post

تكريما لروح الفقيدة سماح الحباشي عرض شريط وثائقي عن مسيرتها وتدشين رواق في مدينة الثقافة يحمل اسمها

ثقافة وفن الأحد 10 أكتوبر 2021

وات

 إحياء لذكرى الفنانة التشكيلية الراحلة سماح الحباشي مديرة المركز الوطني للفن الحي "دار الفنون"، التي فقدتها الساحة الثقافية التونسية يوم 10 جويلية الماضي على إثر إصابتها بجائحة كورونا، التأمت أمس السبت 9 أكتوبر أمسية بمدينة الثقافة تحت عنوان "لمتنا محبتها"، حضرها بالخصوص وزير الشؤون الثقافية بالنيابة الحبيب عمار وعدد من إطارات الوزارة والمسؤولين عن المؤسسات التابعة لها إلى جانب لفيف من المثقفين والفنانين التشكيليين وعدد من أفراد عائلة الفقيدة.

فعاليات هذه الأمسية تميزت بالخصوص بعرض شريط وثائقي، بقاعة المبدعين الشبان، يتضمن شهادات لوالدة الفقيدة وشقيقتها، ولعدد من المسؤولين والفنانين الذين عايشوا الفنانة الراحلة واشتغلوا معها أو تعاملوا معها في عديد المناسبات الثقافية منها بالخصوص لدى إشرافها على الدورة الثانية لأيام قرطاج للفن المعاصر سنة 2019.

وقد استحضر الجميع في هذه الشهادات، مناقب الفنانة سماح الحباشي وأشادوا بشغفها الكبير بعملها، وهي المختصة أساسا في فن وتزويق البلور المعشق في مختلف تقنياته. ونوهوا بهدوء طبعها الذي جعلها "تجمع ولا تفرق" وكذلك بعزيمتها الصلبة وقدرتها على وضع بصمة خاصة بها منذ توليها الإشراف على دار الفنون وجعل هذا الفضاء الثقافي منفتحا على كل المواهب وكل التعبيرات الفنية (حفر- نحت- فوتوغرافيا...) فضلا عن الرسم بمختلف أنواعه.

وأعربوا، خلال هذا الوثائقي الذي أعدته مدينة الثقافة، عن الأمل في مواصلة تمشي العمل الكبير الذي بدأت في نحت معالمه، كما عبروا عن الأمل في تحقيق تطلعها نحو وضع قانون أساسي خاص بدار الفنون وتنفيذ مشروع تهيئة هذا الفضاء الثقافي الذي تأسس سنة 1992 (وقد انطلقت مؤخرا هذه الأشغال)، وبعث رواق للفنون في شارع محمد الخامس في قلب العاصمة (يكون بديلا لرواق يحيى الذي كان بالبلماريوم وأغلق منذ مدة)، وحلمها بتنظيم معرض يجمع أعمال الفنان التونسي عبد الوهاب الجيلاني المعروف ب"عبدل" وهو من رواد الفن التشكيلي التونسي توفي بباريس سنة 1961 وتوجد أعماله في متحف بإسبانيا.

سماح الحباشي التي لعبت الجمباز في طفولتها واتقنت العزف على آلة الكمنجة، والمنحدرة من عائلة موسيقية، كانت فنانة بأتم معنى الكلمة، ففضلا عن تخصصها وعشقها للبلور المعشق كانت تتقن عدة فنون أخرى منها النحت والخزف والفسيفساء كما تميزت بحسن إدارتها سواء لبرمجة المعارض أو إدارة التظاهرات الفنية، ولها بشهادة الجميع حس إنساني مرهف ومواطني إذ يحسب لها أنها خرجت بالفن التشكيلي من الأروقة نحو الساحات في الجهات وفي العمق التونسي.

واختتمت الاحتفالية بتدشين وزير الشؤون الثقافية بالنيابة لرواق "كونسبت ستور" باسم الفقيدة، ومعرض يتضمن بعض الأعمال الفنية من إنجاز سماح الحباشي وأبرز أنشطتها خلال إشرافها على تسيير دار الفنون وعلى إدارة أيام قرطاج للفن المعاصر، كما تم بالمناسبة إنجاز لوحة بورتريه للفقيدة بريشة الفنان التشكيلي محسن العواضي

galleries/سماح-حباش-1.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً