post

تونس تحيي الذكرى 59 لعيد الجلاء

منوعات السبت 15 أكتوبر 2022

تحيي تونس اليوم السبت 15 أكتوبر 2022 الذكرى 59 لعيد الجلاء، تاريخ إجلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية من بنزرت في الـ15 من أكتوبر من سنة 1963.

وانطلقت معركة الجلاء فعلياً يوم 8 فيفري 1958 بعد العدوان الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف التي تقع على الحدود التونسية الجزائرية والتي استهدفت عدداً من المؤسسات المحلية ونتج عنها سقوط عشرات الشهداء الجزائريين والتونسيين.

وفي 17 جويلية من نفس السنة، قررت الحكومة التونسية العمل على إجلاء بقايا الجيوش الفرنسية من قاعدة بنزرت بالوسائل الديبلوماسية، إلا أن الأوضاع عادت للتأزم في شهر جويلية من العام 1961.

وفي الرابع من نفسِ الشهر، دعا المكتب السياسي للحزب الحرّ الدستوري الحاكم إلى خوض معركة الجلاء، وبعد يومين أرسل الرئيس الحبيب بورقيبة موفداً خاصاً منه إلى الرئيس الفرنسي شارل ديغول محملًا برسالة يدعوه فيها لمفاوضات جدية.

وتم يوم 23 جويلية الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية منها، وفي يوم 15 أكتوبر 1963، غادر الأميرال الفرنسي فيفياي ميناد المدينة إعلاناً عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس.

وأشرف رئيس الجمهورية، قيس سعيد، صحبة رئيسة الحكومة، نجلاء بودن ووزير الدفاع الوطني عماد مميش، صباح اليوم السبت ببنزرت، على موكب إحياء الذكرى 59 لعيد الجلاء. وتوجّه سعيّد إلى النصب التذكاري ووضع إكليلا من الزهور وقرأ الفاتحة ترحّما على أرواح الشهداء الطاهرة.

ويأتي الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد الجلاء في وقت تشهد فيه عدة مناطق تظاهرات واشتباكات مع رجال الأمن، تزامنا مع تشييع جثمان الشاب مالك السليمي 17عاما، أصيل منطقة العمران الأعلى، الذي تُوفي الخميس 13 أكتوبر، متأثّرا بإصابته على مستوى الرقبة والظهر، الأمر الذي أجج غضب الشباب والمتعاطفين معه الذين انتقدوا عنف الأمن، وأيضا ضد إهمال السلطات إزاء حادثة غرق مركب للمهاجرين في جرجيس.

كما تأتي الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الجلاء في ظلّ أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية يغذيها نقص حاد في التزود ببعض المواد الأساسية وبينها المواد المدعمة والمحروقات بلغ حد النفاد تماما من السوق في بعض الأوقات بسبب نقص السيولة لدى الدولة لتغطية الاقتناءات في ظل الارتفاع المطرد للأسعار عالميا.

وتأمل حكومة نجلاء بودن أن يعود الوفد الرسمي المتواجد في واشنطن، بنتائج إيجابية في حصيلة مفاوضاته التقنية مع مسؤولي صندوق النقد الدولي بخصوص قرض تعلّق عليه تونس آمالا لإنقاذ اقتصادها المنهك.

ويتزامن الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد الجلاء كذلك مع استعدادات حثيثة لأول انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر المقبل وفق مقتضيات ثالث دستور للجمهورية التونسية "دستور 25 جويلية "، ومرسوم انتخابي جديد أثار الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والمدنية، وسط تجاذبات سياسية بين السلطة والأحزاب البرلمانية السابقة التي تطالب بالعودة إلى المسار الدستوري.

jalaaa.png

من الممكن أن يعجبك أيضاً