post

فنّانو العراق يحتجون ويتصدّون لهدم مسرح الرشيد

ثقافة وفن الثلاثاء 25 جانفي 2022

نظم فنانون عراقيون، اليوم الثلاثاء، وقفة ناشدوا فيها الحفاظ على أحد أهم مسارح العاصمة العراقية، مسرح الرشيد، مهددين بأنهم سيكونون دروعاً بشرية أمام عملية هدمه. ويقود فنانون وناشطون عراقيون في بغداد ومدن عدة، حملة واسعة، للضغط على السلطات وثنيها عن تنفيذ قرار هدم المسرح، مما دفع رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى القول إن مسرح الرشيد "سيكون ساحة لعمل الفنانين، وسندعمهم".
يقع "مسرح الرشيد" على مقربة من المنطقة الخضراء، في العاصمة بغداد. وقد ظل مهملاً بعد تعرّضه للتخريب والسرقة عقب الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، ثم أعيد افتتاحه بتبرعات ومساعدات من منظمات وجهات مهتمة بالحركة الفنية في العراق، في نوفمبر 2021، بالتزامن مع فعاليات "مهرجان بغداد الدولي للمسرح" التي أقيمت بين 20 و26 من ذلك الشهر، وحضر حفل الافتتاح فنانون عرب كرموا على خشبة "مسرح الرشيد".
وتأسس المسرح عام 1981، بتصميم وبناء من قبل شركة فرنسية متخصصة، ويعتبر من أهم المسارح في بغداد وأكبرها، ويضم قاعات كبيرة للأزياء والإكسسوارات والملابس، ومعدات خاصة بالمؤثرات المسرحية والسينوغرافيا، وخشبة مسرح دوار، ويتكون المبنى من تسع طبقات وصالة عرض تتسع لنحو 650 شخصاً.

من جانبها، وجّهت نقابة الفنانين العراقيين رسالة إلى الحكومة، تطالبها فيها بالعدول عن قرار تدمير المسرح. 
وقالت النقابة في البيان: "في الوقت الذي استبشرنا كفنانين ومثقفين عراقيين، ومعنا الأشقاء العرب، بعودة الحياة إلى مسرح الرشيد الذي شهدت خشبته أهم العروض والمهرجانات المسرحية العراقية والعربية والدولية، وبينما كنا ننتظر إكمال صروح فنية جديدة، كمدن الثقافة ودار الأوبرا، تفاجأنا بقرار وزارة الإعمار والإسكان بالمطالبة بوضع يدها على هذا الصرح الثقافي العراقي الكبير".
وأضاف البيان: "إننا كنقابة الفنانين العراقيين، إذ نتفهم التداخل في العمل بين وزارات الدولة العراقية، وبغضّ النظر عن صحة الإجراءات القانونية التي قامت بها وزارة الإعمار والإسكان، نأمل من كل الجهات الحكومية والسياسية، وعلى أعلى المستويات، التدخل الفوري لحسم ملف مسرح الرشيد بما يضمن وضعه الحالي، من خلال نقل ملكيته من وزارة الإعمار والإسكان إلى وزارة الثقافة، وبقاء دائرة السينما والمسرح الجهة المسؤولة عن إدارة ونشاطات المسرح الذي سيشهد خلال العام الحالي نشاطات على مستوى دولي رفيع يليق بمكانة الثقافة العراقية".

وفي كلمة له على هامش اجتماع للمجلس الوزاري، اليوم، قال الكاظمي: "لا يجب التعاطي مع هكذا حالة من منطلق خلق اليأس والإحباط"، من دون أن يتطرق إلى مطالبات نقل ملكية المسرح إلى وزارة الثقافة، كما دعا إلى ذلك الفنانون العراقيون.

من جانبه، قال الممثل العراقي، إياد راضي، إنّ "مسرح الرشيد يحمل ذكريات كثيرة لأغلب الفنانين، خصوصا قامات الفن العراقي التي وقفت على خشبته على مدى أكثر من 40 عاماً". معتبرا بأنّ هذا القرار هو "نوع من أنواع الخراب المتعمد الذي يحصل في البلاد الآن"، مبديا استغرابه من "مطالبة وزارة الإسكان بإزالة هذا الصرح الفني في هذا الوقت، بعدما بقي مهملاً طوال السنوات الـ 18 الماضية، قبل إعادة افتتاحه أخيراً". 
فيما اعتبرت الممثلة المسرحية، عواطف نعيم، أنّ "الحكومة عندما تقاعست عن إعادة إعمار وتأهيل مبنى مسرح الرشيد، قلت إن هناك من يسعى لتحويله إلى مركز تجاري، وستبين لنا الأيام ذلك، وما هذا التجاهل من قبل المسؤولين لمبنى المسرح إلا دليل على ذلك". 
وشدّدت نعيم: "سنكون أمام مسرح الرشيد لندافع عنه، فقد مللنا التلاعب بمقدراتنا وحقوقنا وتهميشنا تحت أي ذريعة".
 

galleries/فنانو-العراق-حتجون-وتصدون-لهدم-مسرح-الرشد.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً