post

بسبب 'الزليج'.. قميص رياضي يفجّر جدلا جديدا بين الجزائر والمغرب والأخير يقاضي شركة 'أديداس' الألمانية

رياضة السبت 01 أكتوبر 2022

وجهت وزارة الثقافة والشباب والاتصال المغربية إنذارا لشركة الملابس والتجهيزات الرياضية الألمانية "أديداس"، بعد نشرها صورا على مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن تصميما للقمصان الرياضية لمنتخب الجزائر، بها أشكال من نقوش "الزليج".

وكان عملاق الألبسة الرياضية الألماني نشر الأسبوع الماضي على موقع تويتر صورا لطقم جديد من قمصان "ثعالب الصحراء"، وأوضح أن تصميمها "مستوحى من التاريخ والثقافة" و"التصاميم العريقة لقصر المشور" بمدينة تلمسان الجزائرية.

ولكن وزارة الثقافة المغربية اعتبرت أن هذه التصاميم "سرقة لأنماط من الزليج المغربي نسبت إلى الجزائر"، ووفق ما ذكر موقع "يورونيوز"، فقد كلفت وزارة الثقافة والشباب والاتصال المغربية، المحامي مراد العجوطي، بإرسال إنذار للممثل القانوني للشركة، والمطالبة بسحب هذه المجموعة من القمصان الرياضية في غضون 15 يوما من استلام الإنذار، أو تخصيص بيان صحفي يبين أن التصاميم المستعملة في هذه القمصان الرياضية مستوحاة من فن "الزليج" المغربي.

وقال العجوطي في منشور على حسابه في "فيسبوك": "تم تنبيه الشركة إلى أن الأمر يتعلق بعملية استيلاء ثقافي ومحاولة السطو على أحد أشكال التراث الثقافي المغربي التقليدي واستخدامها في خارج سياقها مما يساهم في فقدان وتشويه هوية وتاريخ هذه العناصر الثقافية".

وأثارت قضية "الزليج" جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي بين الجزائريين والمغربيين، حيث أرجع كل طرف أصل هذا الفن لبلاده، متهما الجانب الآخر "بسرقة التراث الثقافي له".

ونشرت وسائل إعلام مغربية أمس الجمعة، وثيقة تفيد بأن المغرب سبق وسجل التصميم الذي استعملته شركة الألبسة الرياضية أديداس في أقمصة منتخب الجزائر.

وحسب الوثيقة المسجلة بالمكتب المغربي للملكية الفكرية، فقد تم إدراج تصميم 'زليج فاس' المستخدم في تصميم أقمصة المنتخب الجزائري من طرف وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني تحت عدد 2173171 باعتباره تراثا مغربيا خالصا.

من جهته، قال المختص الجزائري في التاريخ، محمد ياحي، تعليقا على التحرك المغربي، إن ثقافات بلدان المغرب الكبير تتداخل بشكل يجعل من الصعب التفريق بين موروث هذا البلد أو ذاك.

وأوضح في تصريح صحفي، أن الفسيفساء التي يتميز بها العمران المغاربي ليست حكرا على أي بلد، وأشار إلى أن كل بلدان شمال إفريقيا بها بنايات تتوفر على فسيفساء تتشابه إلى حد بعيد.

وأضاف أن الفسيفساء الموجودة بكثير من المعالم التاريخية الجزائرية لا تكاد تفرقها عن تلك التي قد تجدها في المغرب وشبه جزيرة إيبيريا. وقال: "نحن شعب واحد، لنا ثقافة مشتركة، لا يمكن أن يستأثر أحد منا بأي موروث جامع".

وليست هذه المرة الأولى التي يتنازع فيها البلدان على ملكية عناصر التراث الثقافي في المنطقة، حيث سبق للجزائر أن احتجت على محاولة المغرب الاستيلاء على تراث أغنية الراي ونسبها إليه، كما سبق وأن اختلفوا حول لباس القفطان المعروف بالجزائر والمغرب.

كما حدث نزاع في فترة سابقة على أصل طبق الكسكسي الشهير الذي أصبح من الأطباق العالمية والذي يجمع في الواقع بين شعوب المغرب الكبير عامة، وهو ما أكده تصنيف منظمة يونسكو الذي اعتبره طبقا شمال أفريقي، بعدما تقدمت كل من الجزائر والمغرب، وتونس وموريتانيا بملف مشترك.

ويسود توتر بين المغرب والجزائر، على خلفية خلافات سياسية أفضت لقطع العلاقات بينهما بقرار جزائري. وألقت الخلافات السياسية بظلالها على العلاقات بين الشعبين، حيث يسود تناحر مستمر بينهما على مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص مواضيع مختلفة من الرياضة إلى السياسة وحتى الثقافة.

وكان مغاربة، انتقدوا شهر نوفمبر الماضي، دولة قطر كذلك، لاستخدامها صورة ترويجية لكأس العالم، نشرها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لما تضمنته من "سرقة للتراث المغربي" على حد تعبير تعليقات مغربية غاضبة.

وتظهر الصورة التي نشرتها الصفحة الرسمية لكأس العالم بقطر نجوم كرة القدم يقفون أمام باب عليه شعار "قطر 2022". وقال مغاربة إن الأبواب الثلاثة التي تظهر في الصورة هي معمار مغربي أصيل، متهمين قطر بـ"سرقته" ونسبه إليها.

وقال موقع "لوسيت أنفو" المغربي، حينها، إن وزير الثقافة والشباب والاتصال، المهدي بنسعيد، تجاوب مع الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي وتواصل مع "رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، على اعتبار أنه عضو بـ"الفيفا"، الذي تواصل بدوره مع الإتحاد الدولي لكرة القدم، الذي استجاب للطلب المغربي، وعمد على إزالة الصورة  التي تجسد المعمار المغربي ولا علاقة لها بدولة قطر.

قمصان.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً