post

لينا أبو عاقلة: حان الوقت لكي توقف واشنطن إفلات إسرائيل من العقاب ومحاسبة قتلة شيرين

صحافة دولية الخميس 28 جويلية 2022

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للينا أبو عاقلة ابنة أخ الصحافية الفلسطينية ـ الأمريكية شيرين أبو عاقلة طالبت فيه الولايات المتحدة وقف إفلات إسرائيل من العقاب و “التحقيق بمقتل عمتي”.

 وقالت “في بداية هذا العام بدأت بالتخطيط لرحلة من القدس إلى الولايات المتحدة مع عمتي وكنت متشوقة لكي تأخذني إلى المدن التي عرفتها جيدا وأحبتها بما فيها واشنطن” و”أنا الآن في واشنطن ولكن بدون عمتي، الصحافية الفلسطينية الأمريكية المعروفة شيرين أبو عاقلة. وتشير كل الأدلة إلى أنها قتلت برصاص جندي إسرائيلي بمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة في 11 ماي، وبعد وصولها مباشرة لتغطية توغل للجيش الإسرائيلي. وبدلا من زيارة المعالم التاريخية والمتاحف مع عمتي أنا في العاصمة للمطالبة بالعدالة والمحاسبة لموتها”.

وأضافت أن عائلتها طالبت منذ مقتل شيرين برصاصة أصابت المنطقة ما بين خوذتها وسترتها الواقية التي تحمل كلمة “صحافة”، حكومة الولايات المتحدة القيام بتحقيق مستقل وشامل وشفاف في عملية القتل. ومطالبة عدد من أعضاء الكونغرس بنفس الشيء شهادة على أثرها وإلهامها وأنها أيقونة وصحافية مبدعة.

 و “بعد مقابلة وزير الخارجية أنطوني بلينكن يوم الثلاثاء نأمل بأن يعيد الرئيس بايدن النظر والتحرك أخيرا”، مشيرة إلى عدد من التحقيقات التي أجرتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات الصحافة الدولية الكبرى وكلها توصلت لنتيجة واحدة وهي أن شيرين قتلت وبشكل قاطع برصاص قناص إسرائيلي وأن المدخل لمخيم جنين كان هادئا عندما انطلق الرصاص.

و “مع ذلك، قرأت بحيرة بيانا أصدرته إدارة بايدن في 4 جويلية وقام على تلخيص للتحقيقات التي أجرتها الحكومة الإسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية، واستنتجت من خلاله الولايات المتحدة أن إسرائيل هي المسؤولة على الأرجح عن مقتل عمتي، ولكن لا توجد أسباب تدعو للاعتقاد أنه كان متعمدا”.

وعلقت قائلة “لقد انزعجت، فما هو السبب الذي دفع إدارة بايدن تكرار الرواية الإسرائيلية وبالنظر للمدى الذي ذهب فيه الجيش الإسرائيلي للتلاعب في الأحداث المحيطة بمقتل شيرين؟”. وفي البداية حملت إسرائيل الفلسطينيين ووزعت شريط فيديو مضلل كشفت منظمات حقوق الإنسان سريعا عدم صحته. وبعد ذلك ذهب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ليتهم شيرين بأنها كانت “مسلحة” ولكن بكاميرات. وأجبر الجيش الإسرائيلي على التراجع والاعتراف بأنه كان مسؤولا وأن قناصا ربما كان هو المسؤول.

 وأشارت إلى إن إدارة بايدن لا تزال متمسكة ببيان 4 جويلية  وقبلت بطريقة عمياء النسخة الإسرائيلية غير المكتملة عن الأحداث رغم  التاريخ الطويل للجيش الإسرائيلي وسحبه جرائم جنوده الواسعة تحت البساط. وقالت “أردنا الجلوس مع بايدن لمناقشة هذا أثناء رحلته إلى إسرائيل والضفة الغربية ولكن خاب أملنا عندما لم يلتق بنا. وبدلا من ذلك فقد سافرت عائلتي إلى واشنطن وتشجعنا عندما وافق بلينكن على لقائنا”.

 وفي “اللقاء كررت عائلتي مطالبنا بفتح الولايات المتحدة تحقيقها الخاص بما حدث لشيرين والتراجع عن بيان 4 جويلية والانفتاح والشفافية معنا. وعبرنا أيضا على أهمية لقائنا مع بايدن نفسه لكي يظهر أن حالة شيرين هي أولوية لإدارته. واعترف بلينكن بأن حكومة الولايات المتحدة ملتزمة بحماية كل مواطن أمريكي وأنه ملتزم بالشفافية مع العائلة للتقدم إلى الأمام، لكنه لم يذهب أبعد من ناحية التعهد بفتح تحقيق أو الموافقة على لقاء بايدن”.

 وتعلق أبو عاقلة “لسنا سذجا، ونعرف أن الولايات المتحدة فشلت بالقيام بتحقيقاتها الخاصة في حوادث سابقة قتل فيها الجيش الإسرائيلي مواطنين أمريكيين وأن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل ولعقود على تجنب المحاسبة عن انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة والمنظمة للقانون الدولي”.

ولم يكن هناك تحقيق عندما داست جرافة إسرائيلية على الناشطة الأمريكية راشيل كوري وقتلتها عام 2003. وكانت جريمتها هي حماية بيت عائلة فلسطينية في غزة. ولم تواجه إسرائيل أية تداعيات من الولايات المتحدة عندما هاجمت سفينة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وقتل 9 ناشطين إنسانيين بمن فيهم التركي الأمريكي فرقان دوغان، البالغ من العمر 18 عاما. ولم تكن هناك محاسبة لقتل المسن الفلسطيني البالغ من العمر 78 عاما، عمر أسعد الذي جر من سيارته في البرد القارس عند حاجز تفتيش للجيش الإسرائيلي وقيد وكمم وترك في موقع بناء مفتوح حيث اكتشف جثة هامدة. و “نفهم جيدا دور الحكومة الأمريكية في تغذية الاعتقاد أن القادة والجنود الإسرائيليين يتمتعون بحصانة من العقاب على أفعالهم. ولهذا كان ملحا أن تقوم عائلتي بالتأكيد على هذه الرسالة للإدارة: يمكن لبايدن وقف هذه الأشكال، التعهد بمحاسبة ذات معنى لقتل عمتي والالتزام بداية، بفتح تحقيق أمريكي مستقل في حالة شيرين”.

bec4c06c-b13b-4fba-91e7-ae208872cac6.png

من الممكن أن يعجبك أيضاً