نشرت صحيفة The Guardian البريطانية، أمس السبت، تقريرا عن فنانة تشكيلية تمتلك قدرةً على رؤية 100 مليون لون، على عكس معظم البشر الذين لديهم قدرة على رؤية عدد ألوان أقل بكثير مما تراه الفنانة كونشيتا أنتيكو، ما جعلها تتمتع بـ"بصر خارق" منحها السعادة في حياتها.  
ولدى أنتيكو رؤية رباعية للألوان، أي أن شبكية عينيها تضم مستقبل لون رابعاً على عكس معظم الناس الذين لديهم ثلاثة فقط.
فالأشخاص الذين يملكون هذه المستقبلات الثلاثة، والتي تسمى الخلايا المخروطية، باستطاعتهم تمييز حوالي مليون لون مختلف، إلا أن من لديهم الرؤية الرباعية باستطاعتهم تمييز حوالي 100 مليون لون.
من جانبها، قالت الفنانة التي نشأت في سيدني، إنها كانت دوماً "تخرج عن المألوف قليلاً"، فتصبغ شعرها بألوان زاهية، وتنتقي سجاداً باللون الأخضر الزمردي وستائر باللون الأسود والأخضر الليموني لغرفة نومها. 
لم تكن أنتيكو على دراية بحالتها حتى عام 2012، حين أرسل لها أحد طلابها، وهو طبيب أعصاب، بحثاً علمياً عن الرؤية الرباعية للألوان، وتكهن بأن أنتيكو ربما تكون لديها هذه الحالة.
من جانب آخر، وقبل بضعة أشهر، اكتشفت كونشيتا أنتيكو أن ابنتها مصابة بعمى الألوان، وبقيامها بالبحث حول الموضوع، اكتشفت أن النساء اللاتي لديهن استعداد لرؤية رباعية للألوان، لديهن استعداد أيضاً لإنجاب فتيات مصابات بعمى الألوان.
وأوردت الصحيفة، نقلا عن العالِم بجامعة كاليفورنيا، الدكتور كيمبرلي جيمسون، الذي درس حالة أنتيكو، أن هذا الجين الذي تمتلكه الفنانة تمتلكه أيضاً حوالي 15% من النساء، مشيراً إلى أنه ليس وحده كافياً لحالة الرؤية الرباعية للألوان، ولكنه شرط ضروري لتحقّقها. 
وأضاف الدكتور جيمسون: "في حالة أنتيكو ما نتصوره هو أنّ إقبالها على الرسم منذ كانت في السابعة من عمرها ساعدها على تجنيد هذه الإمكانيّات الإضافية واستغلالها. وهذه هي الطريقة التي يسير بها علم الوراثة: فهو يمنحك استعداداً لفعل أشياء وإذا اقتضت البيئة أن تفعل هذا الشيء، فحينها تبدأ الجينات عملها". 
من جانبها، ترى أنتيكو أن بصرها الخارق يُشعرها بسعادة كبيرة، وتقول عن ذلك: "أنا ضد المخدرات وأكرهها بشدة، وأنا واثقة أن الناس يظنون أنني تحت تأثير شيء ما طوال الوقت، لكن الحقيقة هي أنني تحت تأثير الحياة والجمال المحيط بنا". 
وأضافت الفنانة التشكيلية أنها كثيراً ما تسأل نفسها: "كيف لأحد ألا يكون سعيداً في هذا العالم؟"، ودعت الناس إلى الذهاب والجلوس في الحدائق وتأمل الشجر، قائلة: "ولن يسعكم إلا تقدير مدى روعته"!.