post

ماذا تناول اللقاء الروسي الأوكراني في تركيا؟

العالم الجمعة 11 مارس 2022

انتهى الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وأوكرانيا في ولاية أنطاليا التركية، الأول من نوعه على هذا المستوى منذ الحرب في 24 فيفري، مع اتفاق على عقد حوار آخر في المدينة ذاتها لاحقا.

وقف إطلاق النار

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، إن وقف إطلاق النار لم يكن هدف اللقاء مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بل الممرات الإنسانية، وأشار إلى أن موسكو تؤيد أي اتصالات مع كييف من أجل تحقيق التسوية، وفق قوله.

وأفاد بأن روسيا قدمت أدلة في الأمم المتحدة على أن مستشفى ماريوبول كان يستخدم قاعدة عسكرية "للقوميين الأوكرانيين"، واعتبر أن بلاده تهاجم أوكرانيا ولا تخطط لمهاجمة دول أخرى لكن واجهت وضعا يهدد أمنها.

ووجه رسالة إلى الدول الغربية حول تزويد أوكرانيا بالأسلحة بقوله: "أولئك الذين يزودون أوكرانيا بالسلاح والمرتزقة يجب أن يفهموا خطورة ما يفعلونه". ونبّه إلى أن الاجتماع مع نظريه التركي والأوكراني، بحث إمكانية ترتيب اجتماع بين بوتين وزيلينسكي، وأضاف: "لكن اللقاء يجب ألا يكون من أجل اللقاء فقط".

دولة محايدة وحرب نووية

وقال لافروف، إن بلاده تريد أوكرانيا دولة محايدة، وأن معارضة موسكو توسع الناتو لا تعني أبدا أنها ضد أمن كييف. وأضاف في معرض حديثه: "لا يعتقد أن المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا ستفضي إلى حرب نووية".

وتابع: "لا أريد أن أصدق، ولا أعتقد، أن حربا نووية يمكن أن تبدأ"، وأضاف أن الشائعات حول هجوم روسي محتمل على جمهوريات البلطيق السوفيتية السابقة "تبدو أكاذيب قديمة".

لقاء آخر

وفي المقابل، قال وزير الخارجية الأوكراني، بشكل مقتضب: "اتفقنا على عقد لقاء آخر بالصيغة نفسها (في أنطاليا) وأؤيد المشاركة إذا توفرت الرغبة في التوصل إلى حل".

وأوضح كوليبا عقب الاجتماع في مؤتمر صحفي إنه أثار احتمال إنشاء ممر إنساني للسماح للمدنيين بالفرار من مدينة ماريوبول المحاصرة، لكن "لسوء الحظ، لم يكن الوزير لافروف في وضع يسمح له بالالتزام به".

وأضاف أنه أثار موضوع وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة أيضا من أجل "حل القضايا الإنسانية الأكثر إلحاحا"، لكنه قال إنهم "لم يحرزوا تقدما" بشأن هذه القضية "حيث يبدو أن هناك صانعي قرار آخرين بهذه المسألة في روسيا". وقال إنهم وافقوا على مواصلة جهود "البحث عن حل للقضايا الإنسانية على الأرض".

الوساطة التركية

في حين قال وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، إن "اللقاء بين لافروف وكوليبا لم يكن سهلا لكنه كان حضاريا". وأضاف أن "بوتين وزيلينسكي لا يرفضان اللقاء مبدئيا ونحن مستعدون لاستضافة المفاوضات".

وقال إن "أوكرانيا جددت مطالبة تركيا بأن تكون دولة ضامنة". وتابع: "ما تم اليوم هو البداية ووجود الوزيرين في أنطاليا يمثل أملا إيجابيا في حلحلة الأزمة". وأضاف "لا نتوقع حدوث معجزة في لقاء واحد بين الروس والأكرانيين". وأفاد "حرصنا على إعطاء الأولوية للبعد الإنساني ولذا نحتاج إلى وقف دائم لإطلاق نار".

ووصل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأوكراني دميترو كوليبا، إلى ولاية أنطاليا التركية، لعقد لقاء مشترك مع وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ضمن جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في دور الوسيط منذ بداية الأزمة الأوكرانية، الذي يعمل على "منع تحول هذه الأزمة إلى مأساة"، وفق تعبيره. وأعرب الرئيس التركي في تصريحات صحفية، الأربعاء، عن أمله في أن "يمهد الاجتماع بين الوزراء الطريق لوقف دائم لإطلاق النار".

وشهدت الأيام الماضية عقد عدد من جلسات التفاوض بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا، وأسفرت عن وقف إطلاق النار مرات عدة وفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين، وسط اتهامات لموسكو بانتهاك تلك الاتفاقات.

inbound7207448435293993658.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً