post

بعد صدور الأمر الرئاسي 505 المتعلق بتنظيم الاستفتاء: هل دخلت تونس مرحلة العبث

سياسة الخميس 26 ماي 2022

بعد صدور الأمر الرئاسي 505 المتعلق بتنظيم الاستفتاء: هل دخلت تونس مرحلة العبثية السياسية ؟
صدر مساء اليوم الأمر الرئاسي عدد  505 المتعلق بتنظيم الاستفتاء والخطير فيه انه تم  إدراج أسماء عمداء كليات الحقوق الذين بينوا في بلاغ لهم يوم امس انهم رافضين للعب الدور الذي حدده لهم سعيّد كما ادرج الأمر إسم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي الذي أعلن البارحة رفض الاتحاد لحوار سعيد!
 الاخطر من ذلك هو ادراج نائب رئيس اتحاد الفلاحين الفاقد للشرعية والذي تم تجميد عضويته اي انه لاصفة قانونية له في تمثيل منظمة وطنية عوضا عن رئيسه الزار .
المثير لتساؤلات خطيرة هو ان الأمر عدد 505 يأتي بعد كل تصريحات المعنيين و الرافضة لتمشي سعيد.
 العبثية في مفهومها الادبي عبارة عن حالة الصراع بين ميول الإنسان للبحث عن هدفه من الحياة وعدم مقدرته على فعل ذلك.
فالعبثية  تتلخص في أن مجهودات الإنسان لإدراك معنى الكون دائماً ما تنتهي بالفشل الحتمي  ومصطلح "عبثي" في هذا السياق لا يعني "غير ممكن منطقياً" وإنَّما هو ما يتنافى مع المنطق  وبمعنىً آخر هو أحد أرقى مستويات السخرية باعتباره ما ليس متناسقاً ولا منسجماً مع أي شيء.
كل هذه المعاني تقودنا إلى الكتابة الاستبهامية و هي نوع من الكتابة الحرة و المحررة من المعاني والتي لا تعتمد استعمال الحروف حيث  يصبح النص لا معنى له ولا استدلالات.
 وبسبب هذه الخاصية، فإن الكتابة الاستبهامية تصبح مفاهيم صورية دون معنى واضح وهو ما يفسح المجال لقارئها لوضع المعاني التي تناسبه ويؤولها كيفما يشاء.
وفي حالة الأمر عدد 505 يمكن القول أننا وصلنا الى اقصى تمظهرات العبث السياسي حيث ان النصوص القانونية هي مجرد اشكال لا يمكنها استيعاب برنامج كاتبها مثلها مثل الدستور الذي لم يعد نصا مقدسا بل هو حسب قيس سعيد افكار الجماهير التي خُطّت على جدران الاحياء الشعبية.
العبث الذي سيسجله التاريخ السياسي في تونس هو ادراج اسماء في حوار كانوا قد اعلنوا رفضهم المسبق له.
تجدر الاشارة ايضا الى ان الكتابات الاستبهامية وإن كانت تشمل استخداماتها تحفيز الافكار  إلا أنها تتأثر أيضًا باللغات الغريبة المستخدمة في الخيال العلمي، و الفني، والأختام (السحر) وفي حالة تونس فإن لغة بضعة مئات من المناصرين قد يكون لها وقع الملايين على كاتب الامر عدد 505.

7c0fccd0b44a7a01db80e130588e813b-w600-h338-sc.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً