انتشريوم أمس الثلاثاء مقطع للفيديوعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيه بودن -على ما يبدو- في دردشة خاطفة مع الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، خلال التقاط الصور التذكارية لقمة المناخ التي انعقدت في شرم الشيخ في مصر  ولم تستغرق المحادثة سوى بضع ثوان، ثم انتهت بابتسامة عريضة من بودن.

وأثار هذا المقطع ضجة في تونس واعتبره البعض من قبيل التطبيع مع الكيان الصهيوني  مطالبين الحكومة بتقديم توضيحات

تنديد واستنكار

استنكرت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني هذا السلوك  قائلة إنه في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة الفلسطينية أشدّ المعارك، وفي الوقت الذي يحتد فيه الاشتباك الميداني بين شعبنا الفلسطيني المحتل وقوات العدوّ وترتقي فيه أرواح الشهداء من أجل التحرير، تأتينا هذه الصورة من قمّة "قادة العالم" في مؤتمر الأطراف الـ27 للتّغيرات المناخية في مصر، حيث تبادلت نجلاء بودن رئيسة حكومة قيس سعيّد الأحاديث الودّية مع رئيس كيان العدوّ إسحاق هرتسوغ.

وتابعت: ليست هذه الحادثة سابقة من نوعها في عهد الرئيس قيس سعيد، مما يوضح زيف شعاراته خلال حملته "التفسيرية"، ومما يؤكد -مرة أخرى- أن موقفه المزعوم من التطبيع لم يكن إلا دعاية انتخابية من أجل كسب الدعم الشعبي، لما نعلمه عن رسوخ القضية الفلسطينية في وجدان التّونسيين. إلا أن هذه المحادثة الودية بين نجلاء بودن أوقح ما بدر خلال العشرية الأخيرة عن السلطات الرسمية من تنكر لموقف الشعب التّونسي الثّابت من الحق الفلسطيني.

وفي تعليقه على الأمر، قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري: صورة من مقطع فيديو عار على تونس، ليست الأولى فقد سبقتها صورة باسمة مع المطبّع حسن شلغومي، وربما ما خفي كان أعظم. واستنكر ما أسماها المشاركة في تبييض هذه الفضيحة.

للاشارة، وبتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيد، شاركت رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان في قمة قادة العالم في إطار مؤتمر الأطراف 27 للتغيرات المناخية، التي احتضنتها مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 07 و08 نوفمبر الجاري.

وللتذكير، فانّ السعي لتجريم التطبيع كان من الخطوط العريضة للحملة الانتخابيّة لرئيس الجمهورية قيس سعيد المعروف بعبارته الشهيرة "التطبيع خيانة عظمى".

بعتبر تطبيعا كلّ موقف أو اعتراف بسلطة الاحتلال الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينيّة، أو اعتراف بدولة اسرائيل.