post

بعد اتّهامه بالغش وإلغاء مشاركته في المناظرة.. تلميذ يتحصّل على شهادة الباكالوريا بملاحظة حسن جدّا

منوعات الجمعة 21 أكتوبر 2022

تحصّل تلميذ المعهد النموذجي بصفاقس، كريم اللوز، أمس الخميس، رسميا على شهادة الباكالوريا دورة جوان 2022، بملاحظة حسن جدّا (معدّل 17.54)، بموجب حكم استعجالي صدر عن المحكمة الإدارية بتونس بتاريخ 2 سبتمبر 2022 يقضي بوقف تنفيذ قرار إلغاء مشاركته في الدورة الرئيسيّة من أجل شبهة غشّ بسبب تسليمه هاتفه الجوال لمراقب القاعة قبيل انطلاق الامتحان.

وأفاد محامي التلميذ الأستاذ سامي الجربي، في تصريح صحفي، أن إنصاف هذا التلميذ يأتي بتسليم المندوبية الجهوية للتربية صفاقس 1 الشهادة للتلميذ، بعد ماراطون من الإجراءات القضائية والإدارية.

وقال المحامي إن "ما يحسب لوزير التربية هو احترامه لدولة القانون وجرأته في تنفيذ قرار المحكمة بإيقاف تنفيذ قرار إلغاء الدورة الذي أقرّته لجنة الغش وسوء السلوك بمركز التجميع والتوزيع"، وفق تعبيره، وثمّن قرار المحكمة الإدارية الذي وصفه بالأول من نوعه في فقه قضاء هذه المحكمة في هذه المادة.

وانتقد المحامي في المقابل، ما وصفه بتمطيط الإجراءات من طرف المصلحة القانونية بوزارة التربية التي عوض تنفيذ الحكم الاستعجالي منذ 2 سبتمبر طالبت المحكمة بشرح قرارها رغم وضوحه، ما أفضى إلى تمديد الإجراءات، وكلّف التلميذ شهرا ونصف من التأخير في الالتحاق بزملائه في الجامعة.

وفي رده على سؤال يتعلق بإجراءات التوجيه التي سيتبعها التلميذ، قال المندوب الجهوي للتربية صفاقس 1، محمد بن جماعة، في تصريح صحفي، إن ذلك يبقى من مشمولات الوزارة وحدها وأن دور المندوبية اقتصر على تسليم التلميذ كريم اللوز شهادته التي أرسلتها إليها الوزارة.

من جهتها، قالت والدة التلميذ، كريم اللوز، إن الخبر كان له وقع استثنائي لا على العائلة فقط وإنما على كامل أهالي الجهة. وأضافت في تصريح إذاعي، أن ابنها من التلاميذ المتميزين وأن جميع حملات التضامن معه على مواقع التواصل الاجتماعي أعطتهم دفعا وإصرارا على الوصول إلى مخرج .

وأوضحت أن هناك ثغرات في القانون يجب تلافيها، نظرا لأن ابنها نسي هاتفه الجوّال بحوزته وقدّمه للأستاذة المراقبة حال دخوله إلى قاعة الامتحان، لكن تمت معاقبته، وفق قولها. وتابعت: "اليوم رأيت ابتسامة ابني الحقيقية بعد أن صدر القرار بإنصافه وحصوله على شهادة البكالوريا بامتياز".

من جهته، عبّر التلميذ كريم اللوز عن فرحته الكبرى بعد أن أنصفه القضاء، وأشار إلى أنه يفكّر في دراسة الهندسة، في حين أن والدته تخيّر الطب.

وكان التلميذ المقصى من دورة البكالوريا بسبب تسليمه لهاتفه الجوال للأستاذة المراقبة في القاعة قبيل الامتحان حظي بتعاطف واسع من المواطنين ومكونات المجتمع المدني الذين لم يستسيغوا ما اعتبروه "قسوة القانون وسطوته" على التلميذ الذي برهن من خلال تقديمه للهاتف الذي نسيه في جيبه عن حسن نيته وخلوّها من الرّغبة في الغش.

وأكمل التلميذ كل الاختبارات ولكن النتيجة التي تلقاها من وزارة التربية قضت بإلغاء الدورة له من أجل "شبهة غش" ما أثار استياء عميقا لديه ولعائلته وأصدقائه ومقربيه.

تلمذ.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً