمين فورناني، وفيلم "إيزابيل إيبرهارد" للمخرج الإنكليزي إيان برينجل.

وشارك في عدد من الأعمال السينمائية الوثائقية والروائية الأجنبية على غرار فيلم "المريض الإنكليزي" عام 1996، كما أسس عام 2017 مهرجاناً للموسيقى الصوفية باسم "روحانيات" في مدينة نفطة بولاية توزر.

وحظي رستم بالتكريم في العديد من المهرجانات السينمائية، إذْ كرَّمه سنة 2006 مهرجان القاهرة السينمائي لمشاركته في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، وكرمه "مهرجان ليبرفيل الدولي" عن مساهمته بالنهوض بالسينما الأفريقية...